الموضوع: خبر أيش اسم أمك
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-05-2013, 02:52 PM
الصورة الرمزية ابو مشاري المجلد
ابو مشاري المجلد ابو مشاري المجلد غير متواجد حالياً
 






ابو مشاري المجلد is on a distinguished road
افتراضي أيش اسم أمك

أيش اسم أمك
1434-06-08 03:49 PM


كتب : م. عطيه الدوسي الزهراني

( أيش اسم أمك ) هذه العبارة الاستفهامية الشهيرة ليست بغريبة علينا فطالما سمعناها منذ نعومة أظفارنا حيث كانت ولا زالت تستخدم في مجتمعاتنا كأحد الأسئلة الاستفزازية بمقاصد شريفة يحاول السائل منها أن يرصد ردة الفعل لدى الطفل المسئول ومن ثم يزعم أنه يقيس نجابة الطفل ومدى فطنته و مستوى ذكاءه وسرعة بديهته و غالباً ما يعتري السائل بعد الجواب نوبة شديدة من الضحك أو الخوف تبعاً لردة الفعل ولا أشك أن كثيراً من القراء الكرام قد وجه لهم هذا السؤال بل لاحقهم ليس مرةً واحدة فقط بل عدة مرات في مراحل عمرية مختلفة وكأنها طريقة معتمدة من طرائق التقويم المستمر أو أحد أسئلة اختبار قياس الذكاء (IQ ).

لا زلت أتذكر بعض أحاديث الشباب الكبار الذين كان يتندرون على أنفسهم في مجالس السمر ويتصارحون باستعراض مواقف تعرضوا لها يزعمون جهلاً منهم أنها كانت محرجة لهم عندما وجه لأحدهم السؤال صريحاً عن اسم والدته في بعض المواطن الرسمية التي تستدعيها الحاجة كما كان يحدث في إدارات الأحوال المدنية أو إدارات الجوازات التي كانت تضيف اسم الأم في جواز السفر في وقت سابق وغيرها من المواقف التي تفاوتت ردود الأفعال لديهم بين مواجه بشجاعة على مضض أو مطرق أو معترض وما علموا أنهم مساكين و ضحايا لأزمة فكر .

المتأمل في هذه الأساليب والانطباعات يتبين له لنا الوجه الآخر الذي يجلي لنا الجهل المتوارث في ثقافة التعامل مع اسم المرأة عموماً والذي كان يقدم لنا اسم المرأة على أنه عورة أو مما يستحى من ذكره ولا أدل على ذلك من اختيار هذا السؤال الاستفزازي الذي غالباً ما تكون إجابته لدى الأطفال كلمة ( عيب ) أو لجوء بعضهم إلى التحفظ عن الإجابة أحياناً أو ربما تكون الجواب بدافع الغيرة كجواب هارون الرشيد لــ ( نقفور ) كلب الروم عندما قال ( الجواب ما ترى لا ما تسمع ) .

ما يزعجني كثيراً أنني لا زلت أسمع بين الفينة والأخرى من يستخدم هذا الأسلوب مع أطفالنا من أشخاص غير متوافقين مع عام 2013 في ظل فشو العلم وانقشاع الجهل وتوفر مصادر المعرفة ومظانها والذين هم في الغالب نتاج لتربية وثقافة تلك الحقبة من تاريخنا متناسين أن أشرف النساء وردت أسماءهن في القرآن الكريم والسنة المطهرة وأن الفاضلات من النساء ربما ذكرن في الكتب التي تناولت سير وتراجم الرجال والمسألة محسومة في الدين لولا ما نعانيه من أزمة في فهم النصوص وإدراك مقاصد الشريعة والحقيقة أن الأمر واسع والفسحة كبيرة تستوعب كثيراً من الممارسات والأفعال التي نظنها بحكم العادات حراماً لا تقبل المراجعات والنقاش ولن أستطرد لكي لا أتهم و كما يقال فإن ( في فمي ماء ) .

كثيرة هي المفاهيم المغلوطة والموروثة التي غذينا بها أو تلقينها كحقنة وريدية دون أن نملك الاختيار في عرضها على عقولنا وأفهامنا والتي لو منحت ذلك الحق فإن العقول السليمة والأفهام القويمة حتماً ستمجها مجاً دونما تردد فضلاً عن كونها لو وزنت في ميزان الدين والحق لما ساوت شيئاً و آن الأوان أن نستثمر حرية التعبير الاجتماعية المتاحة لنعبر عن استهجاننا لمثل تلك القناعات النشاز ونعلن التحرر والبراءة منها ولا نقبل منها إلا ما كان موافقاً لكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه وما جاءت به السنة النبوية الصحيحة على صاحبها أزكى صلاة وسلام وبقي ان أعترف بشجاعة للقارئ الكريم أنني بكوني نتاجاً لتربية تلك البيئة والحقبة فلم أكن معصوماً يوماً ما ولم أسلم من لوثاتها و دخنها ولو سألني أحدهم ( أيش اسم أمك ) فربما لا أجيبه بصراحة ولكني سأحيله للبحث في إحدى مفردات السطر الثاني من هذه المقالة.





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
قال صلى الله عليه وسلم : ( خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النارِ ؛ قولوا : سبحانَ اللهِ ، و الحمدُ للهِ ، ولَا إلهَ إلَّا اللهِ ، واللهُ أكبرُ ، فإِنَّهنَّ يأتينَ يومَ القيامةِ مُقَدِّمَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ وَمُجَنِّبَاتٍ ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ )
أخر مواضيعي