عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2013, 06:30 AM   #3452
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً
هذا القبس من كتاب الله فيه التحذير من الظلم، وبيان عاقبته الوخيمة، ونهايته الأليمة، وقد جاء لفظ العذاب منكّراً، لتعظيمه.
ووُصف بالكبير زيادة في التعظيم والتشنيع، ولم يحدّد الله موعداً لهذا العذاب، لكنّه محدّد في علم الله، كما قال سبحانه: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً) [الكهف: 59] فهذا في الدنيا، وقد يؤخّر الله العذاب للظالم في الآخرة، كما قال تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) إبراهيم42، ولعذاب الآخرة أشدّ وأبقى.
فلا يغترّ الظالم بإمهال الله له، وقد جاء في الحديث: ((إنّ الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته)) ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102].
وإنّ أعظم الظلم وأشنعه: الشرك بالله تعالى، كما قال سبحانه: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13] وذلك أنّ الله -عز وجل- يخلق، ويُعبَد ويُدعى غيره. ويَرزق ويُنعِم، ويُشكَر غيره، فأيّ ظلم أعظم من هذا؟! فهل يعي ذلك عُبّاد الأضرحة والقبور، وعشّاق الصور من أرباب الشهوات والفجور؟
وإنّ من أقبح صور الظلم: ظلم الضعفاء من الرجال والنساء والولدان ولاسيما الأيتام منهم، وقد جاء التأكيد على حقّ الأخيرين، كما في الحديث: "إنّي أحرّج عليكم حقّ الضعيفين: اليتيم والمرأة" أخرجه الحاكم عن أبي هريرة، وحسّنه الألباني كما في صحيح الجامع.
وما أكثر الذين يظلمون زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم.
وما أكثر الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً، فهم إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً.
ومن أقبح صور الظلم وأشنعها: الاعتداء على محارم الآخرين، وإفسادهنّ طوعاً أو كرهاً، فياله من ظلم ما أعظمه، ويا له من جرم ما أشنعه، حتى إنّه ورد في بعض الآثار أنّ صاحب العرض المنتَهَك يقال له يوم القيامة: خذ من حسنات هذا المنتهِك ما شئت، فهل يُبقي منها شيئاً؟ هذا إن كان لهذا المنتهِك من حسنات.
ومن صور الظلم: ظلم العمّال والخدم والمستخدمين، وتكليفهم ما لا يطيقون، أو عدم إعطائهم حقوقهم كاملة، أو تأخيرها تأخيراً يضر بهم.
وصور الظلم لا تكاد تُحصى، فليتّق الله الظالم، وليحذر من التمادي في الظلم، وليتحلّل ممّن ظلمه قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إنّما هي الحسنات والسيّئات، هذا إذا سلم من بطش الله وعقابه في الدنيا قبل الآخرة، وقلّ من يسلم من ذلك.
فما من يد إلا يد الله فوقها
وما ظالم إلا سيبلى بأظلمِ
وليحذر الظالم أيضاً من كيد الشيطان ومكره، فقد يزين له بأنّ ما فعله ليس بظلم، وإنّما هو حقّ من حقوقه، وذلك ليس بنافعه عند الله، فالله -عز وجل- أعلم بالظالمين.
--------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس