عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2013, 07:41 AM   #2954
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ)
إذا انتهيت من أعمالك الدنيوية وأشغالك الشخصية، فانصب لنا بالعبادة وتوجه لنا بالطاعة، واكثر من ذكرنا ودعائنا.
إذا فرغت من الناس وقضاياهم وأسئلتهم فقم في محراب عظمتنا، وانطرح علي بابنا، واقرب منا، ومرغ جبينك لنا، لتلقي الفوز والفلاح والأمن والنجاة.
إذا فرغت من الأهل والولد والقريب والصاحب فجعل لك وقتاً معنا ، ارفع فيه سؤالك ، اعرض فيه حاجتك، أكثر فيه دعاءك، ادعنا وسبحنا واطلبنا واستغفرنا واشكرنا واذكرنا.
إذا فرغت من الأحكام والقضاء والموعظة والفتيا والتعليم والإرشاد والجهاد والنصيحة فتعال لتزداد من قوتنا قوة، ومن مددنا عوناً، ومن رزقنا زاداً، ومن فتحنا بصيرة وذخيرة.
نحن أولي بك منك، وأحق من غيرنا، ويا له من توجيه له ولأتباعه عليه الصلاة والسلام في صرف الفراغ في العبودية، وملأ هذا الزمن بذكره وشكره جل في علاه ليحصل المقصود من الرضا والسكينة والفرج والعاقبة الحسنة، وصلاح الحال والمال، وعمارة الدنيا والآخرة.

(وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)


إلى ربك وحده فارغب ن ولا ترغب من غيره شيئاً، وإليه وحده فاتجه وعليه فتوكل، وفيه فأمل ، فإن الرغبة والرهبة لا تكون إلا إليه؛ لأنه صاحب الثواب لمن أطاعهن والعقاب لمن عصاه.
والرغائب الجليلة لا يملكها إلا الله، فعنده مفاتح الخزائن، ومقاليد الأمور، فهو أهل ان يدعي وان يسأل وأن يؤمل وأن يقصد جل في علاه:
إليك وإلا لا تشـــد الركـــائب
ومنك وإلا فـــالمؤمل خــــائب
وفيـــك وإلا فــالغرام مــضيع
وعنك وإلا فـــالمحدث كــــاذب
وقد تنزلت هذه الكلمات على رسولنا صلي الله عليه وسلم في فترات عصيبة، وفي لحظات حاسمة عاشها صلي الله عليه وسلم وتجرع غصصها وحسا مرراتها.

(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً)


لقد فتحنا لك يا محمد فتحاً بيناً ظاهراً مباركاً، فتحنا لك القلوب فغرست بها الإيمان، وفتحنا لك الضمائر فبينت فيها الفضيلة، وفتحنا لك الصدور فرفعت فيها الحق، وفتحنا لك البلدان فنشرت بدعوتك القلوب الغلف والعيون العمي، والآذان الصم، واسمعنا رسالتك الثقلينز
فتحنا لك فتدفق العلم النافع من لسانك ،وفاض الهدى المبارك من قلبك، وسح الجود من يمينك.
وفتحنا لك فحزت الغنائم وقسمتها، وجمعت الأرزاق ووزعتها، وحصلت على الأموال وأنفقتها.
وفتحنا لك باب العلم وأنت الأمي الذي ما قرا وما كتب فصار العلماء ينهلون من بحار علمك؛ ) وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً).
وفتحنا لك القلاع والمدن والقرى، فهيمن دينك، وارتفعت رايتك، وانتصرت دعوتك، فأنت مفتوح عليك في كل خير وبر وإحسان ونصر وتوفيق.
وفتحنا لك خيبر فسدت اليهود، وأهنت إخوان الخنازير والقرود، ورفعت لك البنود، وأطاعتك الجنود.
وفتحنا لك مكة، فرفعت بها كلمة الحق، وبنيت بها صرح الهدى، وطهرتها من رجس الأوثان ، ونجاسة الأصنام، وعبث الأزلام.

(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )


(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) فلا تشرك معه في عبوديته أحداً، ولا تدعو من دونه إلهاً ، بل تصرف له عبادتك، وتخلص له طاعتك، وتوحد قصدك له ومسألتك ودعائك. فإذا سألت فاسال الله . وإذا استعنت فأستعن بالله، فلا يستحق العبادة إلا هو، ولا يكشف الضر غيره، ولا يجيب دعوة المضطر سواه.
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) هو أحق من شكر، وأعظم من ذكر، وأراف من ملك، وأجود من أعطي ، وأحلم من قدر، وأقوي من أخذ،وأجل من قصد، وأكرم من ابتغي، فلا إله يدعي سواه، ولا رب يطاع غيره، فالواجب أن يعبد وأن يوحد وأن يخاف وأن يطاع وان يرهب وأن يخشي وأن يحب.
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) المتفرد بالجمال والكمال والجلال خلق الخلق ليعبدوه، وأوجد الإنس والجن ليوحدوه، وأنشأ البرية ليطيعوه، فمن أطاعه فاز برضوانه، ومن أحبه نال قربه، ومن خافه أمن عذاببه، ومن عظمه أكرمه، ومن عصاه أدبه، ومن حاربه خذله،يذكر من ذكره، ويزيد من شكره، ويذل من كفر ، له الحكم وإليه ترجعون.
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )فأخلص له العبادة؛ لأنه لا يقبل الشرك، وفوض غليه الأمر؛ لأنه الكافي القوي ، واسأله فهو الغني،وخف عذابه لأنه شديد، وأحذر أخذه لأنه أليم، ولا تتعدي حدوده لأنه يغار، ولا تحارب أولياءه لأنه ينتقم، واستغفره فهو واسع المغفرة، وأطمع من فضله لأنه كريم، ولذ بجنابه فهناك الأمن،وأدم ذكره لتنل محبته، والزم شكره لتحظي بالمزيد، وعظم شعائره لتفوز بولايته. وحارب أعداءه ليخلصك بنصره.

(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك)


هذه أعظم قضية في العالم، واكبر مسألة في الدنيا، وهي مسألة أن تعلم وتقر وتعترف أنه لا إله إلا الله فلا تعبد غيره، ولا توحد سواه.
إن الخلق خلقوا ليعلموا أن لا إله إلا الله، وأن الكتب نزلت لتثبت لا إله إلا الله ،وإن الرسل بعثت لتدعو إلي لا إله إلا الله، فقبل أن تعلم اعلم أنه لا إله الله، وقبل أن تدعو حقق لا إله إلا الله، وقبل أن تأمر وتنهي صحح لا إله إلا الله.
إن بداية الطريق لمن أراد الحياة الطيبة والعيش السعيد والخاتمة الحسنة والخلود في الجنة لهي هذه الكلمة الرائدة الخالدة بكل ما تحتويه من معني أراده الله عز وجل يوم فرض على العباد تحقيقها. ولابد لهذه الكلمة من اعتقاد جازم لا يخالطه شك، وحب صادق لا يكدره سخط، وصدق في قولها لا يمازجه كذب، وعمل بمقتضاها لا يناقضه مخالفة، ودعوة إليها لا يصاحبها فتور، وسلامة من كل ما يضادها أو يعارضها من شرك أو رياء أو بدعة ليكون قائلها أسعد الناس بها في الدنيا والآخرة.
لقد نزلت هذه الآية على الرسول النبي صلي الله عليه وعلي آله وسلم وهو أول داعية ليكون القدوة للناس، والأسود للبشر في معرفة سر هذه الرسالة الخاتمة، ومعرفة مقصدها ومرادها.
إن موجزها تعريف الناس بكلمة لا إله إلا الله، وكل قول وعمل واعتقاد في الدين فإنه من هذه الكلمة انبثق، وإن هذه العبارة شعار فهي أصول الأصول، وبوابة الديانة، وطريق الفلاح، ولأن الله صاحب الكمال والجلال والجمال والعظمة فحقنا أن نوحده بلا إله إلا الله، ولأننا أهل الذنب والخطيئة والعيب والتقصير فعلينا بالاستغفار ؛ ولهذا قال بعدها: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك)، إن الله هو الخالق الرزاق وهو حقيق بالألوهية والربوبية، وإن العبد مخلوق مرزوق مطعوم محتاج، فحقه أن يستغفره فقط من سيئاته وخطاياه.
إن بين لا إله إلا الله واستغفر صلة، كما بين الرب القوي الغني الماجد الواحد الجواد، وبين العبد الضعيف الفقير المحتاج الفاني ، كل فضل وكل نعمة وكل عطية فمن الله، فواجب علينا أن نقر له بلا إله إلا الله، وكل خلل وزلل وعلل فمنا فحق علينا قول: استغفر الله.
إن العبد بين نعمة وذنب؛ ولهذا جاء في الحديث: (( وأبوء بنعمتك على وابوء بذنبي)). فالنعمة من الله الذي لا إله إلا هو. والذنب من العبد منجاته في التوحيد والاستغفار.
إن التوحيد حق الله لا ينازعه أحد فيه؛ لأنه واحد في ربوبيته واسمائه وصفاته وأفعاله، والاستغفار نجاة للعبد الذي غر شيطانه وخدعته نفسه وغلبه هواه واشغلته دنياه فوقع في المعصية.
والآن لك أن تعرف سر الاقتران اللطيف بين التوحيد والاستغفار ، وهذا وارد في عدة مواطن في القرآن مثل: ) فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ) ومثل: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ، وعند أبي يعلي في الحديث : (( أن الشيطان يقول: أهلكت العباد بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار.

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)


تبدأ قصة النبوة بكلمة أقرأ يوم نزلت على رسولنا صلي الله عليه وسلم في الغار، ومن بداية اقرأ بدأنا، بدأ تاريخنا ومجدنا وحياتنا، ومن تاريخ نزول اقرأ بدأت مسيرتنا المقدسة، وتغير بها وجه الأرض، وصفحة الأيام ، ومعالم الدنيا فتلك اللحظة هي أسعد لحظة في حياتنا نحن المسلمين، وهي اللحظة الفاصلة بين الظلام والنور، والكفر والإيمان، والجهل والعلم، واختيار اقرأ من بين قاموس الألفاظ وديوان اللغة له سر عجيب ونبأ غريب، فلم يكن مكان اقرأ غيرها من الكلمات لا أكتب ولا ادع ولا تكلم ولا قل ولا اخطب، إنما اقرأ ، ويالها من كلمة جلية جميلة أصيلة.
اقرأ يا محمد قبل أن تدعو، واطلب العلم قبل أن تعمل (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك)
إن اقرأ منهج حياة ورسالة حية لكل حى تطالبه بتحصيل العلم النافع وطلب المعرفة، وأن يطرد الجهل عن نفسه وأمته.
وأين يقرأ ـ بأبي هو وأمي ـ وهو ما تعلم على شيخ ولا رأي كتالاً ولا حمل قلماً؟
يقرأ أولاً باسم ربه كلام ربه، فمصدره الأول الوحي يتلوه غضاً طرياً، ويقرأ في كتاب الكون المفتوح ليري أسطر الحكمة تخطها أقلام القدرة ، فيقرأ ي الشمس الساطع، والنجوم الامعة، والجدول والغدير والتل الرابية ، والحديقة والصحراء، والأرض والسماء:
وكتـــــابي الفضــاء أقرأ فيه
صوراً ما قرأتها في كتـــاب
وكلمة اقرأ تلك تدل على فضل العلم وعلو مكانته، وأنه أول منازل الشرف والرفعة، وطريق السيادة والمجد، وبوابة السعادة والنجاح.
وكل سعادة وفلاح فسببها العلم؛ فرسالته صلي الله عليه وسلم علمية عملية؛ لأنه بعث بالعم النافع والعمل الصالح: (( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث)).
فاليهود عندهم علم بلا عمل، فغضب عليهم، والنصارى لديهم عمل بلا علم، فضلوا، فأمرنا بالاستعاذة من سبيل الطائفتين: ) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ).
وكلمة اقرأ رسالة موحية لها دلالات وأبعاد واسرار، فهي إبقاء للهمة لتطلب الهدي من مظانه، وتغوص في فهم الحياة، وتبحث عن الحقيقة ، وتكتشف أسرار الكون، وتطالع الآيات البينات في الإنسان والحيوان والجماد، وتسافر مع البحث العميق والدراسة المتأنية والعمق المعرفي الذي يكشف عظمة الخالق وقدرة البارى وحكمة الصانع جل في علاه.
-------------
يتبــــــــــــــع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس