متى ليلة القدر؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فأرجح الأقوال أنها في الوتر من العشر الأواخر، وأنها تنتقل، وأرجى أوتار العشر عند الجمهور ليلة سبع وعشرين. وكان أبي بن كعب يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين.
وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على طلب ليلة القدر دون تحديد أكيد لها من بين الليالي، فقال -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: )التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى وفي سابعة تبقى وفي خامسة تبقى(، وأخبرهم أيضًا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: )إن أناسا منكم أروا ليلة القدر في السبع الأول وإن أناسا أروها في السبع الأواخر التمسوها في السبع الأواخر(.
ولما رأى بعض أصحابه رؤية أنها في السبع الأواخر من رمضان قال لهم -صلى الله عليه وسلم-: )أرى رُؤْيَاكُمْ قد تواطأتْ في السبعِ الأواخرِ فمن كان مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السبعِ الأواخرِ(.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: )إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين من صبيحتها(.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: )التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى وفي سابعة تبقى وفي خامسة تبقى (.
غير أن القول بتنقلها بين ليالي أوتار العشر قول قوي ظاهر جمعا بين الأخبار وذلك لأدلة منها:
• في السنة التي رأى فيها أبو سعيد -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسجد في الماء والطين كانت ليلة إحدى وعشرين.
• وفي السنة التي رآه فيها ابن أنيس -رضي الله عنه- كانت ليلة ثلاث وعشرين.
• وفي السنة التي رأى فيها أبي بن كعب علاماتها من ليلة سبع كانت في تلك الليلة، وهكذا.
والواجب على الإنسان أن يجتهد في العشر كلها، فإن من أهل العلم من أحصى ليالي الوتر باعتبار نهاية الشهر، أي لليلة بقيت، أو ثلاث ليال بقين، أو خمس ليال بقين، وهكذا.
وقد جاء في الحديث: لتاسعة تبقى، لخامسة تبقى، لثالثة تبقى، وعليه فلو كان الشهر ثلاثين يوما فإن الليلة التي هي لسابعة تبقى ليلة أربع وعشرين، والتي هي لتاسعة تبقى ليلة اثنين وعشرين وهكذا.
وقد حكي عن مالك -رحمه الله- أن جميع ليالي العشر تطلب فيها ليلة القدر على السواء، لا يترجح منها ليلة على أخرى.
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
-----------
للفايدة