لاحول ولاقوة إلا بالله
الايستحق منا وقفة ومساعدة هذا الشيخ الكبير الذي تجاوز الثمانين من عمره
عبدالرحمن أبورياح - الباحة
الجمعة 02/08/2013
قصة ذات طابع مأساوي نسجت خيوطها في إحد أودية محافظة المندق بمنطقة الباحة «وادي سلامان»، ليمتد ألمها لكل ركن من أركان ذلك الوادي الفسيح، والذي لم تعد مساحته تكفي العم أحمد الزهراني ليبث همومه فيه، وينتظر أحدا ينصت لصراخه الذي ملأ الآفاق ولا يجد من يسمعه، فهو يرى فلذات أكباده يذبلون بين يديه حبيسي الكراسي المتحركة والأسرة البيضاء التي تحولت إلى مقابر تحتضن أجسادًا تنتظر من يمد لها يد العون والمساعدة لهم، وهم عبدالله 34 عامًا وخضراء 33 عامًا ونجمة 26 عامًا وخديجة 19 عامًا وأحلام 15عامًا.
وكانت «المدينة» قد تناولت القصة قبل أعوام، وحذرت من أن مصير أحلام التي كان عمرها 11 ربيعًا سيصبح كمصير أشقائها ونشرت مناشدة للجهات ذات العلاقة للتحرك لإنقاذ هذه الأسرة.
ودخل العم أحمد الزهراني والملقب بـ«الدُك» في حيرة من أمره في وصف المأساة التي يعيشها فلذات أكباده، عند زيارة «المدينة» له، فمرة يقول: إنها قصة عجيبة وأخرى يقول إنه مرض غريب أصاب ابناءه.
وعن أحلام التي كانت طفلة قبل عدة أعوام قال: كما توقعنا قبل 4 سنوات أن مصيرها سيكون كمصير أشقائها، عمرها الآن 15 عامًا ولكنها على كرسي متحرك، حُرمت من الدراسة بعد إصابتها بالمرض، وأصبحت لا تقوى على ركوب حافلة المدرسة إلا بمساعدة شخصين صعودًا ونزولًا ناهيك عن وضعها الحرج في المدرسة، أما عبدالله فهو الأكبر ولا تقل مأساته عن شقيقاته بل ربما أشد.
ويضيف الزهراني: قبل عدة سنوات لجأت إلى إحدى الجهات الحكومية كي تعينني في الحصول على كراسي متحركة وأسرة كهربائية، وقال لي أحد المسؤولين بها آنذاك: اذهب واختر الكرسي الذي تريد ونحن نشتريه لك، وأنّى لي ذلك وأنا طاعن في السن أن ابحث عن كرسي، ولكنني لجأت لمن يعينني في ذلك فبحثنا عن كرسي ووجدنا سعره نحو 3 آلاف ريال، وعندما راجعت الجهة قالوا لي أن سعره غال فأضطررت أن أشتريه من مالي الخاص، ثم أن أحد الموسرين تبرع بأسرة من عنده.
ويلفت العم أحمد إلى أن الجهات الحكومية ذات العلاقة لم تقدم لأسرته شيئًا عدا ما يحصل عليه أبناؤه من إعانة من الشؤون الاجتماعية، ويقول: عندما يحتاج أحد أبنائي إلى طبيب، لا أجد من يأتي لزيارته بل أن علينا أن نحمله في صندوق السيارة الهايلكس بعد أن نضع له فراشًا ونغطيه بشراع ونذهب به إلى المركز الصحي.
ويشير العم أحمد إلى بدايات المرض لدى فلذات أكباده فيقول: تبدأ المعاناة عندما يبلغوا الأربعة عشر ربيعًا فيصابون بمرض غريب، احتار الأطباء في معرفته، فهو يبدأ في السيطرة على المريض حتى يجعله عاجزًا عن الحركة، ويصبح مقعدًا، وما أن يصل عمره إلى الثلاثينات حتى يفتك به ويسيطر على معظم أطرافه.
ويضيف: أصاب المرض خمسة من أبنائي وبناتي وحرمهم من متع الدنيا، ومن استكمال الدراسة وكذلك اللعب مع الأطفال والتمتع بشبابهم، وأصبحت الفتيات الأربع على عربات متنقلة أو على أسرة لا يقوين على الحركة حتى أثناء دخولهن لقضاء حوائجهن.
أما فيما يتعلق بالمساعدات فليس هناك سوى ما يصل إليهم من معونات من وزارة الشؤون الاجتماعية والضمان، ويقول العم أحمد: أصيبت إحدى الفتيات بألم شديد في الأسنان ولو لم يرأف بحالي المسؤول في ذلك المستوصف لما أرسل الطبيب لكي يعالجها وكان العلاج هو «الخلع» لأنها لا تستطيع الذهاب إلى المستشفى، وإذا أردنا أن نحمل إحداهن إلى المستشفى فإن ذلك يحتاج إلى جهد كبير، وأشار إلى أنه تلقى معونة قدرها 500 ريال من جمعيتين خيريتين محليتين، مؤكدًا أنه مبلغ ضئيل ولم يساعده كثيرًا، ويضيف: عرض علينا سابقًا أن ننقلهم إلى مستشفى التأهيل في الطائف ولكن لا أستطيع، فعندما أنقلهم سأترك بناتي هناك ويصبح الوصول إليهم صعبًا فقررنا أن نبقى معهم هنا حتى يأتي الموت.
ولخص العم أحمد حاجته في خادمتين تقومان على هؤلاء البنات فوالدتهن وشقيقتهن عجزتا عن خدمتهن، كما يحتاج إلى سائق يقوم بمساعدته وابنه السليم الوحيد لنقل المرضى إلى المستشفيات وكذلك سيارة مؤهلة لنقلهم.
ووجه العم أحمد نداءه إلى المسؤولين بالنظر بعين العطف إلى حالة أسرته التي تعاني معاناة شديدة من المرض وقلة ذات اليد والتوجيه بتأمين كل احتياجاتها من العلاج والأجهزة والخدم والسيارة.
من جانبه، أوضح مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة الباحة أحمد العاصمي لـ»المدينة»، أن هذه الأسرة يتم دعمها بإعانات مالية من قبل الشؤون الاجتماعية كما تمت مخاطبة أقرب جمعية لهم لتزويدهم بما يحتاجونه، إضافة إلى المساهمة في تسجيلهم في الضمان الاجتماعي، وأضاف أن هناك دراسة فاقة لحالة هذه الأسرة لإتخاذ الإجراء المناسب حيالها.
مأساته اللتي نشرتها المدينة قبل 5 سنوات
الخبر عام 2009م
العم احمد
ابنه عبدالله شافاه الله وعافاه
بناته نسأل الله لهن الشفاء
منزل العم احمد