ترويج غير مباشر للزواج من أجنبيات إعلامياً ارتفعت العنوسة والحلول المتاحة بلا تفعيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع مطروح في جريدة الرؤية الإماراتية
وجه صندوق الزواج صوت لوم لوسائل إعلام محملاً إياها مسؤولية ارتفاع معدلات العنوسة بين الفتيات، والتي قدرتها إحصاءات حكومية وأكاديمية حديثة بـ 60 في المئة.
وأوضح لـ «الرؤية» الخبير الأسري في صندوق الزواج عبدالله موسى أن هناك وسائل إعلام تروج بشكل غير مباشر للزواج من أجنبيات على حساب المواطنات، مشيراً إلى أن هناك آباء يفضلون تأخير زواج بناتهم طمعاً في رواتبهن، فضلاً عن التزام البعض بعدم زواج الابنة الصغرى قبل الكبرى.
وأكد موسى أن الأسباب المباشرة للعنوسة كثيرة وتتصدرها التكاليف الباهظة للزواج وتفضيل بعض الشباب الزواج من أجنبيات، إضافة إلى زيادة عدد الإناث مقارنة بعدد الذكور.
واقترح موسى حلولاً منها: رفع سقف المنح المقدمة من صندوق الزواج ليشمل أكبر عدد من الموطنين، وتقليل تكاليف الزواج، إضافة إلى توجيه الإعلام نحو تحسين صورة الرجل والتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة الأسرية.
وتابع «يجب أن ينظر الوالدان إلى المصلحة العامة للمجتمع، والتخلي عن بعض العادات البالية التي تحرص العوائل عليها»، مطالباً الجهات المعنية بضرورة استحداث تشريعات تمنع المبالغة في تكاليف الزواج، وربطها بالحرمان من منحة صندوق الزواج، إضافة إلى أهمية تدريس الحياة الزوجية والاستقرار الأسري في المدارس والجامعات من باب التوعية.
المعدلات في تزايد
من جهتها أفادت عضوة المجلس الاستشاري في حكومة الشارقة إحسان مصبح السويدي أن نسبة العنوسة في دولة الإمارات في تزايد مستمر بسبب المهور المرتفعة والشروط التعجيزية من جانب عدد كبير من العوائل في مختلف إمارات الدولة.
ودعت السويدي إلى ضرورة مراعاة الحالة الاقتصادية لأغلب الشباب المقبلين على الزواج، وتخلي العوائل عن العادات التي لم تعد تتوافق مع التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها.
واعتبرت إحسان أن ارتفاع سن الزواج أمر طبيعي في مختلف الدول وإيجابي في حالات كثيرة، خصوصاً في الحالات التي يجتهد فيها الشباب، بهدف تأسيس حياة آمنة ومستقرة، لذلك يفكر هؤلاء ألف مرة قبل الإقدام على الطلاق الذي عادة ما يكون مبكراً في الحالات التي لا تحظى بالتخطيط السليم.
وأشارت إلى أن ارتفاع معدلات العنوسة في الدولة، يعد أقل ضرراً من ارتفاع معدلات الطلاق، تلك الظاهرة التي باتت تمثل المشكلة الأهم بين المجتمع الإماراتي، لما لها من تبعات سلبية على جميع أفراد الأسرة والمجتمع ككل.
الأسباب ثلاثة
من جانبها عددت مديرة إدارة التنمية الأسرية فوزية طارش أسباب العنوسة إلى ثلاثة أمور، يأتي في مقدمتها المتطلبات المجحفة من جانب بعض الأهل، إضافة إلى نظرة الفتيات أنفسهن للزواج باعتباره «برستيج» خصوصاً لمن بلغن منهن الخامسة والعشرين.
أما السبب الثالث يتمثل في رغبة الشباب الاقتران ببنات عوائل معينة تتحلى بالأصل والسمعة، وحينما يصطدمون بالطلبات المبالغ فيها من جانب تلك الأسر يتجهون للزواج من أجنبيات ويتغاضون عن أصل وسمعة تلك الفتيات، دون إدراك العواقب التي تنجم عن الآثار الاجتماعية على أبنائهم فيما بعد.
ظاهرة خطيرة
وفي سياق متصل أكد المدير التنفيذي للجنة أصدقاء المرضى في الشارقة محمد عبدالله الجودر أن العنوسة ظاهرة خطيرة جداً لما لها من آثار سلبية على الفتيات تحديداً والمجتمع عموماً.
وأضاف: إن من أهم أسباب العنوسة هو كثرة تكاليف الزواج والمبالغة فيها، ولا أقصد المهر أو الصداق المسمى في عقد الزواج فقط لأنه عادة ما يكون الصداق رمزياً، ولكن ما يتبع هذا الصداق من مطالب مبالغ فيها هو المشكلة الأكبر.
وأكد أن تكاليف حفلات الزواج و«الشبكة» التي لا يقوى على ثمنها كثيراً من الشباب وولائم أهل العروسين وهدايا العروس، إضافة إلى رغبة الأهل في استكمال بناتهن للدراسة الجامعية يتسبب في تفاقم الظاهرة وارتفاع معدلات العنوسة.
نافذة للخروج من المشكلة
أما موزة .ع. (32 عاماً) موظفة في القطاع الحكومي ترى أن السبب الرئيس في تزايد نسبة العنوسة هم الشباب الذين يفضلون الزواج من عربيات وأجنبيات بدلاً من المواطنات بحجة المغالاة في المهور وتكاليف الزواج الباهظة، في حين أن هناك العديد من الأسر لا يلتفتن إلى تلك العقبات.
وأكدت شمسة م 30 عاماً وحاصلة على مؤهل جامعي أن المغالاة في المهور من جانب بعض العوائل هو أهم أسباب الظاهرة، إضافة إلى عدم رغبة عدد كبير من الشباب في بداية حياتهم بداية بسيطة والنظر الى أقرانهم من ميسوري الحال.
وأشارت حصة . ر. 35 ربة منزل وغير متزوجة إلى أن أغلبية الأهالي يبالغون في طلبات بناتهن بدءاً من المهور التي تصل في بعض الأحيان 200 ألف درهم ناهيك عن تأجير قاعة الأفراح التي يبدأ سعرها من 30 ألف درهم وحتى 100 ألف، حسب أصناف الأطعمة المقدمة ونوع الخدمة، بخلاف سعر الكوشة الذي يصل إلى أكثر من 30 ألف درهم.
وتساءلت حصة من أين يأتي أغلب الشباب بهذه التكاليف، باستثناء منح صندوق الزواج التي تصل إلى 70 ألف درهم مناصفة بين المقدم والمؤخر.
رفع القيود المفروضة
ودعا هاشم الحمادي الموظف في إحدى الجهات الحكومية إلى رفع القيود المفروضة على المواطنات وتمكينهن من الزواج بشباب عرب أو على الأقل من شباب خليجيين للحد من تلك الظاهرة التي باتت تؤرق عدداً كبيراً من الفتيات.
الجمال أولاً
وأكدت المواطنة سعيدة أحمد والتي تعمل مدرسة بإحدى المدارس الحكومية، أن معظم الشباب يشترطون في المقام الأول عند اختيارهم لزوجة المستقبل أن تكون جميلة دون النظر إلى الأصل أو الدين أو الخلق، لافتة إلى مشكلات عدة لرجال تزوجوا من جميلات، وتنازلوا في المقابل عن شروط أخرى أكثر أهمية، وبعد فترة من الزواج بدأت تطفو السلبيات على سطح الحياة الزوجية.
وأشارت عائشة سعيد إلى أن جمال العروس وحده لا يكفي لتحقيق السعادة الزوجية، مؤكدة أنه حينما تعلم الزوجة أن زوجها اختارها لجمالها فقط، يدفعها ذلك لأن تغتر بجمالها، فضلاً عن أن إحساسها الزائد بجمالها يبغض الزوج في عشرتها ومن هنا تبدأ رحى المشاكل بينهما بسبب اهتمامها بجمالها على حساب التزاماتها الأسرية.
أقسام تهتم بالمشاكل الأسرية داخل الدوائر الحكومية
اقترح المدرب والمستشار الأسري عبد الرحمن العبدالله أن يكون داخل كل مؤسسة في الدولة قسم يهتم بالمشاكل الأسرية الخاصة بالموظفين، كمشكلة العنوسة التي تواجه عدداً كبيراً من موظفات الدوائر الحكومية في الدولة.
وأكد أن مثل هذا القسم سيساهم في حل مشكلات كثيرة لعدد كبير من الموظفين عبر توفير الاستقرار النفسي والاجتماعي لهم ومن ثم زيادة إنتاجية تلك الدوائر، مطالباً صندوق الزواج بتشكيل فرق لزيارة المؤسسات الحكومية للوقوف على مشكلات الموظفين وتوفير الحلول الممكنة لها.
وأوضح العبدالله أن غلاء المهور بات يتسبب بشكل واضح في تراجع نسبة ليست بقليلة من الشباب عن الارتباط بالمواطنات والبحث عن بدائل من خارج الدولة، مؤكداً أن الابتعاد عن ديننا الحنيف والتمسك بالمظاهر البالية هو السبب الرئيس في تفاقم تلك الظاهرة.
وأردف العبدالله أن شروط الأهل التعجيزية الخاصة بتوفير مسكن مستقل بمواصفات خاصة، كان له بالغ الأثر في زيادة معدلات العنوسة بين الفتيات في الدولة، فضلاً عن الشروط التي تشترطها بعض العوائل في العريس نفسه كنوعية وظيفته وحجم راتبه ومكانة قبيلته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|