عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2013, 03:27 AM   #2302
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الخطــــــــة الفــــــاشلــــــــة




الخطة الأولى
1
في ليلة ليلاء من ليالي قرية ( برقدان ) أصدر رئيس المخفر الرائد سليم أمراً بالقبض علي , كنت وقتها في بيتي وإذا بالمساعد عدنان يطرق الباب , وعندما فتحت له قال لي :
- الرائد سليم يأمر بالقبض عليك .
تفاجأت لقوله وقلت مستفسراً :
- ولماذا ؟؟؟ ماذا فعلت ؟؟
فأجاب :
- هناك شكوى من العم صالح بأنك تعرضت له بالسب والشتم .
لم أستطع أن أقول شيئاً فإن ما قاله صحيح فقد كان العم صالح يمشي عائداً إلى منزله فتعرضت له وقلت له :
- هل تزوجني ابنتك يا عم ؟
- قلت لك ألف مرة لن أزوجك ابنتي إلا عندما تتخرج من الجامعة وتحصل على وظيفة أو تثبت لي أنك رجل وأكسب ثقتك وقتها سأوافق .
فما زلت ألح عليها حتى غضب فهجم علي ولكني هربت منه وشتمته .
2
وفي السجن أطرقت رأسي أفكر في هدى ...... هدى التي بذلت لها الغالي والرخيص لكي أثبت لها أني أحبها ... أحبها من أعماق قلبي .... أصحى من النوم اتذكرها , أنام وأنا أفكر فيها , متى يأتي اليوم الذي يجمعنا فيه بيت واحد .... .
قطع صوت المساعد عدنان تفكيري وهو يقول :
- قصي ... الساعة الآن التاسعة ألا تذهب إليها .
فرحت جداً أنه ذكرني بالموعد وقلت له :
- شكراً لك يا عدنان .... أقصد مساعد عدنان , ولكن كيف سأخرج ؟
- أذهب إلى الرائد وقل له بأنك لن تتأخر مجرد مشوار قصير .
- حسناً شكرا لك .
3
خرجت من السجن وقد أعطاني الرائد مهلة ساعة واحدة فقط وبعدها أعود ( ولمن يتساءل كيف أخرجني بهذه السهولة , أقول له : إن قريتنا بسيطة وأهلها بسطاء جداً لم يصلها فساد التكنولوجيا الحديثة ولا أخلاق هذا القرن الذي لا يعرف غير الحرب والدمار والخراب ) .
تسللت إلى بيت العم صالح ووقفت تحت نافذة البيت الخلفية حيث غرفة ( هدى ) ورحت أرمي النافذة بحجر صغير ( هذه هي العلامة بيننا ) وبعد قليل فتحت النافذة وأطلت برأسها الجميل , وعندما رأتني صرخت وقالت :
- ماذا تفعل هنا يا قصي ؟
- لقد جئت إليك حسبما اتفقنا .
- ولكني سمعت بأنهم ألقوا القبض عليك .
- نعم ألقوا القبض علي , ولكني خرجت بتعهد لكي أراكي يا أميرتي .
ضحكت بخجل واحمرت وجنتاها وقالت :
- ما أجمل حديثك يا قصي .
- جمال حديثي يأتي من جمالك يا حبيبتي .
- قصي ... أريد أن أسمع منك بيتاً من الشعر .
- حسناً يا هدى , اسمعي هذا البيت :
إن العيون التي في طرفها حور

قتللنا ثم لم يحيين قتلانا
ويصرعن ذا اللب حتى لا حراك به

وهن أضعف خلق الله إنسانا

بدت وكأنها لم يعجبها ما قلت فقالت لي :
- ألا تعرف غير هذين البيتين , هذه هي المرة الخامسة والستون التي تقولها لي , أريد أن أسمع بيتاً يكون من تأليفك .
- حسناً اسمعي هذا القول :
في الصباح تنزل قطرات الندى
وهي جميلة مثلك يا هدى
فرحت لهذا البيت وقلت لها :
- ما رأيك إنه من تأليفي .
ضحكت وقالت :
- بيت جميل , ولكن من الأجمل أنا أم الندى .
- من ندى إني لا أعرفها . أنت أجمل بكثير منها ومن باقي الفتيات .
ضحكت وقالت بصوت بهدوء :
- قطرات الندى يا شاعر .
فرحت جداً لهذا اللقب وأردت شكرها ولكن تناهى إلى مسامعنا صوت العم صالح وهو ينادي هدى , فقالت لي :
- اذهب قبل أن يأتي أبي هيا اذهب بسرعة .
- وداعاً يا أميرتي وإلى لقاء قريب .
4
ودعتها وعدت إلى المخفر , وعند الباب رأيت الرائد سليم ومساعده جالسان ويشربان العصير وعندما رأني الرائد دعاني إلى شرب العصير معهما وقال لي :
- هل رأيتها ؟
- نعم يا حضرة الرائد .
- ألم تتفاجأ برؤياك .
- بلى , ولكنها نست المفاجأة بكلامي الجميل , وشعري العذب .
- شعرك , ومنذ متى تقول الشعر يا قصي .
- منذ كنت صغيراً .
- أما زلت تحبها .
- نعم وأكثر من قبل .
- وإلى متى سوف تظل هكذا .
- إلى أن أظفر بها وأتزوجها .
سكت وشرب العصير وأطلق تنهيدة وقال :
- يا لك من مسكين , أليست هناك طريقة تكسب ثقة العم صالح ؟
- كيف ؟
- ما رأيك بأن نعمل خطة تكبر في عين العم صالح ويزوجك ابنته ؟
- رائع , قل لي كيف ؟
نظر إلى مساعده وقال له :
- فكر يا عدنان في خطة ؟
- حسناً يا سيدي .
وبعد مرور خمس دقائق وكأنها سنة كاملة قال عدنان :
- لقد وجدتها .
5
كان العم صالح في دكانه يواصل عمله المعتاد , وفجأة داهمه الرائد سالم وأمر بأن يفتش دكانه , تفاجأة العم صالح وقال :
- ما هذا يا سيادة الرائد لماذا تفتش الدكان ؟
- هناك أوامر بمصادرة المواد التهريبية .
- أنت تعرف أني لا أتعامل مع المواد التي تأتي عن طريق التهريب .
- حسناً سوف نفتش الدكان وسنرى .
وفجأة صاح مجند قائلاً :
- سيدي لقد وجدنا ثلاث صناديق من المواد المهربة .
ضحك الرائد سالم ونظر في وجه العم صالح وقال :
- قلت لي بأنك لا تتعامل مع المهربين .
دهش العم صالح لوجود مواد تهريب في دكانه , لم يتعامل طيلة حياته مع المهربين وهو يمشي دائماً مع القانون , فقال بصوت خرج من حلقه بصعوبة :
- يبدو أن أحدهم وضع هذه الصناديق في دكاني , وأنا لا أتعامل مع التهريب يا سيادة الرائد .
ضحك الرائد مرة أخرى وقال :
- المهم أن قبضا عليك وبحوزتك هذه المواد المهربة .
- وما هي عقوبة الذي يتعامل مع المهربين ؟
- غرامة قدرها 75 ألف ليرة وسجن لمدة ستة أشهر .
رفع العم صالح يديه إلى السماء وقال :
- يا لطيف .... ألطف بنا , يا لطيف .... ألطف بنا .
6
كنت واقفاً خلف شجرة قريبة من الدكان وكدت أطير من الفرح وأنا أرى العم صالح بهذه الحالة , خرجت من المخبأة وذهبت إلى الدكان لأكمل باقي التمثيلية .
وقفت عند العم صالح وقلت له :
- ماذا هناك يا عمي .
- مصيبة يا قصي , مصيبة كبيرة وقعت على رأسي .
- ما هي هذا المصيبة يا عماه ؟
تذكر أني غريمه فقال :
- وما دخلك أنت , أذهب من هنا .
- لا عمي سوف أبقى بجانبك وسوف أساعدك في مصيبتك .
قلت للرائد :
- سيادة الرائد ما رأيك بأن أكتب قصيدة مدح فيك وأنشرها حتى تصل إلى ( وأشرت بأصبعي فوقاً ) .
فتهلل وجه الرائد وقال :
- شكراً لك يا قصي , أريدها أن تكون قصيدة جميلة وبليغة , أريد أن يعرف الكل من هو الرائد سالم .
- ولكن بشرط ؟
تغير صوته قليلاً وقال :
- وما هو الشرط ؟
- أن تعفو عن عمي من السجن والغرامة .
نظر العم صالح إلي وكأنه لا يصدق ما سمعه , كان يتوقع بأني سوف أستغل فترة غيابه في السجن في مغازلة ابنته ومعاكستها .
فقال الرائد :
- حسناً وأنا موافق .
تهلل وجه عمي بالسعادة وتنفس الصعداء وقال بصوت فرح :
- سوف أزوجك ابنتي يا شاعر قصي .
فرحت عندما قال هذه الجملة , أحسست بأن لدي جناحان وسوف أطير لأخبر هدى بهذا الخبر المفرح , وقلت بصوت عالي يشوبه الفرح والسرور :
- الحمد لله لقد نجحت الخطة .
توقفت أنفاسي فجأة , ووجهت بصري ناحية الرائد الذي تنبه الى الخطأ الذي وقعت فيه , فوضعت يدي على فمي وتمنيت أني لم أقل هذه الكلمة .
نظر إلي العم صالح بعيون نارية وقال :
- نجحت الخطة , أي خطة ..... تعمل الخطط لكي لتظفر بأبنتي ... لن تتزوجها .... لن تتزوجها .
هوت جملته هذه كالصاعقة على مسامعي . غادرتهم وأنا أندب حظي , زلة لسان منعت عني حبيبة القلب والروح , يالحظي التعس , يا لحظي التعس ..
7
بقيت ثلاثة أيام في داري وأنا حزين كسيف البال , لم أخرج للقاء هدى برغم أني سمعت بأنها مرضت عندما سمعت خبر رفض والدها .
جاء إلي صديقي سعد وقال لي :
- ما بالك يا رجل , ثلاثة أيام وأنت في البيت , ألا تخرج لكي نذهب إلى البحر .
- أنا حزين يا سعد , أنا فقدت الأمل في الزواج من هدى بزلة لسان .
وضع يده على كتفي وقال لي مشجعاً :
- لا تفقد الأمل يا صديقي , فكر في طريقة أخرى , خطة أخرى تكون محكمة .
أعاد قوله هذا الحياة إلي , ونهضت واقفاً وقلت متحدياً :
- حسناً يا عم صالح , سوف أتزوج ابنتك , والأيام قادمة .

الخطة الثانية

1
خرجت من بيتي قاصداً البحر وأنا أفكر في خطة جديدة أحاول كسب ثقة العم صالح بعدما يئست من شرطه الأول وهو تخرجي من الجامعة , وفشلي في الخطة السابقة .
وقفت على الشاطئ وأنا أتأمل هذا البحر الواسع الكبير العميق , وأفكر في حبيبة القلب ( هدى ) , التي بذلت لها الغالي والرخيص وما زلت ...... هدى التي أنستني كل شيء في هذه الدنيا , حتى أني لم أعد أهتم بالجامعة ولا بأي شيء آخر ....
قطع علي تفكيري صوت أنثوي , فاستدرت فإذ بخالتي ( سعاد ) - أم هدى - تناديني :
- قصي .... قصي
فركضت إليها ووقفت بجانبها بكل احترام وقلت :
- تفضلي يا خالتي .
- كيف حالك يا بني .
- بخير ولله الحمد .
- أما زلت حزيناً .
دققت بنظري في الأرض حتى كدت أن أحدث ثقباً عميقاً فيه , فأجبتها بكل صراحة :
- نعم .
- لا تحزن , فأنا أعرف عمك , ما أن يثق بك حتى يزوجك ابنته , وهو طيب القلب , ويحب ابنته كثيراً ويرجو لها حياةً سعيدة .
- ولكن يا خالتي , كيف أكسب ثقته , إنه يمنعني حتى الكلام معه .
ضحكت قليلاً وقالت :
- المهم , أنا جئت إليك لأقول لك أني سوف آتي إلى بيتك لأرتبه وأنظفه وأغسل ثيابك .
- لا يا خالتي , لا تتعبي نفسك فأنا سأتولى ترتيب بيتي وتنظيفه .
- أنت طالب جامعي , ونحن نحبك وأنت بحاجة إلى من تدير شؤون بيتك .
توقفت ثم غمزت بعينها وتابعت :
- سآتي وبرفقتي هدى .
2
فرحت جدا بقول خالتي , وطرت إلى بيتي ولبست أحسن الثياب ورتبت من تسريحة شعري وحلقت ذقني بعدما تركتها مدة طويلة , ثم جلست على الكرسي بقرب الباب انتظر قدومهما أو في الحقيقة قدومها .
انتظرت مدة ثمانية عشرة دقيقة بالضبط وبعدها سمعت صوت دقات على الباب فنهضت بسرعة واتجهت إلى الباب , وعندما فتحت الباب وجدت خالتي وخلفها أميرتي التي بدت جميلة جداً , دعوتهم للدخول ثم قلت :
- أهلاً بك يا خالتي , في منزلي المتواضع .
- شكرا لك يا بني .
اختلست النظر إلى أميرتي وقلت لها :
- أهلاً بك يا .... يا هــ ... هدى .
ارتبكت قليلاً في نطق اسمها وفهمت خالتي ذلك وقالت :
- أنا سوف أذهب إلى المطبخ .
وذهبت إلى المطبخ وتركتنا , فنظرت إلى الأميرة وقلت لها :
- كيفك يا حلوة .
احمرت وجنتاها وقالت :
- أنا بخير وأنت .
- أنا ......... بعد أن رأيتكٍ ذهبت عني كل أحزاني وآلامي .
ضحكت وقالت :
- شكرا لك ..... يا قصي .
سألتها :
- كيف سمح لك والدك بأن تأتي إلى بيتي .
- أمي قالت له بأنها سوف تأتي إلى بيتك لتغسل وتنظف أمتعتك , ووالدي قلبه كبير ويحب الخير للآخرين ,وخصوصاً أنت تدرس في الجامعة فيجب أن نهتم بك .
فقلت لها بعصبية :
- ولكنه يرفض زواجي منك .
- إنه يريــ............
توقفت قليلاً ثم همست لي :
- سمعت أبي وهو يشكو من صغر دكانه وأنه طلب أن يوسعوا له الدكان ولكنهم رفضوا .
- ولماذا يريد توسيع دكانه ؟
- يقول بأنه سوف يجلب المزيد من البضائع ليستفيد أكثر منها .
- وماذا أفعل ؟
- فكر في خطة من خلالها يوسعوا دكان أبي , وتكبر في نظره , ويقبل في زواجك مني
ساد الصمت بيننا لمدة ست دقائق كاملة وبعدها صحت بصوت عال ٍ :
- لقد وجدتها .
3
ذهبت إلى دكان العم صالح وعند الباب وقفت وقلت :
- السلام عليك , كيف حال عمي اليوم .
رفع رأسه عن كتاب كان في يده ثم نظر لي نظرة لم تعجبني وقال :
- وعليك السلام , ماذا تريد ؟
- عمي قمت بكتابة طلب توسيع دكانك وسوف أرسله إلى مدير المنطقة .
نظر لي باستغراب ثم ضحك وقال :
- أنت , ومن أنت حتى يستجيب لك .
قلت مشجعا نفسي :
- أنا ......
فكرت في لقب مناسب ولكن آثرت الصمت ثم أضفت :
- كتبت الطلب وسوف أمر على كل رجال القرية لكي يوقعوا عليها .
- ماذا تقصد ؟
- أقصد بأني سوف أقدم شكوى بأن كل رجال قريتنا يشكون من صغر الدكان وأنه لا يلبي حاجياتهم , وهكذا سوف يوافق المدير على توسيع دكانك ,,,, يا عمي .
تهلل وجه عمي بالفرح وقال :
- والله لو وسعوا الدكان لأزوجك ...... نعم سوف أزوجك ابنتي .
فرحت جداً لهذا القول , وأسرعت إلى بيوت رجال القرية أجمع تواقيعهم .
4
ها هو الطلب بيدي وقد جمعت كل التواقيع , البعض رفض أن يوقع حسداً من بيت عمي ولكني بينت لهم أنه سوف يزوجني ابنته إن نجح الطلب , فوافقوا بسرعة لأنهم يحبونني وكيف لا وأنا أول طالب جامعي من قرية البرقدان .
ذهبت إلى باسم وأعطيته الطلب وهو بدوره سوف يذهب بها إلى مدير المنطقة فهو الوحيد الذي عنده سيارة في قريتنا .
وبعدها عدت إلى داري وفي الطريق مررت من جنب بيت عمي فرأيت أميرتي وهي واقفة بجوار باب الدكان , فأشارت لي بمعني هل بعثت الطلب , فأشرت لها بعلامة الإيجاب , فرفعت كفيها نحو السماء داعية من أعماق قلبها : يـــــــــــــــــــــــا رب .
غادرت بسرعة بعدما سمعت صوت عمي وهو يناديها , ودخلت داري ورحت أنتظر باسم على أحر من الجمر .
وانتظرت ....... وانتظرت
وطال انتظاري .
5
وبعد مضي ثلاث ساعات وخمس عشرة دقيقة بالضبط ( أنا دقيق جداً ) , سمعت صوت سيارة باسم المزعج ولكني لم أنزعج هذه المرة بل طرت إليه , ولما رآني قال :
- أبشر يا قصي . لقد وعدني المدير بتوسيع الدكان .
لا أصدق ما سمعته , لقد وافق , يعني أني سوف ألتقي بهدى قريباً جدا ً , ولكن باسم قطع علي تفكيري وقال :
- ولكنه قال بأنه سوف يتأكد من أسماء رجال القرية وتواقيعهم وثم يرد علي الجواب .
- ومتى سوف تذهب إليه ؟
- غداً في تمام الساعة السادسة مساءً بإذن الله تعالى .
شكرته على مجهوده , ثم ذهبت إلى بيت عمي وأخبرته, فرح كثيراً ودعاني إلى وجبة العشاء , فوافقت بسرعة لعلي أرى حبيبتي ولو نظرة واحدة فقط , ولكني أول ما دخلت البيت علمت من خالتي بأن هدى ذهبت إلى أحد البيوت وستبقى عندهم الليلة , انزعجت من حظي النحس ولكني هدأت نفسي بأنها مجرد مسألة وقت وتصبح زوجتي .
6
في تمام الساعة الخامسة ذهبت إلى بيت باسم وطلبت منه أن يذهب إلى المديرية ليأتي بالموافقة , ذهب بسرعة فقد أعطيته مبلغاً من المال تقديراً لجهوده . وذهبت إلى دكان عمي وظللنا ننتظر قدوم باسم .
وبعد ساعتين جاء ووقف بسيارته ونزل منها , عندما رأيته لم يعجبني حاله , أدركت بأنه يحمل أخباراً غير سارة .
اقترب مني وقال :
- قصي ..... لم يوافق المدير .
نزل هذا الخبر كالصاعقة علي فسألته مستفسراً :
- ولماذا لم يوافق ؟
- الطلب الذي قدمته لم يكن به إجماعاً .
صاح عمي غاضباً :
- كيف لم يكن هناك إجماع من رجال القرية , لقد كتب قصي جميع أسمائهم وتواقيعهم .
قلت مكملاً :
- نعم كل رجال القرية .
فقال باسم :
- أنت كتبت كل أسامي رجال القرية إلا رجلاً واحداً .
فقلت :
- من ؟
- أكرم الزبال , إنك لك تأخذ توقيعه .
طأطأت برأسي الأرض فقد تذكرت بأني أهملته ولم آخذ توقيعه , ولكن الحق ليس علي , بل عليه هو لم يكن بمنزله أو الأصح لم يكن بكوخه .
نظر إلي عمي بنظراته النارية المعروفة وقال :
- أذهب من هنا لن أزوجك ابنتي .... لن أزوجك ابنتي .
يا إلهي ... لا يمكن .... إنه يرفض مرة أخرى .... هكذا فشلت هذه الخطة أيضاً ... إن قلبي لم يعد يحتمل ووقعت فاقد الوعي .
7
فتحت عيني فوجدت باسم وصديقي سعد , ووجدت نفسي في منزلي ممدداً على فراشي , فصاح سعد :
- الحمد لله على سلامتك يا قصي .
لم أجب .... ولماذا أجيب لقد ذهبت هدى مرة أخرى ...
أدرك سعد بأني حزين لأجلها فقال لي :
- لا تيأس يا قصي , لا تفقد الأمل , فكر في خطة أخرى , فالحياة ما زالت أمامك ولا تقف عند الفشل , بل واصل الكفاح , أعاد قوله الحياة إلي مرة أخرى وكعادته حتى إني اقترحت أني اسميه : الشب الذي لا يعرف اليأس .
شدني من يدي وقال :
- هيا انهض .
فنهضت واقفاً وقلت :
- حسناً يا عم صالح , سوف أتزوج ابنتك , والأيام قادمة .
---------------------
يتبــــــــــــع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس