جرح المشاعر وقتل المواهب بدعوى التسلية والمقالب
.
جميل أن نرى الموهبة تطرق أبواب التجربة لتدخل عالم الإبداع
والأجمل أن تكون هذه الموهبة لدى طفل صغير حالم لا زال في طور
النمو لتـنمو معه موهبته وتكبر معه يوما بعد يوم
ولـــــكن ..
ماذا لو اصطدمت طموحات هذا الطفل وأحلامه وآماله بصخرة واقع هزليّ ,يتـجسّد في صورة
برامج سخيفة يقدمها أشخاص قد فقدوا الإحساس , ولم يعد لديهم أدنى اعتبار للمشاعر الإنسانية
برامج يقال أنها وُضعت لتسلية الناس , ولكنها في الواقع وّضعت للتّسلّي بهم
إنها برامج المقالب .. حيث يضعون الضيف في موقف محرج , وقد يسيئون إليه ويجرحون
مشاعره , وما إن يتأثر وقد ينهار ويفقد أعصابه , حتى يقولوا له وبكل برود :
* لقد كنت في مقلب *
منتهى الإستهانة بمشاعر الآخرين
ولكن .. ماذا لو وقع طفل ضحية لهذه البرامج ؟
في أحد برامج الأطفال .. تمّ استضافة طفلة لا تتجاوز الثانية عشرة من عمرها
كانت لديها موهبة في تصميم الأزياء وخياطة الملابس , تعرضت في البرناج للتهكم والسخرية
من قبل طاقم البرنامج , حيث أخذوا يسخرون من موهبتها ويقلّلون من شأنها ويتّهمونها
بالكذب والادعاء , بل وبدءوا يرفعون أصواتهم عليها , مما جعلها تنهار باكية
فإذ بالمذيعة تقترب منها وتقول لها ضاحكة " لقد كنت في مقلب "
هل وصل الإستهتار بالمشاعر الإنسانية عند بعض الناس إلى درجة الاستهانة بدموع
الأطفال وزعزعة الثقة في نفوسهم وتحطيم طموحاتهم وأحلامهم , وقتل الموهبة في
داخلهم بدعوى التسلية وعمل المقالب ؟
.
|