قصة سنين ضياعي ومعرفتي لله
أنا فتاة مرت بالكثير من الظروف الصعبة فقد تربيت في منزل ينقصه العطف والحنان وكان الأسلوب الذي يعاملونني به هو الضرب والشتم القاسي وذلك لأتفه الأسباب بالإضافة إلى نعتهم لي بشتى الألقاب الجارحة ليس لسبب واحد هو أنني فتاة ويجب أن أربى على الذل لكن أكون في المستقبل حيوانا يطيع كل شيء
مرت سنين الصغر وانا أعاني من هذه المعاملة
أمضيت طفولتي البريئة في البكاء وإفتقادي للكثير وأنا أرى أبناء جيلي يتمتعون بكل حقوقهم وأهلهم يلبون لهم كل طلباتهم أما انا فقد كنت كالغصن مقطوع من شجرة ورمي به ليلتقطني أهلي ويعاملونني كل تلك المعاملة القاسية في ظل تلك المعاناة كان جل قلبي مملوء حقد في أهلي الذي أساءوا إلي فلم أكن ادري المفيد من السيء لي كان أبي شديد الانشغال بعمله وكانت أمي مريضة مرضا نفسيا فلم تحسن تربيتنا وكانت لا تهتم بنا فقد كانت كثيرة التفكير وسريعة الغضب والصراخ بالإضافة إلى سيطرة الوساوس عليها والذي زاد الطين بلة هو أبي الذي كان يحرمها من احترامه ويعاملها كالحيوان فلا يعطيها حقها من الاحترام والحنان كما يفعل كل رجل مسلم لذلك كان ذلك يزيدها قهرا وزاد من حالتها المرضية فصارت شديدة الاكتئاب لا تهتم بنا ولا تراعي مشاعرنا وجل ما تفعله هو الصراخ في وجهنا وتأنيبنا.
وكانت السنين تمر علي وأنا أرى حياتي سيئة واعيش وسط جو خالي من الحنان والاهتمام،
فكان وقوعي في ايدي بعض الذئاب التي رأت عدم إهتمام أهلي ورأت ضعفي وإكتئابي
فتم إستغلالي في تلبية تلك الغرائز الحيوانية التي لا تعرف رحمة ولا شفقة وكل الذي يهمها هو إشباع تلك الرغبة الحيوانية. فتعرضت لمرات كثير تفوق الثلاثين مرة للتحرش الجنسي
وفي مرات قليلة تمت ممارسة الجنس علي وانا كنت لا أرى في ذلك عيبا كنت حتى لا أدرك ماكان يجري لي فتقبلت كل شيء ببرودة أعصاب ،
فقد كانت لا تأتيني أي نزوة او أي شعور عند تلك التحرشات وكنت أكتفي بالصمت. لكن مع الوقت عرفت ما مدى خطورة الامور التي كانت تحدث لي فزاد كرهي وإحتقاري لنفسي وحياتي وصرت أحس بالقذارة واذل نفسي وعشت أياما صعبة جدا كلها حزن وبكاء وشعور بالاحباط والحزن و الندم. ومازاد معاناتي هو أنه في إحدى المرات بينما كنت في دكان اين حارتنا الذي اعتاد على التحرش بي وملامستي أراني فيلما جنسيا عن ممارسة الجنس والعادة السرية فكنت أشاهد تلك الأفلام معه وانا غير مدركة بالخطورة التي تحدق بي وتوالت الايام، وكنت شديدة الذكاء والفطانة فكنت أعرف كيف أستخرج القنوات التلفزيونية وحدفها دون أن ينتبه أحد لي
فكنت أستخرج القنوات الجنسية وأشاهد وأقلد وأقلد فصرت محترفة في ممارسة العادة السرية وأتلذذ لها كل ليلة منسية بذلك حالي كل المعاناة .
وكل ذلك في ظل الاهمال الذي كنت أعيش فيه. ومرت الايام وانا أعيش مع تلك العادة وكنت شديدة الانطواء والغموض والانفراد، فلم أكن إجتماعية وكنت حادة الطباع وشديدة الغضب وقليلة الكلام ، وأحب دائما العيش في عالمي وحدي وذلك لتولد فكرة لدي بأني وحيدة ولا أقوى على شيء إلا وأنا وحدي. وفور وصولي للمراهقة، بدا يتلكني الفضول الذي يشغل كل فتاة عن جسمها قرأت الكثير والكثير لأعرف أن العادة السرية محرمة، وقرأت عن آثارها على النفس والجسد فأقتنعت بضرورة الإبتعاد عنها لكسب رضا الله.
فحصل أنه كلما أبتعد عنها اعود إليها بسرعة
لكني جاهدت نفسي حتى إستطعت الابتعاد ومع كل مرة تراودني تلك الأحاسيس خاصة إذا شاهدت أفلاما أجنبية فيها مشاهد لا أخلاقية. ومع الوقت صرت أقوى وأقوى وتغلبت على تلك الأحاسيس واستطعت على الأقل بشكل صغير الخروج من تلك النفسية التي حصرت نفسي فيها ، تغيرت قليلا لقد صرت إجتماعية أستطيع كسب الأصدقاء وأستطيع أن أظهر على الأقل بوجه عادي وأرمي الماضي من ورائي..
ورغم تلك الظروف القاسية التي مررت بيها ،كنت فتاة ذات اخلاق وحياء كبيرين وكل الناس تعطيني إحتراما كبيرا وهذا ما ساعدني اكثر على التطوير اكثر في شخصيتي ونسيان الماضي الأليم والجارح .. وبوصولي للمرحلة الثانوية تعرفت على كثير من الفتيات وكانت من بين اللواتي تعرفت عليهن فتاة تحب كثيرا الدردشة على الأنترنت ورأيت إرتباطها بعلاقة عاطفية بشاب بالانترنت وتعرفها على الكثير من الشبان الذين استحوذو على تفكيرها ،وانا ايضا تعرفت على الكثير من الشباب قبل الالتقاء بها لكن كل علاقاتي بهم محترمة ولم أتجاوز ولا مرة الحدود في الحديث معهم.
ومن كثرة تعرفي على الشباب صرت أميز أنواعهم
وفي يوم من الأيام تعرفت على شاب ظهر في كلامه ما لم أجده في الكثير كان كلامه عاديا كان يبلغ ال27 ومتخرج جامعي ومتحصل على شهادة ماجيستير وكان ذو ثقافة واسعة بشكل كبير وله ثقافة دينية إسلامية كبيرة فتعلقت به بعض الشيء لأجد بعد ذلك أنه هو الآخر تعلق بي لدرجة كبيرة ليصارحني أنه أعجب بي ويريد الإرتباط بي كان في الأول رفضي شديد أولا خوفا من الله تعالى ومن أهلي ، و لبعده عن إقامتي ( 400كم ) بالإضافة إلى كبره علي
لكن حبي له كان شديد حاولت في الأول الإبتعاد عنه لكن لم أستطع
فدامت هذه العلاقة لمدة كادت أن تصل إلى عام .
والله شاهد على ما أقول : من بداية العلاقة صارحته عن كل شيء أعانيه بين هاته الحيطان فكان الوحيد الذي يستمع إلي ويفهم معاناتي فشراكني كل أـحزاني وافراحي وتطورت بيننا صداقة كبيرة جدا وجعلني إنسانة سعيدة بمعنى الكلمة واستطاع منحي قوة كبيرة جعلتني أكثر قوة وأكثر تدينا وتثقفا .
بعد تعرفي على هذا الشاب تغيرت حياتي وأخذت منحا أخرى فتغيرت إلى الأحسن وتغير في الكثير والكل لاحظ زوال القساوة من قلبي وحبي لمساعدة الآخرين والكثير من الأشياء ... بالإضافة إلى التفوق الدراسي الكبير وميلي أكثر إلى قراءة الكتب ومحافظتي على الصلوات وإبتعادني عن الدناءة وصوني لنفسي
لكن كنت شديدة الخوف من الله وكل صلاة أصليها أسيل نهار من الدموع بكاءا على الذنب الذي أرتكبه ألا وهو الحديث إلى رجل أجنبي عني
وكل يوم يمر وأنا أزداد معاناة وضميري يأنبني أكثر لاني أخون أولا الله وأعصيه وثانيا أعصي أهلي ... وكل مرة أحاول فيها الإبتعاد أجد هذا الشاب من كلامه أنهيحتاجني أكثر بل ينسى همومه ليسأل عني خاصة إذا طال غيابي وذلك خوفا علي خاصة بعد أن عرف معاناتي مع أهلي . فأسارع للحديث معه طوال ساعات لا تعد ولا تحصى...
المهم تعبت نفسي لم أستطع ان أعيش وأنا أحب غير الله . وهنا تبت لله توب
وأردت الإستقامة بالشكل الصحيح وذلك بقطع هذه العلاقة مع هذا الشاب وإكمال السير بالعفة وصون نفسي ، نعم لقد أصررت وقد كان قرارا صعبا وقد كان هذا الشاب متنفسي الوحيد.. لكن بعزمي قررت وخاصة بعدما إستشرت الكثير من أناس متدينين : لقد كان ما توقعته لقد شجعوني على التوبة خاصة بعدنا أراني الله بصيص الأمل في العودة إليه...
أردت إيصال الفكرة لهذا الشاب فوافقني بأن حديثنا محرم لكنه رفض أن يفارقني وأراد الإرتباط بي بشكل شرعي حتى بخطبة وينتظرني بعد ذلك لأكمل دراستي على حساب قوله... ورغم ذلك الحب الكبير الذي تولد فيا إتجاهه ، إلا أني عارضت الفكرة معارضة خوفا من الله لاني كنت على ثقة بأنه من سلك طريقا لا يرضاه الله فسوف يتعثر في نصفه.
وأيضا راودتني أحاسيس وخوف بأن يتم إستغلالي كما حدث لي في طفولتي لأتدمر بعد ذلك مرة ثانية لان إعادة بناء نفسي في المرة الأولى كان صعبا جدا ومررت بوقت عسير جدا ...
نعم توكلت على الله دعوت الله مرارا وتكرارا وأنا أغتسل بدموع التوبة والندم , دعوته لكي يعيدني إلى رضوانه مرة أخرى وقد كانت البشرى فبإذنه تعالى ومعينته إستطعت قطع هذه العلاقة وأستجمعت قواي . كانت الأيام الأولى صعبة أحسست بالفراغ العاطفي ، لكن سرعان ما فاض قلبي بحب الله وشاء القدر أن أتعرف بأخت في الله التي وجهتني توجيها صحيحا وساعدتني على رسم خطوط جديدة للحياة ونظرتي إليها
.. من هنا....تغيرت تلك الفتاة لقد أصبحت فتاة راشدة لا تريد إلا رضوان الله تعالى وكل هذا كله بفضل الله تعالى الذي لا إله إلا هو..
فرسالتي إلى كل ما اتخذت حبا غير الله تعالى... صوني نفسك وعفتك وأرجعي لله تعالى فهو خالقك و أحياك على فطرة الإسلام وهو من يستحق حبك ووفائك و لا تنسي أخيتي أنه ماكان لوجه الله دام واتصل وماكان لغير وجه الله إنقطع وانعضل.....
فلا أروع من حب الله ورسوله والحب في الله...
لا إله إلا الله وحده...لا شريك له...له الملك...وله الحمد يحي ويميت وهو كل شيء قدير
--------
للفايدة