حفلات التخرج بذخ مدارس خاصة تموله جيوب الآباء
تشهد مدارس مدينة العين الحكومية والخاصة حالة غير مسبوقة في الإعداد لحفلات التخرج التي تنفذها المدارس احتفالاً بتخريج طلبتها من مراحل الروضة وحتى الصف الثاني عشر، حيث تجرى حالياً بروفات التخرج وإعداد برنامج الاحتفال إلى جانب أعمال تفصيل زي التخريج .
أعرب أولياء أمور عن استيائهم من قيمة الرسوم التي طالبتهم بعض إدارات المدارس الخاصة بدفعها منذ اليوم الأول من الفصل الدراسي الحالي، حيث أبلغوا من خلال أبنائهم بضرورة موافقتهم على المشاركة في فقرات حفل التخريج السنوي، ثم طلب منهم دفع مبلغ مالي من أجل تفصيل زي خاص بالفقرة التي سيقدمونها، تلا ذلك المطالبة بدفع مبلغ آخر خاص بالحفل نفسه، وهي مبالغ وصفها عدد من أولياء الأمور بالمبالغ بها، مؤكدين أنهم يمرون بالتجربة نفسها كل عام ومطالبين بتحميل إدارات المدارس تكاليف تلك الحفلات .
وقال محمد حسن “موظف”: لقد دفعت حتى الآن أكثر من 500 درهم مقابل إشراك ابني في حفل التخرج الخاص بطلبة الصف الثاني عشر، وهو مبلغ كبير، لاسيما أن ابني خريج ومن المفترض أنه أحد الطلبة المحتفى بهم، وعليه كان من الأجدر بإدارة المدرسة إعفاؤه من دفع كل تلك المبالغ” .
وأضاف إنني أدعو مجلس أبوظبي للتعليم إلى ضبط تلك الممارسات التي يمكن أن نسميها بالرسوم الخفية، حيث إننا ندفعها شئنا أم أبينا .
أما “أم حسين” فقالت إنها دفعت حتى الآن أكثر من 1200 درهم من أجل حفلة التخريج التي تقام سنوياً في المدرسة التي يدرس فيها أبناؤها الأربعة، وذلك على الرغم من أنه لايوجد بينهم أي طالب من الخريجين، وان مادفعته من مبالغ يمثل قيمة الأزياء التي سيرتديها أبناؤها خلال فقرات الحفل .
أجمع عدد آخر من أولياء الأمور أن بعض المدارس حولت حفلات التخرج إلى نوع من المنافسة فيما بينها، حيث نشهد مدارس تقيم تلك الحفلات في فنادق 5 نجوم، وأخرى تدعو بعض محطات البث التلفزيوني إلى القيام بتغطية احتفالها، وذلك إلى جانب قيام البعض الآخر بشراء طلبات خاصة من الحلويات، وأخرى للورود، إضافة إلى أن هناك مدارس تستعين بشركات الإنتاج السينمائي التي تقوم بتوفير طاقم مهمته تنظيم الحفل، وإخراجه بأسلوب الحفلات العالمية .
و”لأم عبير” وزوجها قصتهما التي تعكس تفاصيلها جشع بعض إدارات المدارس وإصرارها على ابتزاز أولياء الأمور مادياً حتى اللحظة الأخيرة من العام الدراسي، حيث تدور فصول القصة عندما طلبت ابنتهم مبلغ 1500 درهم، هي رسوم المشاركة في حفل التخرج، وبصعوبة قمنا بتوفير المبلغ وتسليمه للبنت نظراً لأن ظروفنا المادية لا تسمح بتوفير مبلغ كبير كهذا، وبعد أسبوعين طلبت إدارة المدرسة مبلغ 300 درهم للحصول على نسخة من شريط الاحتفال وألبوم الصور الخاصة بالحفل، وهو ما لم نقم بتوفيره، وقبل موعد الاحتفال فوجئنا بالإدارة تخطر طلبتها بأن الدعوى مقتصرة على شخصين فقط، ما يعني حرمان إخوتها من الحضور، وعندما حاولنا الاعتراض لم نلق أذناً صاغية، وطالبنا الإدارة بإعادة المبلغ الذي قمنا بدفعه، ولم تفعل، حيث رأينا أن فرحتنا ستبقى منقوصة من دون أن يشارك فيها بقية إخوة عبير، وقررنا أن نشتري لها هدية ونحتفل بها في المنزل بحضور الجميع ولكن الإدارة المدرسية رفضت إرجاع المبلغ وألقت باللوم علينا لأننا وافقنا على مشاركة ابنتنا في الحفل وليس من حقنا أن نطالب باسترجاع ما دفعناه من أموال .
“الخليج” نقلت معاناة أولياء الأمور إلى نورة الرشيدي نائبة مدير منطقة العين التعليمية للتعليم الخاص حيث جاء في ردها أن الاحتفال بالطلبة المتوقع تخرجهم عرف مدرسي نحرص على أن يكون مناسبة سعيدة للجميع من طلبة ومعلمين وأولياء أمور، ولكننا كذلك نرفض الممارسات الخاطئة التي تبدر من بعض الإدارات المدرسية، وخاصة عندما تتعلق المسألة بالأمور المادية، لأننا في مجلس أبوظبي للتعليم نسعى إلى التخفيف من الأعباء المادية التي يتكبدها أولياء الأمور سواء، أكان ذلك على مستوى الرسوم الدراسية للمدارس أم أي رسوم أخرى يتم تحصيلها من الآباء تحت أي مسمى كان، وبالتالي فإن إدارات المدارس الخاصة من حقها أن تحتفي بخريجيها ولكن ليس من حقها إلزام أولياء الأمور بدفع أي مبالغ مالية من أجل الاحتفال الذي من المفترض أن يكون ضمن الميزانية السنوية للمدرسة وليس على حساب الآباء، مشيرة إلى أن مشاركة أولياء الأمور ينبغي ألا تزيد على قيمة زي التخرج، مؤكدة أن أي رسوم إضافية تطلبها المدارس الخاصة من أولياء الأمور لابد أن تكون قد حصلت على موافقة مسبقة من قبل إدارة التعليم الخاص ونحن لم نقم بالموافقة على أي رسوم إضافية، داعية المدارس إلى تجنيب أولياء الأمور ما يفوق طاقتهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|