[frame="10 90"]
[frame="1 90"]
شمس الحقيقة
---------
هلْ تُرسلُ الطرفَ في الأكوانِ تسألها
عمن براها وأهداها إلى البشرِ
هـذي السماواتُ من أغنى مجاهلـها
وهيّـأ النجـمَ والأفلاكَ للسفرِ
مَن دوّرَ الأرضَ حولَ الشمسِ دائبةً
وأولجَ الليـلَ في الإصباحِ بالأثرِ
مَن حـددَ السيرَ للأجرامِ من أزلٍ
فما تحيدُ ولا تهـوى إلى خطـرِ
مَن سخرَ الريحَ للأمـطارِ تحملها
تُحيي المواتَ من أرضٍ إلى شجـرِ
فالمـاءُ يدهشني في الزرعِ مصنعهُ
والنبتُ مختلفٌ في الذوقِ والصـورِ
مَن أمسكَ الأرضَ في شمسٍ تجاذبها
وقدّرَ النورَ بين الأرضِ والقمرِ
مَن أكسبَ الشمسَ زيتاً تستضيء بهِ
أليسَ ينفدُ هذا الزيتُ في دهـر
إنْ ترغبِ الشمسُ يوماً أن تقاربنا
أو تبتـعد هل ترى للخلقِ من أثر
مَن قيّـدَ الشمسَ في بُعـدٍ تلازمهُ
فليسَ تطغى ولا تودي إلى ضررِ
ماءُ البحـارِ أما خيرٌ ملوحتهُ
مَن قدّرَ الأمرَ في بحـرٍ وفي نهرِ
مَن أبدعَ الناسَ في جسمٍ بدا عجباً
في دقةِ الخلقِ والإحساسِ والصورِ
تلكَ العلومُ فكيفَ العقلُ يحفظها
مـدى السنينِ ، ويُبقيـها لمُـدّكرِ
والعينُ تُبصرُ هل تدري طبيعتها
فالشكلُ يدركُ في لمحٍ من البصرِ
العـينُ تنقلهُ فوراً إلى عصبٍ
واللبُ يفهمُ كنهَ الشـكلِ في النظرِ
والأذنُ تفهمُ لو أبصرتَ صنعتها
بخيطِ سمعٍ من الأعصابِ منتشرِ
والشـمّ والذوقُ والإحساسُ وآلهفي
وغير ذلكَ معروضٌ لمعتـبرِ
عن سكرِ الدمِ قد قالوا لـنا كبـد
يحدد الأمرَ لا نخشى من الخطرِ
فكيفَ يحسبُ هـذا الجسمُ حاجتهُ
فلا تزيـدُ ولا تدنو إلى قِصَـرِ
مَن نوّعَ الخلق من أنثى ومن ذكرٍ
كي يستقيمَ نظامُ الكونِ للبشـرِ
أمْ مَن حوى الرزقَ في حق يقدّرهُ
فالخلقُ يُطعَمُ حتى الدودَ في الحجرِ
قالوا الخلائق جاءتْ من مصادفةٍ
إذ ولّـدَ الماءُ جسماً دقَ في الصغرِ
وأنتـجَ الجسمُ اشـكالاً منوّعـةً
تجـري الحياةُ بها من غير ذي أثرِ
وأُحكمتْ لا ترى فيـها مفارقةً
من دونِ ربٍ على الإبـداعِ مقتدرِ
لو أنصفوا العلمَ ما جاءوا بكذبتهم
أو أحكموا العقلَ لانقادوا مع البصرِ
وآمنوا بالإلهِ الحق خالقهمْ
شمسُ الحقيقةِ لا تُخفى لذي نظرِ
----------------
من اطلاعات أبو عبد الرحمن
[/frame]
[/frame]