الموضوع: حكايات القرية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-05-2013, 01:57 PM
الصورة الرمزية محمد أحمد الزهراني
محمد أحمد الزهراني محمد أحمد الزهراني غير متواجد حالياً
 






محمد أحمد الزهراني is on a distinguished road
افتراضي حكايات القرية

(1):

عطية ذبح مشني


هل كان هروباَ الى القرية؟
ربما , وليته طال أكثر من سنة.
كانت القرية ذاكرة للصفاء كادت أن تقتلها المدينة.
وكنت في بداية السادسة تقريباً,وكانت لي ذاكرة لا بأس بها .
عاش الأب في المدينة مترددا على قريته في المناسبات.
ومنذ طفولته غربته الحياة ’حيث سار على الأقدام لمدة 7 أيام حتى وصل إلى جدة .
عاش غريباً لكنه تعلم حكمة الحضارم في التجارة وذكاء تجار غامد.
ولولا "إرادة الزهراني" في ذاته لم ينجح أبداَ.
استقر الأب في المدينة وتسنبل في شجرة حياته مع "صبيته وحبيبته " ثلاثة أطفال.
وهكذا ابتسمت لهم الحياة واشترى منزلا شعبياً ولديه سيارة .والخير قادم كما كان يتفاءل دائماً.

وفجأة , وحين مات الجد تعالت الأصوات و قالت الجماعة:
" شرهة تتركون بلادكم وش تقول الناس عنكم "؟
"لازم الكبير يستقيم عند البلاد"!!

وهكذا هربنا كلنا إلى عالم جديد .نوع الأكل جديد الى حد ما , لأن الخبزة كانت عالمية في كل مكان فلم تكن غريبة في القرية , "الفريقة" كانت عالم ثاني.
لكن شرب الماء كان من القربه أو نشرب مع الطيور من اماكن تجمع الماء رغم انها ملؤثة!.
حتى طريقة قضاء الحاجه "أكرمكم الله "كانت غريبة" ومضحكة!.

.أسماء غريبة ومفردات لحياة جديدة:
"السفل ،العلية، الدياس ، الكظامة , القربة , المطر الحاشر", الحلبوب , الحناشة , الصفريقا , الطفيه , الحوكه ,
الصفردة ,الحجلة , "المغده"
وكنت اسميها فيما بعد "فراولة الديرة ". حياة جميلة مليئة بالتنوع في كل شيء .
كنت أستمتع حينما أرى احدهم ينصب "قحازة " لصيد الطيور .!!


المهم :ترك الأب تجارته وبدأ الاهتمام بالبلاد, وماتبقى من إخوته. لم يكن راغباً في هجرته المعاكسة لكنها الأقدار , وكان يقول في نفسه " الله يخارجنا من الخساير ".
" كانت الخساير أكثر من الأرباح". باع الشاص على العريفة , وتصرف بثمنه الى نهاية العام .
كانت المشاكل كل يوم , حتى يوم الجمعة بعد الصلاة . أول مرة أشاهد الناس تصلي ومعها المشاعيب والجنابى والبنادق والغدارة حتى الفأس رأيته في" المسيد". طبعاً ماكان فيه تحفيظ قرآن ذيك الآيام . كان المسجد يأوي العابرين .
لأول مرة أعرف "المتشبر " وشاهدت كيف الناس كانت تعطف عليه وتساعده .
طبعا ً كان الأمام أنظف واحد في القرية . وتسكت الشياطين حتى تنتهي صلاة الجمعة .كان الدم يغلي على أتفه الأسباب ,كانت المشاكل متكررة :
"عطية ذبح مشني, وعصيدان خبط صبيته وشردت عن أهلها".
كنت أتساءل لماذا سموا :
عصيدان ؟ وسوقان ؟ وعلفان ؟ وعريكان ؟ والطجمة ؟ والسلقة ؟
والجعيرة ؟ لماذا يشبهون البنت بـــ العدنة"؟

لم ينظروا إلى أزهارها البيض بل عيروها بعرض أقدامها ربما .؟
كنت أستغرب لماذا يعيش البعض في عزلة داخل الغيران ؟
- قال بعضهم : عشان جنيته ما تجي إلا ف الغار ويصبح شاعر!


- يتبع ....
( من هي المغزولة التي بتاخذه )؟
رد مع اقتباس