عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-2013, 03:16 AM   #2476
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

فكتب القاضي إلى الأمير :

" أما بعد.. أبقى الله الأمير وحفظه ، وأتم نعمته عليه ،

فقد جاءتني امرأة فذكرت أن الأمير اغتصب بستانها أمس ،

فليحضر الأمير الحكم الساعة ، والسلام ".فلما قرأ الأمير كتاب شريك غضب غضبًا شديدًا ، ونادى على صاحب

الشرطة ،

وقال له :

اذهب إلى القاضي شريك ، وقل له -بلساني- :

يا سبحان الله!! ما رأيت أعجب من أمرك !

كيف تنصف على الأمير امرأة حمقاء لم تصح دعواها ؟

فقال صاحب الشرطة :

لو تفضل الأمير فأعفاني من هذه المهمة ، فالقاضي كما تعلم صارم ،

فقال الأمير غاضبًا :

اذهب وإياك أن تتردد .
فخرج صاحب الشرطة من عند الأمير وهو لا يدري كيف يتصرف

ثم قال لغلمانه :

اذهبوا واحملوا إلى الحبس فراشًا وطعامًا وما تدعو الحاجة إليه ،
ومضى صاحب الشرطة إلى شريك ،

فقال القاضي له :

إنني طلبت من الأمير أن يحضر بنفسه ، فبعثك تحمل رسالته التي لا

تغني عنه شيئًا في مجلس القضاء !!

ونادي على غلام المجلس وقال له :

خذ بيده وضعه في الحبس ،

فقال صاحب الشرطة :

والله لقد علمت أنك تحبسني فقدمت ما أحتاج إليه في الحبس .وبعث الأمير موسى بن عيسى إليه بعض أصدقائه ليكلموه في الأمر

فأمر بحبسهم ، فعلم الأمير بما حدث ، ففتح باب السجن وأخرج مَنْ

فيه ، وفي اليوم التالي ، عرف القاضي شريك بما حدث ،

فقال لغلامه :

هات متاعي والحقني ببغداد ،

والله ما طلبنا هذا الأمر (أي القضاء) من بني العباس ،

ولكن هم الذين أكرهونا عليه ،

ولقد ضمنوا لنا أن نكون فيه أعزة أحرارا .فلما عرف الأمير موسى بذلك ، أسرع ولحق بركب القاضي شريك

وقال له :

يا أبا عبد الله أتحبس إخواني بعد أن حبست رسولي ؟

فقال شريك :

نعم؛ لأنهم مشوا لك في أمر ما كان لهم أن يمشوا فيه ،

وقبولهم هذه الوفادة تعطيل للقضاء ، وعدوان على العدل ،

وعون على الاستهانة بحقوق الضعفاء ،

ولست براجع عن غايتي أو يردوا جميعًا إلى السجن ،

وإلاَّ مضيت إلى أمير المؤمنين فاستعفيته من القضاء ،

فخاف الأمير وأسرع بردِّهم إلى الحبس ، وجلس القاضي في مجلس

القضاء ، واستدعى المرأة المتظلمة

وقال :

هذا خصمك قد حضر..

فقال الأمير :

أما وقد حضرت فأرجو أن تأمر بإخراج المسجونين ،

فقال شريك :

أما الآن فلك ذلك .ثم سأل الأميرَ عما تَدَّعيه المرأة ،

فقال الأمير :

صدقت..

فقال القاضي شريك :

إذن ترد ما أخذت منها، وتبني حائطها كما كان ..

قال الأمير :

أفعل ذلك ،

فسأل شريك المرأة :

أبقي لك عليه شيئًا ؟

قالت :

بارك الله فيك وجزاك خيرًا ،

وقام الأمير من المجلس وهو يقول :

مَنْ عَظَّمَ أمرَ اللِه أذل الله له عظماء خلقه ،

ومات القاضي شريك سنة 177 هـ .

موسوعة الاسرة المسلمة
--------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس