حـــــرك قلبـــــك لعلــــه يهتـــــز ..
هذه مناجاة قوية ...
أحسبها هكذا ..!!!
شحنة التأثير فيها واضحة ..
ووقعها على القلب ملحوظ ...
وأحسب أن المتأمل فيه سيبكي تأثراً بمعانيها ..
ومن لم يبكي ... !!
أو لم تترقرق عيناه ...!!
فعليه مراجعة العبادات الروحية في أسرع وقت ..
وأروع تلك العبادات وأسرعها فاعلية ..
قيام الليل ...
الأستغفار بالأسحار ..
مناجاة الغفار ...
أدعك تعيش الآن معي لحظات روحية خالصة ....
المناجاة الأولى .... .
ترآه متغطرساً ...
يمشي كالطاوس ..
يمر يوميا على موظفيه ..
دون أن ترتسم على وجهه أي أبتسامة ..
مع أنها صدقة عنه ..!!
تسير بجواره العديد من الأجساد دون
أدنى ألتفافة منه ..
أو حتى أي سلام ..؟؟!!
لم كل هذا..؟؟!!
الجواب مجهول ..!!
إلا لديه ..!!
هنا يعلو صوت بداخلي مردداً ...
يا رب ... يا رب ...
يا واهب الكرم حتى للمتكبرين ...
يا واسع الحلم حتى على المتكبرين ..
يا عظيم الرحمة .. حتى للمعاندين ..
أرحمهم ...
وأفتح بصيرتهم قبل قلوبهم ..
المناجاة الثانية ....
ما أكثر الذنوب التي نرتكب في اليوم والليلة ..
بعضها صغائر ...
لا تلبث أن تتحول إلي كبائر ...
نستصغرها ...
مع أن النار من مستصغر الشرر ..!!
تثقلنا تلك الذنوب ..
وتقظ مضاجعنا ..
تبكينا ..
نتوب منها مراراً وتكراراً ..
ولكنها لا تلبث أن تزاول من قبل نفوسنا الضعيفة مرة أخرى ..!!
هنا يجلجل صوت في أعماقي ...
يا رب ...
اللهم إن كان صغر في جنب طاعتك عملي ...
فقد كبر في جنب رجائك أملي ...
كيف أنقلب من عندك محروما ً..
وظني بوجودك أن تقبلني مرحوماً .. .
المناجاة الثالثة ....
.
أصبح الموت خبر يمر على الكثير منا دون أن
يحرك في الوجدان أدنى ساكن ..؟؟!!
لحظات معدودة تفصلنا عن الحقيقة التي تكرهها النفس ...!!
أجزاء من الثانية نحزن فيها .. نتأمل .. ....!!
ولكن سرعان ما تشغلنا الدنيا ببهارجها .. مفاتنها ..
ترآهم أحياناً في واجبات العزاء ..
يتحدوثون عن أمور الدنيا ..!!
عن اسعار الأسهم .. !!
عن هواتفهم .. أعمالهم ..!!
الأبتسامات قد تظهر على بعض الوجوه ..!!
مع أن الموقف أكبر من كل ذااك ..!!
إلا أن القسوة قد غلفت القلوب والعياذ بالله ..!!
هنا يبكي صوت بداخلي قائلاً ..
أمحقتني ذنوبي ...
وأنقطعت مقالتي ..
فلا حجة لي ولا عذر لدي ..
فأنا المعترف بإساءتي ...
والأسير بذنبي ..
والمرتهن بعملي ..
فأرحمني برحمتك يا من وسعت رحمتك كل شئ ...
وتجاوز عني عند الفزع الأكبر ...
فأنت الحليم الغفار للذنوب ..
همسة روحية أخيرة
..ألهي .. ومولاي ..
أن أوحشتني الخطايا من محاسن لطفك ..
فقد آنسني اليقين بمكارم عطفك ..
وإن أماتتني الغفلة عن الأستعداد للقائك
فقد أنتهت المعرفة بكريم هباتك ...
------------
للفايدة