[علي الحسني الزهراني]

[align=center]أخي الكريم عناد بن سعيد

في البداية أشكرك جزيل الشكر على كريم أخلاقك وأسلوبك الجميل حول ملاحظاتك على قصيدتي ( نبض المواجع ) والذي استشفيت منه النقد الهادف حسب رؤيتك الشخصية للنص بخلاف من يريد النقد من أجل النقد كما هو سائد في معظم المنتديات حتى أن البعض ينتقد في الوزن وهو لا يفقه فيه شيئاً .

أحببت أن يكون ردي عليك مستقلاً هنا بخصوص ملاحظاتك على قصيدتي ( نبض المواجع ) لأن ردك أتى متأخراً ولا أريد أن أتجاوز غيرك ممن تفضل مشكوراً بالتعليق .

وبسم الله أبدأ تعليقي على ملاحظاتك الواردة على نصي المتواضع حيث قلت :

كما ان لديّ ملاحظة صغيرة اقترحها على حضرتك ..

ولو روحي وهي روحي وهي لي من سواه اقرب
لا أدري مالذي تقصده بكلمة ( سواه ) التي تقترح وضعها مكان (سواي) التي وردت في القصيدة . الضمير في كلمة ( سواه ) على أي شيٍ يعود أم سقطت منك الألف بعد الهاء فقصدت ( سواها ) وهنا الضمير يعود على الروح ربما كان هذا قصدك حيث قلت:

بينت افضليّة او اهميتها لاعطاءها القيمة المثلى التي تتناسب مع البيت

وذلك بقولك " وهي روحي "

والمقصد هنا .. اي لا داعي للحديث فهو أمر مفروغ منه ..

أو أنّها روح وليس هناك ما سيعبر عنها أكثر من " الروح "

ثمّ عاودت توضيح الأهمية بقولك " وهي لي من سواي أقرب " ..

فأصبح احد التعبيرين أقرب الى الحشو من وجهة نظري ..

أخي الكريم ليس هناك حشواً بل زيادة ً في التوكيد وهذا ما يتضح من خلال الشطر الثاني


لذا اقترح عليك التعبير عن الروح في الموطنين ..

أخي فكرة القصيدة لا تتطلب هذا .

مثلا : ولو روحي سكن جسمي وهي لي من سواي اقرب


هنا أيضاً لا أدري مالذي تقصد من ( ولو روحي سكن جسمي ( هل تقصد ولو روحي سكنت في جسمي فإن كنت تقصد هذا المعنى فالشطر بهذه الصيغة ركيك جداً صياغة ومعنى فالروح تسري في جم الإنسان مادام حياً أما إن كنت تقصد ولو جسمي سكن في روحي على سبيل المجاز فالصياغة أيضاً فيها اضطراب وبإمكانك القول ( ولو جسمي سكن روحي وهي لي من سواي اقرب ) وبهذا يتم المعنى دون أن يختل الوزن ولعلم القارئ أن مرادك حلول الجسم في الروح دون أن يقع في حيرة أيهما تريد .

أعود لتوضيح المعنى الذي قصدته كما ورد في القصيدة من : ( ولو روحي وهي روحي وهي لي من سواي اقرب )

أنا هنا في معرض الحديث عن ذاتي عن الأنا في شخص على الحسني سمها ما شئت . لاحظ الضماير في كلمات هذا الشطر أربعة منها تعود علي شخصياً بينما اثنان يعودان على الروح هنا كثفت ضمير الأنا وهذا من حقي فأنا أتكلم عن ماهيتي عن أنفتي عن عقلي الذي أعمله فيما يحيط بي وأعرضه على قلبي الذي هو وعاء لنتاج فكري أيطمإن له أم لا . فالله تبارك وتعالى لم يخاطب الروح في الإنسان بل خاطب العقل قال تعالى : ( أفلا تتفكرون ) الآية وقال تعالى : ( أفلا تعقلون ) والشواهد كثيرة . أعود إلى توضيح معنى وهي لي من سواي اقرب ولماذا قلت سواي ولم أقل سواها

أولا: البيت بكامله مرتبط باليت الذي سبقه وهو التالي :

أنا يعرفني اقراني عصامي الهـوى مـا ارقـب
................لمنه تحسب لغيري وهـذا طبـع مـن صغـري

فمن تأمل هذا البيت وأنني لا أرقب منة من أحد تحسب للغير لعذرني لعدم وضع روحي في موضع الإستثناء من سواها ممن يريد أن يكون له منة علي وكيف افصلها عني وهي ملتصقة بي لأذهب بها بعيداً إلى ما سواها فلا مجال لمقارنتها بغيرها في القرب ولو بصفة نسبية إنما هي لي أقرب من غيري ككيان هو في عزلة عن غيره للأسباب التي ذكر فلا أقرب له من روحه ولا روحه أقرب لها منه وهو يعتقد حازماً أن روحه لو نوت مجرد نية خيانته لعافها وعاقبها بالموت . إذاً حديثي عن روحي التي أقرب لي من كل ما سواي أنا ومن البديهي قربها إلي من سواها وغيرها أبعد مني مهما اقترب .

ربما لست من يستطيع انتقاد قصائدك وشاعريتك ..

وربما أكون على خطأ ..

ولكنّها خاطرة طرأت لي اثناء القراءة ..

وشعرت بأنها الاجمل لقصيدتك ..

سعدت بقراءة هذه الرائعة ..

أخي الكريم لم تكن على خطأ ولم أكن على خطأ أنت تأملت النص برؤيتك الخاصة وأنا أظهرت لك كوامن النص من العمق الذي أردت أن يكون عليه. وباب النقد واسع وليس هناك نص يخلو من النقد ولو أتيتني بقصيدة لي غير هذه لبينت لك عيوبها مع اقتناعي بنشرها .


البيتين الأخيرة أثرت بي الكثير ..

أودّ الاستئذان منك لوضعها في توقيعي ..


أما ما يتعلق بطلبك وضع البيت في توقيعك فلا تحتاج إلى أذن مني بل هذا مما يسرني ويشرفني على أن يكون بصيغته التي كتبته بها .

أكرر شكري الجزيل لشخصك الكريم على تشريفك لي ولنصي المتواضع ولا عدمتك .

وفقك الله لكل خير وتقبل مني أطيب التحايا[/align]