عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2008, 03:29 PM   #172
ملك الأحزان
 
الصورة الرمزية ملك الأحزان
 







 
ملك الأحزان is on a distinguished road
افتراضي رد : .. [ هـذيـانٌ مُـسـتـَـتِـرْ تـقـديرهْ / أنـــا ] --دعوة للبوح الأدبي--

قصتي مع أبي أحببت أن أشارككم بها ...

القصه في منطقه نائيه تفتقد أساليب الحياه المتقدمه ..
حيث لا طُرق معبده ولا وسائل إتصالات ..
يعيش الأب يعول أسره وبالكاد يجد قوت يومه ..
لا يملك سياره .. وأهم من هذا منزله لا يوجد به كهرباء ..
حاله كحال الأكثريه في المنطقه التي يعيش بها ..


البدايه :

الأب : قد كبرت بُنيّ ولا بد لك من إثباتٍ لهويتك ( بطاقه )

الإبن : حسناً أبي .. إفعل ماتشاء ..

الأب :
بعد أيام سوف نذهب إلى المدينه وهناك نبدأ إجراءات إستخراج بطاقه شخصيه لك ..

الإبن : متى تشاء أنا جاهز ..

أترك الحديث هنا لشخص الإبن ليحكي لنا الحكايه كما جرت ..

قال لي أبي سوف نذهبُ غدا في الصباح الباكر فاستعد

قلت نعم وكنت اتهيأ لهذا الحدث المُهم في حياتي وقتها .

تغمرني الفرحه سيكون لي بطاقه حالي كحال الكبار ..

رأيت أمي توصي أبي نحتاج ونحتاج ووووو

فالذهاب إلى هذه المدينه ليس دائماً ..

وأبي يحفظ ماتقوله .. فلا يجيد الكتابه والقراءه وأمي كذلك ..

ذهبتُ برفقة والدي وصلنا المدينه وكان الطريقه أن مشينا قليلاً في الوادي

ثم ركبنا سياره إلى قريه أُخرى ومن هناك ذهبنا في سياره أخرى إلى منطقه أخرى ..

ومن هناك إستقلينا سيارة أجره إلى المدينه التي كانت تبعد عنا قرابة الـ ساعه ونصف

وهناك دخلنا المبنى الحكومي لإستخراج البطاقه .. أنهينا بعض الإجراءات ..

ثم خرجنا إلى السوق إتجهنا إلى مطعم لتناول طعام الإفطار الثاني طبعاً .

حيث شربنا الحليب عند أمي وبعض البسكويت ..

أفطرنا هناك .. وأخذ أبي ماوصته أمي به ..

وعدنا إلى بيتنا .. بعد موعد آخر للمراجه النهائيه لإستخراج البطاقه ..

وصلنا بيتنا كانت فرحة أمي وأخواتي لا تُقدر .. وكنت أرى السرور في وجه أبي ..

لأنه حقق لهم ما طلبوه منه ..

المراجعه الثانيه حان موعدها ..

ذهبنا .. وكما هي العاده طلبت أمي بعض الطلبات ..

ولكن هذه المره كان أبي يناقشها وفهمت أن هناك ضائقه ماليه ..

وأن المتوفر لدى أبي لايكفي .. ( لم أعر الأمر إهتمام بوقتها )

ذهبنا .. وكما سابقاً من سياره إلى أخرى حتى وصلنا المدينه التي نقصدها ..

إستخرجنا البطاقه والحمد لله

كنت فرحاً جداً بها ..

كل وقت أخرجها من جيبي لأنظر فيها .

قال لي أبي هاتها لأحفظها في محفظتي أخشى أن تسقط منك وتضيع وأعطيته ..

وذهبنا لذات المطعم من أجل الإفطار ..

أخذنا وقتها ( إيدام مع خبز ) وشاي ..

أكلت لكن أبي لم يأكل معي قلت له أفطر قال مالي نفس بشرب شاي .. أفطر ياولدي ..

أكلت حتى شبعت .. وزاد الأكل طبعاً .. قال لي كمل الأكل أفطر قلت خلاص الحمد لله

شبعت ..

ثم بدأ هو يأكل .. كان الموقف غريباً عليّ لكن لم أدقق فيه ..

عند خروجنا من المطعم .. قال بنروح السوق ناخذ بعض الطلبات لأمك ..

ومانقدر ناخذ كل ماوصت فيه لأن الفلوس ماتكفي ..

أخذ بعض الأغراض وعدنا إلى منزلنا ..

رحت أركض لكي ترى أمي بطاقتي وكذلك أخواتي ..

فرحه غامره كانت وأبي يرقب بنظرات الأب فرحتي ..

خلاصة القصه ..

مرت سنتان ومات والدي رحمه الله وكذلك أمي بعده بتسعة أشهر ..

رحمهما الله وأسكنهما الجنه .

عندما إسترجعت ذكرياتي مع أبي ..

عرفت أخيراً لم لم يأكل مع وقتها طعام الإفطار ..

لأن النقود ا لمتوفره معه وقتها لم تكن تكفي لإفطار إثنين فأخذ إفطار واحد

وجعلني آكل وبعدي أكل هو أن أن عرف أني شبعت ..

كل هذا من أجل أن يوفر القليل ليكمل الطلبات لأمي وأخواتي

رحمك الله ياوالدي ..

في وقتها ما كنت أعرف هذا ..

ولكن اليوم عرفت ويا أسفي ...

لقد كُنت تتحمل الجوع من أجل أن نشبع ..

تتحمل البرد كل ندفأ ..

تتعب لنرتاح ..

أبي .. أُحس بغصةٍ ويضيق تنفسي ..

رحلت عني وبعدك أنا ضعت في خضم الحياة ..

كنت وحيداً ذهب أبي الذي حماني ورباني وعلمني ..

فقدت بعدك ياأبي نفسي ..


**** **** **** ****


ملك الأحزان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



هُنـا ... مملكة المشاعر
أخر مواضيعي
ملك الأحزان غير متواجد حالياً