[سعيد بن عبدالله الزهراني]

هلا وغلا بكاتبتنا الرائعة دوما صاحبة الإحساس المرهف ( الوفاء )
موضوع مميز كعادتك يالوفاء .
الجسد بلا روح ليس له قيمة بل أنه يفقد كل مستلزمات الحياة وسريانها وبدون الروح يفسد الجسد ويفسد محتواه من عقل وسلاطة لسان وما إلى آخره ,, وحينما يتحد وتسكن الروح داخل ذلك الجسد فإنه يخاطب تلك الروح ويبوح لها بالأسرار وتلك الحكايات التي لا يفك رموزها سوى الأثنين معا ولا غيرهما ,,, وإذا ما غاب أحدهما عن مسرح الأحداث والحياة فإن أول من يموت ( الجسد ) أما الروح فستبقى عند بارئها شقية كانت أو سعيدة ,, فتارة تنزل لتلقي النظرة الأخيرة لذلك الجثمان الذي على آلة الحدباء يحمل على أكتاف محبيه وغيرهم أناس لا نعلمهم يعلمهم الله وهي التي تتحمل تبعات ما أقترفته أعضاء ذلك الجسد والعذاب للروح وليس للجسد .
ما أجمل محاورة الروح على إنفراد ليستعرض كلا من الجسد والروح مجريات الأحداث وتلك المتغيرات التي تجرفنا معها ونحن كنا نستمتع بذلك الحديث مع من أوجد الحياة بذلك الجسد وهنا تكتمل فصول وسيناريوهات مستقبل قد يكون أكثر تفاؤلا لدى البعض وأكثر تشاؤما من البعض الآخر وكلاهما يقرر ذلك الجسد والروح دون أن يكون بينهما خلاف على اولوية من أتخذ القرار أولا فهما يعرفان إلى أي مدي يمكن أن ينشأان في هذا الكوكب المليء بالتناقضات .
موضوعك هذا يذكرني بايام زمان كان يروون الشيبان أن بعض ( الحنشان وهي مسلمة ) لكنها على هيئة زواحف من الثعابين في الليل يرا البعض نور في فمها ويسمونه ( الجوهرة ) إذا نزل ذلك الثعبان البير ليشرب فأنه يترك نلك الجوهرة تتلألأ خارج البير فمن يسبق ويغطي عليها فهو الربحان بحيث إذا وضعها على نقود أو أي شيء مهما أخذتي منه لا ينقص بإذن الله وإذا طلع الثعبان من الماء ولم يجدها فإنه يبدأ في الصراع مع نفسه ويقطع نفسه إربا إربا حتى يموت لأن تلك الجوهرة هي من مصدر رؤيته وفي ظل عدم وجودها فإنه يدمر نفسه بنفسه والله المستعان وله في خلقه شؤون .
دمتي في حفظ الله أختي ( الوفاء ) من مدينة الوفاء وكل عام وأنتي بخير .