[محمد الساهر]

( أبشر .. ويصير خير ) كلمات للعلاج النفسي !


كتب : سعدي الزهراني


تتصدر تلك الكلمات وغيرها أفواه البعض من المسئولين العالمين بأساليب المكر والمراوغة الجاهلين لمبدأ الإدارة السليمة .. وغالبا ما ينتهي مفعول تلك الكلمات المهدئة حينما تخرج من حدود مكتب سعادته !

في الغالب الأعم .. تكون هذه الكلمات عبارة عن ضبط لسلوك الموظف أو المراجع المندفع والمطالب بحق من حقوقه ، وتستخدم تلك الكلمات حسب الماثل أمام ذلك المسئول ، فإن كان ذو جاه ولدية واسطة قوية ، فإن تلك الكلمات ليست علاجاً نفسياً ، بل تأكيداً لعمق العلاقة القوية بين الطرفين وشفره خاصة يفهما المسئول المرسل والمسئول المستقبل !

وإن كان الماثل أمام المسئول من العامه والدراويش أو من الموظفين العاديين فثق أن ( أبشر ) لن تبشرك ولن تقدم لك الحل !

وأن كلمة ( يصير خير ) عبارة عن تجويف لكلمة الخير ومسخها إلى كلمة ( قابلني ) !

معظم من يجيد التحدث بتلك الكلمات هم مسئولين في دائرة ما يطلق عليهم الموظفين أسم ( واصل ) يعني عنده معارف قوية وخطوط عريضة مع المسئولين .. وبالفعل تجد ذلك الواصل يتخبط ويتلاعب ويفسد ، ويوظف ويفصل ، ويهين ويتكبر ، وكل فعل قبيح تجده فيه !

ومع ذلك يبقى السنوات تلو الأخرى في تلك الدائرة دون عقاب أو مساءلة لإنه واصل !

وذلك المسئول الواصل هو الوحيد الذي يولد مرفهاً ويعيش منعماً ويموت فقيراً !

بل وعند تذكر مواقف ذلك المسئول الواصل البارع بتلاعب الكلمات وصرفها - تنهال عليه الدعوات صباح مساء ، لإنه ( مسئول قوال وليس مسئول فعال ) وأختار أن يعيش بين ضلاله الفكر ونتانه الأمل وسوء الإدارة !

في الختام ..
سوف تقابل أخي الكريم : ذلك المسئول الواصل في يوم من الأيام ، وسوف تسمع منه كلمات كثيرة توحي لك بأن النظام في صفك والمسئول آتى لخدمتك ولكن سرعان ماتعيش الواقع الحقيقي وتحكم بإن المسئول الواصل كذب عليك وأستغل طيبتك وأراد أن يصرف لك علاجاً نفسيا اسمه ( أبشر .. ويصير خير ) .