حرف الواو
188- [ ويل لمن لا يراني يوم القيامة قالت عائشة ومن لا يراك قال البخيل قالت ومن البخيل قال الذي لا يصلي عليَّ إذا سمع بإسمي ]
ذكره في (شرف المصطفى) لأبي سعيد الواعظ قال
أن عائشة رضي الله عنها كانت تخيط شيئا في وقت السحر فضلت الإبرة وطـٌفيء السراج فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فأضاء البيت بضوئه صلى الله عليه وسلم ووجدت الإبرة فقالت ما أضوأ وجهك يا رسول الله قال ويل لمن لا يراني..... الحديث.
حـــــرف اليــــــاء
189- [ يا أيها الناس إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم علي صلاة في دار الدنيا إنه قد كان في الله وملائكته كفاية إذ يقول {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} فامر بذلك المؤمنين ليثيبهم عليه] أخرجه أبو القاسم التيمي في (ترغيبه) عن أنس رضي الله عنه.
190- [ يا علي احفظ عني خصلتين أتاني بهما جبريل عليه السلام أكثر الصلاة بالسحر والاستغفار بالمغرب والصلاة علي والاستغفار لأصحابي فإن السحر والمغرب شاهدان من شهود الرب عز وجل على خلقه]
أخرجه بن بشكوال عن علي رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض منازله واستعملني على من بقي في المدينة فقال أحسن الخلافة يا علي عليهم واكتب بخبرهم إلي فلبث خمسة عشر يوما ثم انصرف فلقيه فقال لي يا علي احفظ عني خصلتين ......الحديث.
191- [يحشر الله أصحاب الحديث وأهل العلم يوم القيامة وحِبرهم خـٌلوقٌ يفوح فيقفون بين يدي الله تبارك وتعالى فيقول لهم طالما كنتم تصلون على نبيي انطلقوا إلى الجنة]
أخرجه النميري عن أنس رضي الله عنه.
تتمة
قال أبو عبد الله الرصاع المالكي في ( تحفة الأخيار في فضل الصلاة على النبي المختار) بعد أن ذكر جملة من الأحاديث الواردة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ربما نظر بعض ضعاف الإيمان في بعض هذه الأحاديث فيقدح فيها ويقول أنها لم ترد في الصحاح وهو من سوء العقيدة والقدح في شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
بل الصواب تلقي ما تلقاه العلماء بالقبول لأن عدالة أمته صلى الله عليه وسلم تمنعهم من الكذب على السيد الرسول وقد قال صلى الله عليه وسلم [ من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار] وحاشا أهل العلم الخائفين من الله أن يتعمدوا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاديث الترغيب معلوم ما فيها عند العلماء ثم إن هذه الأحاديث اشتركت كلها في فضل الصلاة على نبي الله وعزيز قدره عند الله تعالى وهذا أمر مقطوع به لا يشك عاقل فيه وإنما تقع الزيادة واختلاف الروايات في قدر الثواب ورفع الدرجات .أ.هـ
وقال الحافظ السخاوي في خاتمة كتابة (القول البديع)
قال شيخ الإسلام أبو زكريا النووي رحمه الله في ( الأذكار)
قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعا وأما الأحكام كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق وغير ذلك فلا يعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن إلا أن يكون في احتياط في شيء من ذلك كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البيوع أو الأنكحة فإن المستحب أن يتنزه عنه ولكن لا يجب انتهى كلام النووي.
وخالف ابن العربي المالكي في ذلك فقال إن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقا.
وقد سمعت شيخنا الحافظ ابن حجر رحمه الله مرارا يقول وكتبه لي بخطه أن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة:
1- متفق عليه أن يكون الضعف غير شديد فيخرج ما انفرد به أحد من الكذابين أو المتهمين بالكذب ومن فـَحٌش غلطه.
2- أن يكون مندرجا تحت أصل عام فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل أصلا.
3- أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله.أ.هـ
قال الحافظ السخاوي قلت ونقل عن الإمام أحمد أنه يعمل بالضعيف إذا لم يوجد غيره ولم يكن ثم ما يعارضه وفي رواية عنه (ضعيف الحديث أحب إلينا من رأي الرجال)
وكذا ذكر ابن حزم أن جميع الحنفية مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة رحمه الله أن ضعيف الحديث أولى عنده من الرأي والقياس.
وسٌئل أحمد عن الرجل يكون ببلد لا يوجد فيها إلا صاحب حديث لا يدري صحيحه من سقيمه وصاحب رأي فمن يسأل
قال يسأل صاحب الحديث ولا يسأل صاحب الرأي.
ونقل أبو عبد الله ابن منده عن أبي داود صاحب السنن وهو من تلامذة الإمام أحمد أنه يخرِّج الإسناد الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره وأنه أقوى عنده من رأي الرجال.
فتحصل أن في الضعيف ثلاثة مذاهب:
1- لا يعمل به مطلقا.
2- يعمل به مطلقا إذا لم يكن في الباب غيره.
3- يعمل به في الفضائل دون الأحكام كما تقدم بشروطه وهو الذي عليه الجمهور.
وأما الموضوع فلا يجوز العمل به بحال وكذا روايته إلا إن قرنت ببيانه لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث سمرة رضي الله عنه [ من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين] وكفى بهذه الجملة وعيدا شديدا في حق من روى الحديث وهو يظن أنه كذب فضلا عن أن يتحقق ذلك ولا يبينه.
ثم قال قال ابن الصلاح رحمه الله ما لفظه بعد تعريف الصحيح من علومه (ومتى قالوا هذا الحديث صحيح فمعناه أنه اتصل سنده مع سائر الأوصاف المذكورة وليس من شرطه أن يكون مقطوعا به في نفس الأمر)
إلى أن قال (وكذلك إذا قالوا في حديث أنه غير صحيح فليس ذلك قطعا بأنه كذب في نفس الأمر إذ قد يكون صدقا في نفس الأمر وإنما المراد أنه لم يصح اسناده على الشرط المذكور والله أعلم).
تعليق الشيخ مصباح( المقصود بنفس الأمر : نص الحديث)
وينبغي كما قال النووي أيضا لمن بلغه شيء من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرة ليكون من أهله ولا ينبغي أن يتركه مطلقا بل يأتي بما تيسر منه لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته [ وإذا أمرتكم بشيء فافعلوا منه ما استطعتم] أ.هـ
وروى الحافظ السخاوي في جزء الحسن بن عرفة بسنده إلى أبي سلمة وجابر رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من بلغه عن الله عز وجل شيء فيه فضيلة فأخذ به إيمانا به ورجاء ثوابه أعطاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك]
ولهذا الحديث شواهد انتهى.
قال جامع هذا الكتاب ( المقصود بجامع الكتاب الشيخ النبهاني)
وجميع هذه الأحاديث المذكورة في هذا الباب في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لم أذكر فيها شيئا مما ذكر الحافظ المذكور فيه أنه موضوع وشديد الضعف والله سبحانه وتعالى أعلم.
وفي فتاوى الشهاب الرملي سٌئل عن معنى قوله( يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال) هل معناه اثبات الحكم به وإذا قلتم معناه ذلك فما الجواب عن قول ابن دقيق العيد في الكلام على شروط العمل بالحديث الضعيف وأن لا يلزم عليه اثبات حكم؟
فأجاب بأنه قد حكى النووي في عدةٍ من تصانيفه إجماع أهل الحديث على العمل بالحديث الضعيف في الفضائل ونحوها خاصة.
وقال ابن عبد البر (أحاديث الفضائل لا يحتاج فيها إلى ما يحتج به).
وقال الحاكم سمعت أبا زكريا العنبري يقول (الخبر إذا ورد لم يحرم حلالا ولم يحلل حراما ولم يوجب حكما وكان فيه ترغيب أو ترهيب اغمض عنه وتسوهل في روايته).
ولفظ ابن مهدي فيما أخرجه البيهقي في (المدخل) (إذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والأحكام شددنا في الأسانيد وانتقدنا في الرجال وإذا روينا في الفضائل والثواب والعقاب تساهلنا في الأسانيد وتسامحنا في الرجال).
ولفظ الإمام أحمد في رواية الميموني عنه (الأحاديث الرقائق يحتمل أن يتساهل فيها حتى يجيء شيء فيه حكم)
وقال في رواية عياش عن ابن اسحاق (رجل نكتب عنه الأحاديث يعني المغازي ونحوها وإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا وقبض أصابع يديه الأربع)
فقد علم أن كلام ابن دقيق العيد موافق لكلام الأئمة وهو خارج بقولهم من فضائل الأعمال
وعلم أيضا أن المراد بفضائل الأعمال الترغيب والترهيب وفي معناهما القصص ونحوها. انتهت عبارة الشهاب الرملي رحمه الله تعالى.
--------
للفايدة والله اعلم واجل