كيف نطلب ليلة القدر؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن طلب ليلة القدر إنما يكون بالجد والاجتهاد في العبادة، فكما مر بنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما كان يجتهد في هذه العشر التماسا لليلة القدر، والعِبَادَةُ في لَيلَةِ القَدْرِ ثوابُها جَزِيلٌ، ومن أهم العبادات التي يمكن للمسلم أن يطلب بها هذه الليلة العظيمة:
قيام الليل: ففي الصَّحيحينِ: )مَنْ قَامَ لَيلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتسابًا غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ مِنْ ذَنْبهِ(، وقد سبق الحديث عن قيام الليل وعن إحياء النبي -صلى الله عليه وسلم- لليل العشر الأواخر.
يا رجال الليل جدوا
رب صوت لا يرد
لا يقوم الليل إلا
من له عزم وجد
وذكر السيوطي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: )من صلى العشاء الأخيرة في جماعة في رمضان أصاب ليلة القدر(.
وقال سعيد بن المسيب: «من شهد العشاء ليلة القدر في جماعة، فقد أخذ بحظه منها».
الدعاء: والدُّعَاءُ في هذِهِ الليلةِ مَظِنَّةُ الإجَابَةِ، فهيَ ليلَةٌ يُسمَعُ فيهَا النِّداءُ وَيُستجَابُ فيهَا الدُّعاءُ، سألت عَائشةُ -رضي الله عنها-: )يَا رَسُولَ اللهِ: أرأيتَ إنْ وافَقتُ لَيلةَ القَدْرِ، مَا أقُولُ فيهَا؟ قالَ: قُولِي: اللهمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعفُ عَنِّي(.
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.