عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-05-2013, 01:11 AM
الصورة الرمزية براااق الحـــازم
براااق الحـــازم براااق الحـــازم غير متواجد حالياً
 






براااق الحـــازم is on a distinguished road
افتراضي اعادة تدوير الحب.




.
.
..
هو مستهلك روحي بامتياز, يـُعرج به ثم ينزل من السماء مرة اخرى.. نعم ينزل من السماء!

او على الاقل هكذا افهمه.

ذاك ان اول تجارب نزوله يشبه الى حد ما هطول ذلك السيل الجارف الذي يشق الخنادق ويجتاح الاماكن.. فلا يدع مكان الا غمره..

فتكون الانهار والاودية و الخلجان شاهدٌ حال على شريان حياة تفجر مرة في ذات مكان.. ثم تدور الدائرة.

اذا نحن نعيد تدوير الحب مرة تلو اخرى, لكن بقدر.

وهذا القدر هو حاجة الروح لهذا الحب الذي يستحيل ان يصعد من" الاسفل" فهو لا يعترف بمسالك التصوف ومراتب المريدين.. او الجنس المتاح.

انه يغادرنا بعد ان تتشربه ارواحنا, ثم تلفظه. ليكمل دورته في مواقف ومراحل من اعمارنا.. اشد ما تكون بالنفس حاجة له.

لكنه ليس ذاك الحب الخام الذي عرفناه اول مرة, قد تكون نفس الاعراض, وتتشابه المواقف.

لكن الحقيقة ان هذا الحب يسير في مسار سابق.. فيسير بسهولة, و مرونة اكثر, دون شظايا, او خلجان جديدة..

كل ما في الامر اننا نـُحسِن جودة عواطفنا, ونضعها تحت رقابة صارمة, ونزيد من توظيف نتائج التجارب التي تجعلنا اكثر قدرة على الاستبصار.. والمناورة.

منتج بشري مذهل, لانفهم مصدره.. هل الخوف ام الحاجة؟ هل للشعور بالكمال فيه دور, ام انه النقص الذي نتكامل به!

مرة بعد اخرى, تبقى لمادة الحب قدرة على التشكل والتكيف. مرة بعد اخرى نستطيع ان نجد شريكا مناسبا, واحيانا غير مناسب, تتعلق عواطفنا بأعتابه..

ونهتك ستر ضعفنا له.

لكن الحقيقة الكبرى اننا في كل مرة نكرر اعادة تدوير هذا المنتج الثمين.. ببعض الملل.

على حساب حقيقة اكبر انه استنساخ مقلد لما سبقه.

فقد فقدت قلوبنا بكارتها مع اول حب حقيقي عُرج منها.

..
.
براااق الحازم
.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة ابو احمد العدواني ; 21-05-2013 الساعة 09:39 PM.
رد مع اقتباس