وطرح هادف ..
حقيقة لا يزعجني ويضيّق محاجري اكثر من ان ارى او اسمع او اقرأ عن مثل هذا النوع من القصص ..
دونتي اخت (سقيا) هنا مشاعر الجميع حول القضيه والاخوه الافاضل المشاركين أثرو الموضوع بلا شك
بجميل طرحهم وكلماتهم وجميعنا نرفض هذا العنف شكلاً ومضموناً مهما كانت الاسباب ..
دعوني اعرج قليلاً الى زاويه اخرى للموضوع وهي الاسباب والحلول .. حيث اقول :
ان الفطره السليمه واصحاب الالباب الرحيمه وذو العقول الفطينه لا تقبل ان تنزل بنفسها الى مصاف
الوحوش الكاسره بأن تتصف بالوحشيه والتخلف السلوكي والادراكي في التعامل مع الاخرين فكيف
لو كانوا ابناء وفلذات اكباد ؟!!
هناك العديد من الدراسات الاجتماعيه والبحوث النفسيه والانسانيه التي تطرقت الى هذه المشكله المؤرقه بالفعل
في واقع مجتمعنا العربي بشكل عام والخليجي او السعودي بشكل خاص , حيث ذهبت الدراسه الى ان هناك
اسباب ودوافع أدت الى ارتفاع نسبة العنف (والعنف الأسري بشكل خاص) بمجتمعاتنا
ولعلي الخص هذه الاسباب في وجهة نظري في النقاط التاليه ..
العنف الأسري كمفهوم هو سلوك عدواني موجه من واحد أو أكثر من أفراد الأسرة تجاه فرد أو أكثر من أفراد ذات الأسرة
ويعود هذا العنف الى :
1- الجانب التربوي .. وهذا يخص طرفين مهمين بهذا الجانب هما الوالدين والابناء , فالتربيه السليمه التي تربى
عليها الوالدين في طفولتهما تنعكس ايجابياً على تعاملهما مع الابناء في الكبر .
اما فيما يخص الابناء فقد اثبتت الدراسات ان التنشأه السليمه للابناء في محيط أسره واعيه بالطرق الصحيحه
للتربيه الحديثه تؤدي بانهايه الى تنشأة ابناء مستقرين عاطفياً وسلوكياً وفكرياً وهذا بالتأكيد سينعكس على حياتهم .
2- الجانب النفسي .. وهذا بالذات عاملاً مهماً في تشكيل شخصية الفرد سواء احد الوالدين او الابناء .
فعندما يعاني احد الوالدين من خلل في الناحيه النفسيه بسبب الادمان او اي مصاعب او معوقات او ضغوطات يعاني منها
فبالتالي نجد ذلك ينعكس على دوره في الاسره وعلى تعامله مع احد افرادها بحيث يتم بشكل لا شعوري
افراغ كل الشحنات السالبه ومشاعر الألم التي يعتصرها على المحيط الخارجي له وللاسف تقع على من هم
تحت يده وسيطرته من ابناء او زوجات .
وهذا بلا شك يولد الكثير من المشكلات النفسيه لدى الابناء او الزوجات ويحدث نوع من التنافر والكره تجاهه .
3- الجانب الاقتصادي .. وهذا يعاني منه الطبقه محدودي الدخل حيث تشكل ضغوط الحياة والظروف المعيشيه السيئه
التي تعيشها الاسره الى اظهار العنف بشكل ظاهر على سلوك الوالدين او الابناء .
4- الجانب الاجتماعي .. وما اعنيه هنا بشكل دقيق هم المحيط الذي يعيش فيه الفرد من فقدان احد الوالدين او كليهما
او طلاقهما او ما قد يراه من مظاهر العنف الممارس باشكاله (لفظي , جسدي , معنوي) عليه او على احد افراد أسرته ,
او ما يتعلق بالرفقه والاصدقاء اوالمجموعه التي تحيط بالفرد والتي قد تكون سبباً في اكساب الشخص سلوكاً عدوانياً تجاه اسرته .
5- الجانب العاطفي .. وهذا برأيي ما يتعلق في كمية المشاعر والاحاسيس التي يفتقدها الشخص في حياته مما
يؤدي الى فقر في كمية تلك المشاعر التي يحتاجها بتلك الشخصيه او الى اي جانب من جوانب الرحمه والعطف التي لم يحضى بها
وهذا بالتالي يؤدي به الى الانحراف الاخلاقي والسلوكي مما يؤثر سلباً على سلوكه وتصرفاته .
6- الجانب الادراكي والمعرفي .. وهنا تعتمد على مدى ثقافة الفرد في مدى وعيه وفهمه في الاساليب السليمه
والمجديه باصول التربيه والتعامل مع الابناء .
7- الجانب الانتقامي .. وهنا تكمن الخطوره في ان يكون الشخض قد مر في حياته سابقاً بعدة تجارب سيئه ولّدت لديه
نزعة الانتقام والرفض بالعدوانيه في سلوكه مع الغير سواء كانت هذه التجارب في طفولته او في اي مرحله من مراحل
حياته وشكّلت لديه شخصيه عدوانيه يسميها علماء النفس وخبراء التربيه بالشخصيه (السايكوباتيه) .
هذه برأيي أهم الاسباب , اما الحلول فارى انها تكمن في :
وعي المجتمع لهذه الظاهره بشكل كبير وذكل من خلال الدور الذي يجب على مؤسسات المجتمع المدني ان تقوم به
وان لا تتجاهله ابداً لانها الوحيده التي تستطيع ان تساهم بشكل اكبر في علاج هذه الظاهره .
ولعل هناك عدة جهات معنيه بهذا الموضوع وهم على سبيل المثال :
1- وزارة العدل وذلك بمراجعة التشريعات والنظم الحالية التي تحكم شؤون الأسرة لتوفير الحماية لأفرادها وتسهيل لجوئهم إلى جهات القضاء عند تعرضهم للعنف وسن تشريعات مشدده على ممارسي العنف الاسري وان توجد محاكم أسريه متخصصه للبت
في القضايا المتعلقه بالعنف الأسري وان تلحق تلك المحاكم بمكاتب نسائيه يعمل بها اخصائيات اجتماعيات ونفسيات للتعامل مع قضايا المرأه وفرزها .
2- ان تعمل وزارة التعليم العالي على تشكيل لجنه وطنيه تضم نخبه من المختصين الاجتماعيين والنفسيين من اساتذة الجامعات
بكليات علم الاجتماع والنفس لوضع الحلول الجذريه ودعم دراساتهم وبحوثهم المتعلقه بهذا الجانب .
3- ان تقوم وزارة الداخليه باستقبال الحالات الشاكيه والمعنفه وذلك من خلال اخصائيين اجتماعيين ونفسيين مختصين باقسام الشرط
ومحاولة التعامل مع قضاياهم بشكل حرفي واخلاقي ينم عن اهمية دور الوزاره في حفظ حقوقهم وتحقيق أمنهم .
4- ان تدخل وزارة التربيه والتعليم بهذا الطار وتقوم بوضع مقررات او على أقل تقدير وحدات تدرس في المدارس لطلبة التعليم
العام يصف هذه المشكله من حيث ابعادها واخطارها وسبل الوقاية منها .
5- ان تقوم وزارة الشؤون الاجتماعيه وهي مشكوره بهذا الخصوص لعملها الدائم بهذا الجانب على الغالب في عقد دورات
توعويه وتنمويه للأسر ولأفراد المجتمع بجنسيه بذات الوقت للمفاهيم والمعارف والاسباب والحلول وطرق الوقايه من ظاهرة العنف الأسري بحكم الاختصاص .
هذا ما اردت ان ادلي به
متمنياً من الله سبحانه وتعالى ان يهديني واياكم سبل الرشاد
اشكرك اختي الكريمه (سقيا) على جميل طرحك
تحيتي وتقديري