المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفقير الي ربه
رحلــــــة حمـــــامـــــــة على مشارف شاطئ الأمل كانت هناك حمامة صغيرة بيضاء تدعى " حزن " كانت حمامة وديعة مسالمة محبة للغير , وللخير أبداً ملازمة لكنها كانت تعيسة في وجهها شحوب لكنه شحوبٌ جميل يشبه الغروب كانت دوماً ما تفكر كيف تغدو سعيدة كانت كلمة السعادة عن فهمها بعيدة لم تجرب يوماً أن تضحك بلا حدود وكانت دوماً وحيدة وكانت دائمةَ الشرود تفكر في حزنها وقلبها البائس وتحاول بكل قوة أن تطرد الوساوس كانت طويلة الصمت قليلة الكلام صوتها باهت أتاها ذات يوم غراب أسود غريب وألقى عليها السلام كانت عيناه تفصح عن شيء فيه مريب غير أن ابتسامة كانت تزيّن وجهه الكئيب ردت عليه السلام بصوت كسول رد عليها باهتمام لم الملل ؟ قالت ودمعة حارّة تدفئ خدها الوديع : إنني وحيدة حزينة أحس كأنني أضيع أجابها بمكر كأن في أعماقه سر لديّ دواءك الشافي يا حمامتي الجميلة الصغيرة , فلا تخافي فردت ببراءة ما الدواء ؟ رد بمكر : عليك أولا شراءه ! قالت ما هو الثمن ؟ قال : أن تكوني لي فانصاعت واستسلمت وألقت بنفسها فريسة في حباله و راحت الأيام تكب على الحمامة الجميلة أنواع العذاب قطعتها الآلام فذاك المخادع الغراب جعلها تحبه حباً عجيباً عجاب رغم انه كان يستل في أكثر من مرة خنجر الخيانة ويطعنه بلا رحمة في أعماق الحمامة فقد تحوّل من ذاك المحب الرومانسي الرائع إلى حاقد لإيذائها يسارع كانت تحبه حباً خالصاً صادق لكنها بدأت تكره ذلك المنافق تركته من غير أن يعلم , وهاجرت عائدة إلى شاطئ الأمل وهناك وجدت بلبل جميل له صوت حلو لا يُملّ وله ابتسامة نقيّة وجدت في أعماق عيناه سعادة أبديّة سألته باهتمام ما سرك يا بلبل الأحلام ؟! ما سر السعادة التي تنبع من قلبك الصافي فتنثرها حولك بلا توقف كافي ما سر تغريدك الشافي الذي يبهر القلب والآذان قال بنبرة المهذَّب : أخيتي .. إنه ( القرآن ) من ربي الرحمن من اتخذه صاحباً أوصله للجنان بكت الحمامة بكاء الفرح وتفتحت الأزهار عندما سقتها بدموعها النقية ونادتها الأطيار بمرح : أخيتي هيا اركبي مركب العبادة الذي على شاطئ الأمل فإنه الطريق الوحيد لبحر السعادة ولتهنئي بحب الرحمن وحب المؤمنين من عباده ركبت الحمامة المركب وجدت فيه العديد من مثلها من الحَمَام فشقت طريقها نحو السعادة وتمت القصة , وخير ما يقال في الختام : السلام . ------------- للفايدة