عرض مشاركة واحدة
قديم 22-06-2013, 02:42 PM   #2995
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أفعال ربنا لا تصدر عن عبث بل عن كمال حكمة وتمام علم .
كان محتواها شرحا لأبيات الشاطبي في القراءات لأحد دكاترة الجامعة !!
ومن تدبير الله اللطيف أن نصيبها من أوائل الألبوم.. إذ لو كان من وسطه لربما ما فهمت!
فرغت الشريط الأول..ثم الثاني وهكذا.. لما انتهت شعرت أن الذي كتبته كان غير واضح وبلا ترتيب نظرا لأنها كانت تكتب سريعا مع الشيخ مباشرة..
فقررت أن تعيد كتابة الدفتر بترتيب وتنسيق ..
وهكذا ثبتت الأبيات الأولى وفهمتها وعرفت سر تلك التلاوة التي اشمأزت من سماعها !!
بل فوق ذلك أعجبها هذا العلم وتاقت نفسها ولشدة توقها سمحت لها أن تتخيل أنها تعلمته...وثمة ضحكة ساخرة بأعماقها فأنى لها ولم تحصل على شهادتها وهي أعرف بنفسها وظروفها...لكن لامانع من بعض الأماني..
ولم تدري أن الله المولى الحكيم يدبر أمرها!!
خلال هذه الأعوام..كانت نظرة الناس حولها نظرة إشفاق..
فهي بعينهم تعيش حياة قاسية وقد حرمت من أمور عدة ، إضافة إلى ظروف معينة..
في الحقيقة هم المساكين حين ينظرون للأمر من هذه الزوايا الضيقة ولنا رب كريم يدبرنا بل ويلطف سبحانه ولعل من لطفه أنها لم تكترث أو بالأصح لم تقتنع بمايقولون..
فهي ترى أنها في نعمة وأنهم يبالغون ولايتصفون بالقناعة!!!
عام 1423..يقدر الله بلطفه قدرا يعيدهم للرياض وسكناها وكأنها مرحلة جديدة من حياتها..لاتخلو من ألطاف يسوقها اللطيف سوقا
عادت للرياض ولا تخطيط ثم..
بدأت تفكر بشهادتها الثانوية ، أخبرت أهلها لم يتفاعلوا بقوة..
وهي لم تصر فلازالت ترى أن الجامعة حلما مستحيلا وخاصة أنه قد مضى على تخرجها من الثانوية 7 سنوات..ولم يفتح نظام التعليم عن بعد.
{شهد الله أنه لا إله إلا هو} وقد أشهد عباده على وحدانيته ..
لكن أين البصير الذي يفقه أفعال الله ويتأمل في الأقدار التي تجري عليه..
ألا ترى أنك تحدث نفسك بأمنية فتفاجأ بتحققها وأنت لم تطلبها ؟
فكيف لو طلبتها ؟
من علمها ؟
من دبرها ؟
من ساقها إليك ؟
تمنت قبل سنين عدة أن تدرس في مكان ما ثم نسيت أمنيتها تلك {وماكان ربك نسيا} وبمجرد عودتها للرياض يساق لها المكان ولم تذهب إليه لتذكر تلك الأمنية -أشهد أن لا إله إلا الله-!
عملت معلمة بإحدى دور التحفيظ مساء..أما صباحا فكانت طالبة في دار.. مر يوما أمامها إعلان لمعهد معلمات القرآن ..تاقت نفسها للدراسة في هذا المكان واتفقت مع مجموعة من الأخوات وذهبوا عددهم قرابة العشر.. لم يقبل منهن سواها!! بالرغم من أن ملفها يخلو من شهادة الثانوية وهذا خارق لشروط القبول في المعاهد !!
لكن الله إذا قدر رزقا لعبده ذلل له كل الصعاب ..
بدأت الدراسة في المعهد ومضت الأسابيع الأولى .. وخلالها انتقلت طالبة سأرمز لها بـ (م) من فرع الشمال إلى فرع الربوة وانضمت لفصلها..لم يكن هذا الأمر ذي بال ولا يعدو كونه انتقال طالبة لا تعرفها وهي أصلا لا تعرف من بالفصل فالأمر سيان بالنسبة لها- لكن راقها اسم صاحبتها الجديدة !
وفي الحقيقة هو لطف الله بها وسيظهر لكم ذلك!
حقبة من الزمن تلك التي عاشتها في المعهد جميلة مفعمة بالفائدة يزيدها رونقا الأخوة التي كانت تربطهم..
بعد عام جاءها خبر من الإدارة أنها لن تنال سجلها الأكاديمي حتى تحضر شهادة الثانوية التي بها درجاتها..
صمتت على مضض ولاشيء بيديها..
وكل الطرق للوصول إلى شهادتها مغلقة إلا طريق الكريم فبابه مفتوح .
رُشحت بعدها لتكون ممن يحصل على الإجازة..يالله إنه الحلم الذي لم تسترسل فيه حين فرغت أشرطة القراءات..هاهو يتحقق دون أن تطلبه ولم تسع إليه ولكنه تدبير اللطيف المولى!
ومضى العام الذي يليه وتخرجوا من المعهد ولم تسلم الدفعة كلها سجلها الأكاديمي وتأجل حفلهم وبقيت روعة الذكرى وتواصل متباعد بينهم فكل انشغل بحياته .
وواصلت مسيرتها طالبة الصباح، معلمة المساء، ولم تخل هذه السنوات من تدابير لطيفة تساق إليها..
بعد خمسة أعوام تقدمت للدراسة في معهد شرعي آخر لكن زادت رغبتها في إحضار شهادتها وبدأت بتكثيف الدعوات،وبدأت رحلة المحاولات..التي لم تخل من أمور لم تجدلها تفسيرا سوى لله حكمة خفيت على عقلها!
قبلت في المعهد .. وللمرة الثانية أمر الله وحكمته فوق شروط المعاهد التي تتطلب شهادة في ملف المتقدمة !
بدأت الدراسة وبنهاية العام الأول تبلغها الإدارة أنها لن تتسلم شهادة المستوى ولن تراها إلا بإحضار شهادة الثانوية!!
بدأت محاولاتها الجادة للحصول على شهادتها .. اتصلت على إحدى الأخوات وسألتها إن كانت تعرف أحدا يسكن في تلك المحافظة التي درست فيها الثانوية ليحضر لها شهادتها
قالت لها : نعم أختاي (الكبرى والصغرى) يسكنون هناك و أختي الكبرى قريبة من المقر سأكلمها..
وتراخت عن المتابعة الأمر وكان أن لم تهتم القريبة من المكان بالموضوع ولعلها لم تحاول...العجيب أن زوج الأخت الصغرى لاحظ عدم اكتراثها بالأمر فأخبر زوجته انه مستعد لانجاز المهمة!!
سبحان الله لقد كانت تعلق آمالها على الكبرى فسيق إليها زوج الصغرى
وذهبت مع زوجها من الصباح الباكر وأخذوا يبحثون عن المكان وطال البحث حتى التقوا برجل...لا أدري أين التقوا به عند الإشارة ؟
أو اصطدموا به ؟
أو استوقفوه ليسألوه ؟
كل الذي أدريه أن الله ساقه إليهم سوقا فأخبرهم أنه يبحث عن ذات المكان الذي يبحثون عنه وقال لهم اتبعوني !!
وجدوا المكان بفضل الله وصعدت تلك الأخت الفاضلة للأعلى وقابلت المسؤولة وطلبت الشهادة وحين اقتربت من يدها تلك الورقة سألتها الموظفة المسؤولة عن شيء في الشهادة
وأخطأت الأخت في الإجابة فترددت المسؤولة في تسليمها الشهادة خاصة أنها ليست هي صاحبتها إنما هي نائبة عنها وخشيت من المسائلة.
حينها اتصلت على صاحبتنا لتتأكد منها وريثما تقنع صاحبتنا المسؤولة أن هذه الأخت من طرفها وترجوها تسليم الشهادة..كان زوج الأخت الصغرى قد مل الانتظار وطلب منها الخروج فورا على أن تعود مرة ثانية خاصة أنهم قد عرفوا المكان!!
((وهذا من لطف الله بها))
كم مرة يقترب الفرج فنظن أننا مدركوه لا محالة ثم يبعده الله عنا لأننا لازلنا بحاجة لتمحيص، أو لم ننجح بعد في هذا الابتلاء ، أو لازالت قلوبنا معلقة بالبشر في تفريج هذا الكرب ، ولم تتطهر تطهرا كاملا من التعلق بالأسباب ولم يتجرد القلب لمسبب الأسباب سبحانه ، أو ربما تأخر الفرج ليستخرج الله منا عبوديته أو ليعرفنا على كمال فضله وبره أو لأي حكمة يعلمها الحكيم الخبير
مرت الأيام وحملت الأخت الصغرى وتثاقلت عن الذهاب لإحضار الشهادة ..
أخذت صاحبة الشهادة تبحث عن شخص آخر ، ولولا أنها تحضر دروس شرح أسماء الله و توقن أن الله حكيم وما تأخرت شهادتها رغم هذا لاقتراب الشديد إلا أن الخيرة لها ألا تصلها الآن لولا ذلك لربما فقدت عقلها.
---------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس