[براااق الحـــازم]

.
.

بعصاه الغليظة..
يضربُ عم محمود دكة البيت وهو ينظر الى معالم بناء جديد لجدران المسجد الحرام بدأت في الظهور شيئا فشيئا..
وكأنها ضيفٌ ثقيل يقبل من خلف اشباح عمائر ٍ خاوية من كل اسباب الحياة ..
واخذت تختفي واحداً بعد الاخر, لتدخل مساحاتها في التوسعة الجديدة لساحات الحرم الشريف..
لقد التهم الفضاء والغبار, اهل حارته, وازقته وذكرياته وصباه.
حتى الطريق الذي حمل اهل مكة وزوارها لمئات السنين الى بيت الله, انكرهُ واضاع معالمه.
.
.
عيون شاخصة..
يلتهم احشاءهُ الغيض, ويفتك الغبن بكبده...
اطال النظر.. في تلك الرقاب الفولاذية المتحركة, تفتح افواهها اللعينة.. تالتهمُ كلَ ما يصلـُها..
وكأنها تنهـِشُ جسده الهزيل قطعة ً قعطة.

كالأطفال بكى... وصاح كالثكلى..

دون جدوى..!
حاول مغادرت كرسيهِ المتحرك حتى يهرول الى ساحة الطواف, ويمزق ثيابه, ويستجير برب الملتزم والمقام.

الى الارض.. سقطت عصاه كتلك الابراج الخاوية.
.
.
وعلى كرسيّ آخر حـُمل عم محمود الى الحرم عاريا من ملابس الدنيا..
قبل ان يودع .. حتى عصاه.
..
.
براااق الحازم.
.