عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2013, 02:41 AM   #2828
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

فوائد تربوية من وصايا لقمان الحكيم


لا يزال المربون يجدون في القرآن الكريم مرجعهم الأصيل،
الذي لا يتغير ولا يتبدل، ما تلوه آناء الليل وأطراف النهار،
باحثين في آياته الكريمة عن قواعد التربية السليمة في خضم مناهج
أرضية كثيرة تفتقر للشمول والتكامل والصلاحية لكل زمان ومكان.
ولقد تضمن القرآن الكريم مجموعة من الحوارات الراقية
بين الآباء والأولاد، وبين الأولاد والآباء، تحمل في طياتها حكمًا عظيمة
وأساليب مؤثرة في تربية الأولاد تربية صحيحة متوازنة،
ومن أبرز هذه الحوارات موعظة لقمان الحكيم لولده،
والتي تضمنت العديد من الفوائد والأصول التربوية التي يحتاج إليها
المربون، قال الله تعالى:
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ
ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ
أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }
[ لقمان: 12 – 19 ].
أعزائي المربين...
إن أول ما يطالعنا في هذه الآيات المباركات هو توثيق الله تعالى
للتعاليم التربوية الآتي ذكرها في السياق، وذلك بقوله تعالى:
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ }
فهذه الوصايا قد نالت التزكية من قبل الله تعالى،
وهي قبس من مشكاة الوحي المقدَّس؛ فهي تصلح إذن لأن تكون مرجعًا
تربويًا يستقي منه كل مربي إلى يوم القيامة.
وهذه باقة من أهم الفوائد من هذه الموعظة التربوية:
- التربية بأسلوب الموعظة:
وهو الأسلوب الذي استخدمه هذا المربي الحكيم،
وهو من أنفع الأساليب المؤثرة في المتربي، يقول ابن رجب الحنبلي:
( المواعظ سياط تضرب القلوب فتؤثر في القلوب كتأثير السياط في البدن
والضرب لا يؤثر بعد انقضائه كتأثر في حال وجوده لكن؛ يبقى أثر التأليم
بحسب قوته وضعفه فكلما قوي الضرب كانت مدة بقاء الألم أكثر )
وتعتمد الموعظة على جانبين:
الأول: تمييز الحق من الباطل، فيتأصل هذا التمايز في عقل الطفل ونفسه،
ويستطيع أن يفرق بينهما، ومن ثم تقل أخطاؤه.
والثاني: إثارة الوجدان، لأن النفس فيها استعداد للتأثر بما يُلقى إليها،
والموعظة تدفع الطفل إلى العمل المرغب فيه.
ومن شروط الموعظة المؤثرة:
أن يكون المربي مخلصًا في موعظته عاملًا بها قبل أن يسديها لطفله،
حتى يكون فعله مصدقًا لقوله؛ فإن لم يكن المربي عاملًا بموعظته
فلن تفتح لها القلوب،
وكذلك أن يخاطَب الطفل على قدر عقله والتلطف في مخاطبته
ليكون أدعى للقبول والرسوخ في نفسه، كما أنه يحسن اختيار الوقت
المناسب فيراعي حالة الطفل النفسية ووقت انشراح صدره وانفراده
عن الناس، وله أن يستغل وقت مرض الطفل؛ لأنه في تلك الحال
يجمع بين رقة القلب وصفاء الفطرة، وأما إلقاء الموعظة وقت لعبه
أو أمام الآخرين فلا يحقق الفائدة المرجوة.
كما أن الموعظة لابد أن تكون واضحة ومقنعة للطفل،
حيث نلاحظ أن سيدنا لقمان الحكيم لم ينه عن الشرك، لأنه شرك،
بل أوضح ما يقنع ابنه بأن الشرك أمر قبيح مكروه غيرمقبول،
لأنه ظلم عظيم، والفطرة السليمة تأبى الظلم والضيم،
وكذلك نهاه عن التكبُّر،ثم استعمل وسيلة الإقناع من خلال أن الله تعالى
لا يحب كل مختال فخور، بل إن كلإنسان عاقل لا يحب المختالين،
وهكذا في باقي الوصايا.
- تعظيم أمر العقيدة والبدء به:
بدأ لقمان الحكيم وصيته لابنه بقوله:
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ }
والسبب يعود إلى أن التوحيد هو أول واجب على المكلفين،
وبالتالي يكون أول واجب على الوالد، وولي الأمر هو غرس العقيدة
الصحيحة، فهي الأساس لبناءإيمان الطفل وتصوراته وأفكاره،
ثم إن لقمان الحكيم بدأ بالنهي عن الشرك ولم يبدأمعه بالأمر بالإيمان بالله
تعالى وذلك لأن الإيمان بالله تعالى متحقق لدى الأطفال بحكم الفطرة،
كما قال صلى الله عليه وسلم:
( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ )
[رواه البخاري].
----------------
يتبــــــع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس