تعاون الزوجين على قيام الليل
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فَفي الصَّحِيحَينِ أنَّها -رضي الله عنها- قالتْ: )كَانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذَا دخلَتِ العَشْرُ شَدَّ مِئزَرَهُ، وَأحيَا لَيلَهُ، وأيقَظَ أهلَهُ (.
وقولها -رضي الله عنها-: )وأيقظ أهله( يدل على أن النبي كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيرها من الليالي.
وقد أخرج الطبراني من حديث عليّ -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: )كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الأَخِيرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكُلَّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ يُطِيقُ الصَّلاةَ(.
وكَانَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ يُصلِّي مِنَ الليلِ مَا شاءَ اللهُ أن يُصَلِّي، حتَّى إذَا كانَ نِصفُ اللَّيلِ، أيقظَ أهلَهُ للصَّلاةِ، وقرأ: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ [طه:132].
وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يطرق فاطمة وعليا ليلا فيقول لهما: )ألا تقومان فتصليان(.
وكان -صلى الله عليه وسلم- يتجه إلى حجرات نسائه آمرا: )أيقظوا صواحب الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة(.
وقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الإيقاظ والتعاون بين الأهل على قيام الليل سببا في الفوز برحمته -سبحانه وتعالى- فقال -صلى الله عليه وسلم-: )رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء(.
كما رصد لهم أجر الذاكرين الله كثيرا والذاكرات كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: )إذا اسْتَيْقَظَ الرجل من الليل وأَيْقَظَ أَهْلَهُ فقاما فَصَلَّيَا ركعتين كُتِبَا من الذَّاكِرِينَ الله كثيرا وَالذَّاكِرَاتِ(.
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
----------
للفايدة