- تربية الأبناء على مراقبة الله عز وجل:
التأكيد على غرس الخوف من الله تعالى وتعظيمه في قلوب المتربين،
واستشعار رقابته على الإنسان وعلمه بكل الخفايا مهما سترها العبد
فلا تخفى على الله تعالى فقال:
{ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ
أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِير ٌ}
[ لقمان: 16 ]
إن الذنوب مهما صغرت ومهما حاول صاحبها إخفاءها بكل الوسائل
الممكنة فإنها لا تخفى على الله تعالى،
وحينئذ كن يا بني على علم بأنالله يعلم كل تصرفاتك ويرى كل حركاتك
وسكناتك ويأتي بكل ذنوبك لتشهد عليك في يوم لاينفع مال ولا بنون،
وكذلك يأتي بكل أعمالك الصالحة فتشفع لك فتكون من الفائزين
فيذلك اليوم العظيم.
- التلطف مع الابن حال الموعظة:
ويبدو ذلك واضحًا من استخدام لقمان الحكيم للنداء: { يَا بُنَيَّ }،
وتكراره أكثر من مرة في سياق الموعظة، مما يدل أنه على المربي
أن يختار الألفاظ المحببة والمشوقة لدى المتربي،
وأن يشعره بأنه يحبه، وأنهلا ينصحه إلا من باب حبه الكثير،
وأنه حتى لو تشدد معه فهو كالطبيب المعالج الذيتقتضي مصلحة
مريضه أن يقوم باللازم، حيث استعمل القرآن الكريم في البداية لفظ
{ يَا بُنَيَّ } الذي كما يقول العلماء يدل على نداء المحبة والإشفاق
وأن تصغير بني للتحببولبيان زيادة الحب والعطف.
- تقديم البدائل المباحة في مقابل المحظورات:
عندما نهى لقمان الحكيم ولده عن الخلق الذميم من التكبر ونحوه
في قوله تعالى:
{ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا }
رسم له الخلق الكريم فقال :
{ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ }
فعلى المربي أن يوفر البدائل المقبولة في مقابل المنهيات المستهجنة،
ومنفضل الله تعالى أن في ديننا متسع، فالأصل في الأمور هو الإباحة
إلا ما ورد دليل بمنعه.
- تنشئة الطفل على الإيجابية :
وذلك من خلال تعويد الطفل في سن مبكرة على الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، وهو الشعيرة من أهم مميزات الأمة الإسلامية
على مستوى الفرد والجماعة، قال تعالى:
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }
[آل عمران: 110]،
فالمسلم إيجابي فعَّال يغير الواقع من حوله للأفضل،
من خلال كونه هو في نفسه قدوة حسنة ونموذج يحتذى،
ثم من خلال تفاعله الإيجابي مع الأخطاء والمنكرات التي يقابلها
في المجتمع من حوله.ولا يخفى ما في التربية على هذه الشعيرة
من بناء الشخصية القوية القادرة على البيان والإفصاح عما تريد،
القادرة على مواجهة الأحداث بعيدًا عن السلبية والضعف.
ولأن هذه الشعيرة مقترنة بالابتلاء؛ قرنها لقمان الحكيم بالوصية بالصبر
{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ }
[ النحل: 127 ]
مما يشير على التمهيد للأبناء وتربيتهم على تحمل المشاق والمشاكل
والمصائب والصبر على النوائب،
وعلى كل ما يصيب الإنسان بسبب الالتزام بدينه.
- شدة العناية بغرس القيم والأخلاق الاجتماعية:
والتي يحتاج إليها الأبناء في التعامل مع الناس وبالأخص قيم السلوك،
وفن التعامل مع الناس من التواضع وعدم التكبر،
والتوسط في الأصوات والمشي، إضافة على البدء بالوالدين
وفيه إشارة إلى ترتيب الناس في الإحسان إليهم،
وأن الأم ثم الأب يتصدرون القائمة في هذا الترتيب،
وتعليل ذلك بأنهم الأكثر إحسانًا على المرء، ورغم ذلك لا يطاوعهم الأبناء
إذا أمروهم بما يغضب اله عز وجل.
وأخيرًا عزيزي المربي:
إن هذه الآيات المباركة توقظ ضمائر الأبناء والآباء معًا،
وتعطي عملية التربية ذلك التفاعل اليقظ الواعي، فالتربية أمانة مفروضة
على الوالدين، شديدة الارتباط بالإيمان، قائمة على غرس العقيدة،
وأصول الضبط السلوكي الذي تنبني عليه الشخصية المسلمة الصالحة.
----------
للفايدة