عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-2013, 08:11 PM   #2588
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من سنن الله في الكون

قال الراوي : كانت ليلةً ما أطولها ، وما أشد حلوكة ليلها ، وما أعنف الريح الصرصر التي هبت فيها ، حتى أقضت المضاجع ، وأرعبت الناس ، ولم يستطع أكثر الخلق أن ينام ليلتها ، .وبقيت ساهراً أتململ ، أقلب نظري في هذه الرقعة السوداء ليلاً طويلاً ، حتى لاحت بوادر انقشاع هذه الظلمة ، فلقد بدأ الفجر يتولد !!.وظللت مبهوراً أمام هذه اللوحة البديعة ،وأنا أتابع تداخل خيوط الفجر الأولى مع خيوط الليل الذاهب ، كانت ستارة الليل ترتفع تدريجياً وببطء شديد، وخلال ذلك تتسلل أشعة الفجر ، كأنما هي آتية من بعيد ، من نقطة أبعد من خط الأفق ، وهي تطارد أمامها بقايا الليل الهارب من بين يديها ! .ما أشبه هذا المشهد بزحف مواكب الحق ، حين تلوح من بعيد ، فتفر منها خفافيش الباطل وأهله وتتوارى .!مع هذا الصباح الوليد الذي يتنفس نوراً ، ويلقيه على وجه الحياة لتحيا ، وتنشط من عقالها ، فتدور عجلتها اليومية بالناس !.ما أروع لحظة المزيج هذه ، خلال عملية الولادة البطيئة لهذا النهار الجديد ، وكأنما وقفت لأشهد لحظتين فريدتين تتكرران كل يوم ، وأكثر الخلق عنها في غفلة !.كنت أشهد بملء عيني لحظة ولادة هذا الفجر الرائع ، يخرج ببطء من رحم الليل وفي نفس اللحظة كنت أتملى بمشاهدة احتضار الليل ، الذي طال وامتد لساعات ، حسبها بعض الخلق دهرا ، بل ومنهم ربما من ظنه ليل ليس له آخر !!مشهد يهز القلب هزاً ، ويوقظ الروح من سباتها ، ويحرك أعماق النفس ، ولولا بلادة الحس ، وألفة المشهد المتكرر ، ربما لفعل بهذا الإنسان ما لا تفعله مئات الخطب والمؤلفات !.جلست أتابع مبهوراً في صمت ، والكون من حولي صامتاً كذلك ، يتابع هو الآخر مبهورا مثلي !بل لقد تنبهت أن الكون خيراً مني ، فقد كان يتابع وهو آخذ في تسبيح وتحميد الخالق جل وعلا !! بينما كنت أتابع معقود اللسان ، وإن كان في قلبي بلابله ..!!.وأخذ الليل ينسحب انسحاباً منظماً ، تاركاً المسرح كله لزحف النهار لتأخذ مكانه ، وانطلقت أسراب الطيور تملأ الفضاء ، مغردة منشدة هي الأخرى في فرح بالتسبيح ، واهتزت الدنيا ابتهاجاً بيوم جديد ، ونشرت الأزهار أريجها المعطر ، كأنما هي توزعه على كل من يمر بها ، تعبيرا عن فرحتها بهذه الولادة الجديدة ،. لقد خيل إلي ساعتها أن الحياة كلها نشطة ، كأنما انطلقت من عقال كانت مشدودة إليه ، بل خيل إلي كأنما الدنيا توضأت بالنور ، واغتسلت بالندى ، وها هو وجهها يشع ضياءً ..!وقبل أن ألملم نفسي ، لأنهض أستقبل يوما حافلاً بالعمل ، كأنما سمعت همس الكون في أذني يقول : لا تقف عند المشهد الخارجي ، وتوغل قليلاً فيه ، لتخرج بدرس الحياة الرئيس ! استوقفني هذا الهاجس ، وأدرت فكري سريعا فيما يعني .. ثم صحت : يا إلهي .. نعم إنه درس الحياة الأول ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..إن ليل الباطل الذي قد يبدو لقاصري العيون ، أنه ليل بلا آخر ، سينجلي حتماً ولابد ، وأن طلائع النور لاشك زاحفة ، وستملأها عدلاً كما ملئت جوراً .. وإن غداً لناظره قريب ...
وعلينا أن نثق وأن نتعلم من دروس الحياة ، إن لم نتعلم من دروس الوحي وما أكثرها وهي تقرر ذلك ..!!اللهم علمنا ما ينفعنا .. اللهم آمين
أبو عبد الرحمن

------
للفايدة



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس