الموضوع: حكايات القرية
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-05-2013, 03:41 PM   #27
محمد أحمد الزهراني
 
الصورة الرمزية محمد أحمد الزهراني
 







 
محمد أحمد الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: حكايات القرية

( تعشه لا تتعشى بك الجعيرة").

3-
شاعرتنا شريفة

تردى نصيب العمة ريحانة ,لكن الله عوضها بـ (شيبة) كان يكبرها بــ عشرين سنه. كنت أحب ذلك القحم, الله يرحمه , كان أول من كساني " مصنفاً". ابهرتني ألوان المصنف وشكله .شعرت بالتميز. وفي تلك الرحلة استطعمت "الدغابيس" وكاني أتذوقها لأول مرة في حياتي . أذكر أنها رحلة كانت أشبه بالكرنفال .ثلاثة أيام متعدده الفقرات.استقبال عرضه ,رمي بالرصاص , غطاريف , "لَطف " , لعب نسوان" يحن له الرجال كثيراً .كان هناك استبشار بالضيفة القادمة وبأهلها. باختصار كانت قلوبهم عامرة بالحياة والفرح.

ومع أن (غزلة) الشعر تلبستني منذ تلك الليالي الا أني لا أحفظ من القصائد شيئاً كثيراً.:
قالت شاعرتنا شريفة:
(ريحانة يا زهرة الشيبة ..وعينه ..ونوره .
..هني من سار بك في الروح وأعلى قصوره).

.........
تتناقص السنة ويذهب الأحباب وتستمر الحياة .
لكني فقدت( ريحانة) التي كانت تسليني بقصايدها وتسامرني حتى أنام.فقدت حتى مداعبتها و ضحكاتها لي عند البير".
أجمل ما أذكره حينما كانت تداعب شعري بيديها وفي بالها رغبة ترسلها للسماء أن يرزقها الله الذرية الصالحة.

قبر العاقر

في تلك السنة :
كنت أسمع قصص غريبة :
- فلان صاد النمر وجابه معه"؟
- فلان شادقته الجن وغدوا به عند الفقيه).

ومن أغرب ما سمعت :
- قالوا (فلانه هذا قبرها,كانت عاقر, وجاها ولد ومات في حظنها , فحظنته وماتت معه, فقبروها مع طفلها في قبر واحد .ولما كبرت سألت جدتي رحمها الله عن حقيقة ذلك ففهمت أنه كان من الخرافات المتداولة :ان النساء اللاتي لم ينجبن يذهبن للتبرك بذلك القبر. والواقع انه لا وجود للقبر في الحقيقة, لكنها اسطورة متداولة لا أدري كيف جاءت.
- كانت جدتي تقول : الذرى ما تجيبه الشياطين والموتى"
- الذرى ما يجي الا بقدرة الله وحكمته"

.....
جمعان والجعيره

وكما كانت القرية مليئة بالأساطير,كانت حافلة بالترغيب والترهيب وكان للحيوان مكانة وتداخل مع الناس . وكأن هناك لغة بينية وصراعات خفية بين الطرفين .

(كان للكهلة مطره , أبناً يدعونه "جمعان الأصنق ", وكان شابا جريئا ً
رغم صغر سنه الا أنه على حد قولهم:
جمعان رجال"ن" يسري الليل ويقطع السيل". ولكثرة مساريه كانت الكهلة تحذره :
- انتبه ياجمعان لا تغدر بك "ام القبور".
وبدت تحكي له قصة الجعيرة التي كانت مولعة بنبش قبور الموتى:
الجعيرة غدارة ,فاسدة ونذلة ,
آهي ما تعيش الا من الجيف ومن لحوم الناس.
ياجمعان :شي جعيره يحلفون بالله أنها لقيت لها راعي غنم كان راقدن المسكين
وحفرت تحت راسة وخنقته وشربت من دمه. وما عقبت الا ضحكها المبحوح
,كنها تتفاخر بذبح الناس .حتى حياة خالك( سعيد) نبشت قبره الجعيرة .
ياغبوني ليتنا هبينا من شجر الطلح فوقه, كان ما قربت له ولا نبشته .


- كان جمعان يجادل الكهلة قائلا ً:
- تخسى وانا جمعان والله لأرميها كما رماها جديه الأصنق!.
أما أنا واخوتي كل ليلة نتمسى بسيرة الجعيرة .
وكان نوعاً من الترهيب للأطفال وتحفيزهم على الأكل قبل النوم :
(يا ولديه تعشه لا تتعشى بك الجعيرة").

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
"ليت لي برك الآصادير واتغرز منه"
أخر مواضيعي
محمد أحمد الزهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس