المتكلمـــــون فـي المهــد
إن الخالق سبحانه الذي لا تدركه أبصارنا ، لم يتركنا هكذا في بيداء الحياة، بل أظهر لنا آياته التي تدل على كمال قدرته ، وأنه هو الإله الحق الذي يستحق العبادة وحده ، جل في علاه وعظم في عالي سماه.
وقد عدد لنا سبل قدرته ، وطرق الوصول إليها ، فمن قدرته وعجائب خلقه ما نشاهده في الصباح والمساء ، ومنها ما نشاهده في العام مرة ، ومنها ما نشاهده في العمر مرة.
قال تعالى: ( قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ) (يونس: 101).
ومنها أمور غيبية لم نشاهدها ، أخبرنا عنها ربنا في كتاب عظيم ، نقرؤه ونرتّله في صلاتنا وقيامنا وبيوتنا ومساجدنا ، وأخبرنا عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم بوحي من الله تعالى .
قال سبحانه: ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) (النجم: 3،4).
ولماذا الحديث عن قدرة الله تعالى؟
لأن الله خلق الخلق ليتعرفوا عليه وعلى قدرته ، ويعبدوه ، ومن خلال النظر والتعرف على قدرة الله يزداد المؤمن إيمانا.
ومن ناحية أخرى هناك العديد من الأمور الغيبية في قدرته والتي أخبرنا بها ، ليختبرنا الله هل نحن من عباده الذين يؤمنون بالغيب؟ أم من الذين لا يصدقون إلا الأمور المشاهدة ؟
ومن الأمور العجيبة الخارقة لمألوف الناس ، والتي أخبرنا الله سبحانه عنها ، كما أخبرنا عنها رسوله الكريم ولم نشاهدها في هذا العصر: أن يتكلم الأطفال في المهد.
--------------
للفايدة