عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2013, 01:27 AM   #3543
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

النفـــــوس الـــــزكيــــة
لقد خلق الله الخلق جميعا لغاية وحكمة أرادها الله في هذه الحياة، ولو سأل الإنسان نفسه في هذه الحياة لماذا خلقني الله ؟!.أخلقت لآكل وأشرب ! أم خلقت لأنام وأستيقظ، أم خلقت لأجمع المال، أم خلقت لأكون صاحب مكانة، وفي الأخير ينتهي عمري!! ، أم ماذا ؟!. هذه هي الحيرة التي يقع فيها من لا يربطه صلة بخالقه، ومالكه، ومولاه، فهو لا يعرف حقيقة يلتزمها، ولا مبدأ يعيش من أجله ، يأكل ليعيش ، ويفاخر ليتباهى ، ويسير ليتبختر ،
ويجمع ليكابر، ولا يعرف حقيقة نفسه إلا عند الموت،
ولذا قيل: فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فرحا !! أما المؤمن فيجزم يقينا بان الله أوجده لحكمة وغاية أرادها الله منه، وأمره بإتباعها، قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:56]. ولقد عرف السلف حقيقة الدنيا ولذاتها ، فلم تكن عندهم تساوي شيئا،
يقول حمزة الأعمى كنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وجئت مرة إليه وهو يصلي فأسمعت بكاءه ونحيبه، فقلت له : إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة، فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك).هذه الصفات التي يتربى عليها المسلم أن يكون له قلبا يخشع خوفا من أمر الله، يبادر إلى التقرب إلى الله بما بكل ما يحبه الله ويرضاه،
ولذا يقول الحسن : ( من علامات المسلم قوة في دين، وجزم في عمل وإيمان في يقين، وحكم في علم، وحسن في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في غنى، وتحمل في فاقة، وإحسان في قدرة، وطاعة معها نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف وصبر في شدة. لا ترديه رغبته ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه بصره، ولا يقلبه فرجه، ولا يميل به هواه، ولا يفضحه لسانه، ولا يستخفه حرصه ).
هذه هي تزكية النفس: فهي مأخوذة من زكا يزكو...أي نما وطهر ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في التزكية هي بمعني الهداية، قال تعالي: ﴿ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ﴾ [النساء:49:]،
وهي تطهير للنفس من نزعات الشر والآثام، قال تعالى : ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴾ [الشمس:9 ]،
وهناك جملة من الصفات للنفس الزكية: 1- تقديم ما يرضي الله في كل فعل، في الحديث عبد الله بن معاوية الغاضري - رضي الله عنه - حدثهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : " قال ثلاث من فعلهن فقد ذاق طعم الإيمان من عبد الله عز وجل وحده بأنه لا إله ألا هو وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه في كل عام ولم يعط الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولكن من أوسط أموالكم فإن الله عز وجل لم يسألكم خيرها ولم يأمركم بشرها وزكى نفسه فقال رجل وما تزكية النفس فقال أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان" (المعجم الصغير 1 /334 ، برقم 555)
.2- اليقين بما عند الله وعلو الهمة في طلبه ، قال تعالى : ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة:24]
.3- التنازل عن حظوظ النفس ، والقناعة عل كل حال، في الحديث: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: " كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم- وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي - صلى الله عليه وسلم- قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ثم قال مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء" (صحيح البخاري 3 /1148 ، برقم 2980) .4- التواضع مع المؤمنين، والمبادرة لإدخال السرور إلى نفوسهم ، قال تعالى:﴿ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران:159]، وفي الحديث المرسل عن مكحول قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : " المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد و إن أنيخ استناخ على صخرة" (شعب الإيمان 6 /272 ، برقم 8128) .وحتى يؤتي المؤمن قدرا عاليا من التزكية لا بد عليه من العبودية الكاملة والاقتداء التام وتحويل العلم إلي عمل والمحاسبة للنفس عن التقصير، والتوبة إلى الله في كل وقت وحين و تذكر أن الموت يأتي للإنسان فجأة وليكن اتصالك أخي المؤمن بالله في كل خطوة تخطوها، وفي كل أمل ترجوه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
----------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس