عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-2013, 03:28 AM   #27
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: جماليات القصيدة القصيرة في شعر عبد العزيز خوجة

استراحة داخل صومعة الفكر 3
سعد البواردي
صحيفة الجزيرة





يأخذنا شاعرنا الوجداني معه وقد اصطحبنا سوياً قطار الحب،
فمن محطة إلى محطة، ومن شرفة إلى أخرى يستشرف
من خلالها عبر خياله الشعري صوراً للجنس الناعم،
ترسمها ريشته.. فمن «سلمى» إلى «ليلى»،
ومن «هيفاء» إلى «أسماء»، لا تعنيه الأسماء
بقدر ما يعنيه الجمال الناعم النائم منه والمستيقظ..
يلامسه بحسه، ويرسمه بريشته كما يشهدها شاهداً لها أو عليها..
حين تتحدث:




[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


تقول بأنني وحدي

وتعطي موثق الوعد

وفي العين أشجان

تحلق بي إلى الوعد

تفجر نار مخبوئي

بشلال من الوقد

أكاد أذوب من ولهي

ومن شكي ومن سهدي

وحيث يتحدث:


وحين أعود ألقاها

أداري الجرح والآها

ففي أعطافها سكني

ومثوى القلب مثواها[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]




قصة آدم وحواء في صراع لا ينتهي بين الممكن
وغير الممكن، يبوحان به، ولكن إلى حين..
بنهاية وبدون نهاية!

شاعرنا اعترف بحبه للجمال إلى درجة
الجنون كما هو حال
«قيس» و»ليلى»
و»كثير عزة».



[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


ألام على الحب ظلماً ألام

وهذي الحياة عليه تقام

يقولون إني أسير الخيال

وإني ضعيف أمام الغرام

وأنا أعدت حياة «جميل»

وعهد الدموع وليل الغرام

ويجمعها بهذا البيت:


فإني «جميل» وإني «كثيِّر»

إني «قيس» أسير الهيام[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

أصدقك شعراً..
هذا ديوانك الشاهد عليك.

«رحلة المنتهى»
جاءت مستعجلة في مكانها، ليتها كعنوان جاء ختاماً للديوان،
أجتزئ منها بعض أبياته:


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://www.zahran.org/vb/backgrounds/3.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
أسمعتِ صوت الحب يهتف: إننا

في الكون أغنيتان ترتحلان من آه، وآه

وصدى هوانا في رواه

يضيء من وهج سماه

ضمي إلى أفيائك العليا ذراه

لعلها تخضر من قرب ذراه

إني وهبت جناحه وحنانه وجنونه

وجميع ما تتلو الشفاه
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


لم تدع شيئاً إلا قلته فيما سبق،
وفيما سوف يلحق إلى درجة الكرم الزائد.

شبَّه طيف خياله بالشرود والذهول والضياع والزفير
الذي اشتكت منه الرياح، إلى درجة الضيق
والتبرم وعدم العودة؛ كي لا يلدغ من جحر مرتين،
وما أكثر ما عضه الترحال وهو يطارد خيال شعره:


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:darkred;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


لا تقل عُد لي، فإني لن أعود

لا تقل أهواك.. هل صنت العهود؟

يا حبيباً كنت بالأمس حبيباً

يستبيح القلب، فاخترت الشرود

ضاع أمسي من وجودي وانتهينا

يا حبيبا قد تمادى في الجحود

لكل حب جاحد أو جامد نهاية..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]




بعضاً من قصائده الثرية والكثيرة أتجاوزها في حب،
وقد حكاها مضموناً في قصائد أخرى متشابهة..
وأتوقف أمام مشهد الهرب اللذيذ الذي لا يفرق..




[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:5px inset purple;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
وأهرب منك ولكن إليك

فنصف يَهبُّ ويبحث عنك

ونصف بصدري كواه الحنين

وأبصر منه الذي لا أراه

واعرف أن هواه مبين[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]




أبيات رائعة في توصيفها وتوظيفها للمفردات..
نصف هروب ونصف تواجد..
كلاهما في الصورة لغة تكامل..

للبوح عذاب، هذا ما باح به شاعر الحب..
وللحب أيضاً في وجهه الآخر عذوبة:




أداري لوعتي عن ناظريها

فتفشي مقلتي السر الدفينا

يكاد الدمع أن يجري بخدي

وتمنعه الرجولة أن يُبينا

كأن الدمع ينبوع بقلبي

إذا ما فار لم يصل العيونا




إن كبرياء من طُعن في قلبه وعزَّ عليه كبرياؤه
مظهر الضعف أن يستبين.. اختار لدموعه
أن تظل حبيسة في داخل مآقيه كي لا يشمت به أحد..
ولكن لمرة أو مرتين لا يقوى على كبت مشاعره بالمطلق لو حاول..

إنه أمام حلم فراشته، لا يقدر على حبس دموعه..
ولا أن يمسحها بنفسه:




[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

نامي على حلم الفراشة في
وجيبي واسكنيني

كفكفي دمع البراءة من عيوني

هدهدي خوف الطهارة في دروبي..
عربدي

فضي بكارة ما تراكم من سنيني

وانثريني شعلة عبر المدى[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]




انقاد إلى قلبها بقياد ضعف واستسلام دون مقاومة..
هكذا الشعراء ينهزمون ويُهزمون..



تُسائله فتاة أحلامه هل اعتراه الملل؟!

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:3px double firebrick;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


أمللتَ من صخبي ومن عنف الشباب؟

وتركتَ أحلامي تعربد في سراب؟

ونسيتَ أني لا أجيد سباحة

ولقيتني حيرانة وسط العباب

خذني إليك غريقة منهوكة

أنتَ الملاذ فقد مللت من الغياب
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



جاء دورها هذه..
تناشده بكل ما تملك من ضراعة الأخذ بيدها..
انتشالها كرجل إنقاذ من الغرق..
ويبدون أنه لم يسمع.. أو سمع ولم يستجب:


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


يا أيها الآتي إلينا دهشة

أتغيب عنا فجأة مثل الشهاب؟!

كما القلب الحنون يقرب الأبعاد فإن للحب جنوناً لا يحد:

ألف سور. كلما جاوزت سوراً لاح سور

قام سور. ألف بحر..

كلما صارعت موجاً جرني للشط مد. ألف قيد

كلما حطمت قيداً جاء سجان، وقيد

ومضى العمر سراباً بين آمال تُوارى أو ترد

كلما هيأت جسراً زال جسر. هزني شوق وود

كلما أطفأت ناراً ثار في الأضلع إعصار ورعد

كلما فارقت سهدا جدَّ وجدٌ. سكن العينين سهد[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


عزيزي عبدالعزيز خوجة..
الحياة حب الصراع..
وحب الحياة صراع..
لا دخل للاختيار..
الاختيار سلاح معركة تكشف
مدى قدرة المصارع على الحلبة..
قد يهزم منافسه..
وقد يقضي هو بالضربة القاضية..
ومعركة الحب أشبه بمنازلة،
من صمد فيها أكثر كسب
الجولة حتى لو أجهد..
دع لحسنائك الاختيار بين حب لا كدمات فيه..
أو إلغاء الملاكمة..
كما هي خطوتك التالية مع من تهوى:


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-colorurple;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



شيء ما أقوى من كل الأشياء

ألقى بي حول مدارك. ففقدت مقاومتي

وفقدت محاولتي
كي أنفك بعيداً عن
إغراء مسارك[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



حسناً اخترتَ. المغامرة مجهولة..
وحسناً هربتَ لنفسك من نفسك
وقد كبحت أشواقك المتمردة بعيداً عن حيرة..
إن تهوى.. أو لا تهوى..
قرار حكيم يحسب لك لا عليك.


من استدل ما تاه ولا ضل.. شاعرنا قال لها:



[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


دليني من يحجب ضوء الشمس؟

فشرابي من كأسكِ مقسوم

وحباب اللوعة في الكأس

أفديك اليوم وما يأتي

يا أروع أحلام الأمس[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



من يدري..
قد تتحول أحلام الأمس إلى آلام اليوم..
الحب في دنيانا متغير لا أمان له..


في لج بحر وجدانيات
شاعرنا القدير
تبحر معه بعد أن ودعنا قطار
الحب بكل محطاته وشرفاته ومشاهده،
تبحر معه عبر حافلة جديدة وطويلة المدى..
الإبحار فيها أيضاً مليء بالأسئلة والغياب
والعتاب والعذاب والسراب والعباب.
وأخرى.. بداية بسؤاله:




[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:10px inset deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

وتفوتني من السحاب والإياب

دهراً من الشكوى
إلى حلم سراب

ويكاد يصرعني الردى
حتى تطل على المدى

غيثاً همى يأبى العتاب.
يحيى التراب[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



بشرى خير..
نزل المطر فأروى النفوس العطاش بعد طول ظمأ..
طول انتظار.

تحرر من قيد هواه رغم المعوقات
والتدخلات بعد أن رسموا للحب قانوناً جديداً وفق هواهم..


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-colorurple;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

ويلهم..
قيدوني كبلوني
بالشجون

عذبوني بالظنون..
شتتوا شمل وجودي[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]





حولوا حبه إلى مأساة..
حرفوه، وصفوه بالباطل..
قتلوه واتهموه بالقتل.. إنهم الأدعياء.. رغم هذا كله قاوم:






[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


ما دروا يا حبيبي أنني رغم القيود
ما دروا أني طليق..
ما دروا أن الهوى أيضاً طليق[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]




وأيضاً منزه من الشبهات..
أيضاً انتصار جديد في معركة الحب..

شاعرنا بحسه المرهف لن يعاتب..
إنها سماحة الوجدان الذي لا يتملكه
الغضب في موقف حب يتحدث عن نفسه متسائلاً:

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:6px inset royalblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



أأقول عاتب؟
أأقول غاضب؟!

لا.. لن أقول ولن أعاتب
حتى وإن غدر الهوى

حتى وإن رحلت من الميناء
أحلام المراكب

حتى وإن غاب القمر
والشمس غابت والكواكب[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]





حسم أمره أن لا يعتب ناهيك عن الغضب..
أُذكِّر فارسنا بمقولة شاعرنا عن العتب:


[frame="9 80"]«ويبقى الود ما بقي العتاب»..[/frame]



العتاب ليس عيباً..
إنه التذكير المؤدب بالاحتجاج الرقيق
الذي تقتضيه الضرورة إذا كان لا بد منها.

ماذا أراد القدر في حسبانه وفي حسابه
وقد مضى قطار العمر نحو محطاته المتقدمة؟





[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:indigo;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
ويمضي بنا العمر يا قلب
حزناً وقلنا أراد القدر

ويمضي بنا العمر
يا قلب جدباً
فلا العشب ينمو

ولا الزرع
يرجو هطول المطر

كأن السماء
جفاها السحاب

وجف عن الأرض
ماء البحر[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]




ماء البحر لا يروي جفافاً لملوحته..
وحسناً إبدال البحر بالنهر العذب..



تأملات لمن خط الشيب رأسه وهو يتذكر
شبابه الذي ودع في حسرة، وتذكر دون عودة



[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:sienna;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



«ألا ليت الشباب يعود يوماً

فأخبره بما فعل المشيب»

لا عطش ولا رواء..
وإنما بين بين:

لا شيء لديَّ، ولا شيء،
أو في الجبة شيء

أو تحت القبة شيء.

تقلقني الشمس
ويحرقني الفيء!

إني درويش متقاعد.
انقطع الشارد. والوارد

إني ماض عنكم متباعد.
لست شهيداً أو شاهد
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



نفس الظلال التي مدت خطوطها..
ثم اهتزت على وقع الريح الزمني تنتظر
اللحظة الغائبة والفاتحة المجهولة..
الواحد منا رهين هواجسه ووسادته
بعد أن تقطعت به السبل أو كادت..
وراح يتمتم:





[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:skyblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
قل لي هل سُلبت مني الأشياء؟

أم أني في لحظة فناء..

لا جواب نملكه على السؤال.؟[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الريحان ; 27-05-2013 الساعة 03:40 AM.
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس