عودي يا نفسي ؛ فقد أسرفتِ أسرفتِ ، ولم تُحسني التّصرُّف!
هيَ كلماتٌ ألقيها على نفسي الضّعيفة ، الّتي قيّدَها الالتفاتُ لما لا ينبغي الالتفاتُ إليه ، من حطامِ الدّنيا الزّائل!
أي نفسي :
أينَ أنتِ من طاعةِ خالقك ، ومصوّرك ، ومنشئك بأحسنِ تقويم!؟
مـنَّ الإلـهُ عليكِ بالفَهمِ والنّباهةِ وحُسنِ النّظمِ للكَلٍم ، وأغدقَ عليكِ من النّعمِ الكثيرةِ اللامتناهية ،
مـن : ( توفيقٍ ، ولُطفٍ ، وسِترٍ ، وعفوٍ ، ... ) فعلامَ الجحودُ يا نفسي علامَ!؟
علامَ النُّكرانُ لما أنتِ فيه من نِعَم !؟
حقيقة :
قرّرتُ -ولن أتهاون- في قراري :
أن يا -نفسي- عيشي بما يُرضي مولاكِ ، لا بما يُلقى عليكِ من المفاتِنِ الخدّاعات ، والزّخارف المُبهرَجاتِ الكاذبات
، من أهلِ الشّغفِ بالدّنيا ، اللاهثينَ وراءَها ، المستسلمينَ لها استسلامَ البهيمةِ للذّابح!
عيشي كما أمركِ ربُّك ، لا بما تمليهِ عليكِ نفسُك!
لا يا نفْسي!
لن أتركك -من الآنَ فصاعدا- !
بل سأسيرُ بكِ إلى ما يُصلحُك ، ويُصلحُ حالَك ، ويهديكِ ويوصلُكِ إلى أعالي الجنان!
نعم يا نفْسي!
لقد أسرفتُ في الإحسانِ إليكِ وإكرامِك حقَّ الإكرام!
لكّنكِ خذلتِني!
نعم خذلتِني ؛ لأنّكِ كنتِ تعلمينَ أنَّ الإغداقَ في الإحسانِ لا يزيدُكِ إلّا غفلةً عن الحقٍّ وإعراضاً عنه!
ومع هذا كنتِ تطلبينَ المزيد!!
فليسَ لكِ الآنَ إلّا الاعترافَ بسيّءِ ما كسبتهُ يداكِ ، والعودةَ إلى أوّلِ الطّريق !
نعم عوودي ...
عودي يا نفسي إلى ما كنتِ ..
عودي إلى ما كنتِ عليهِ من صلةٍ باللهِ تعالى ، وسعيٍ لرضاه!
عودي إلى الافتخارِ بسنّةِ نبيِّك ، والاقتداءِ به في سائرِ شئونك!
عودي إلى الإحسانِ للخلقِ بالقولِ والفعل!
عودي عودي إلى ما كنتِ!
فأنتِ -يا نفسي- طيّبة ، وجذورُكِ طيّبة ، ومنبتُكِ طيّب ...
فعودي طيّبةً كما كنتِ ؛ [حتّى تؤتي أكُلَكِ كلَّ حينٍ بإذنِ ربّك]!
هيّا يا نفسي ؛ فلستُ أطيقُ الصّبر بعدَ السّاعة !
هيّا يا نفسي!
قولي:
" ها أنا ذا عدتُ "
عدتُ إليكَ يا ربِّ ، يا ربِّ عدتُ ؛ فجنانك يا ربِّ تناديني !
اللهمّ غُفراً ، وثباتاً على الحقّ نسألُك ..
----------------
للفايدة