عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2013, 11:50 PM   #3801
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصة لعلك تجد فيها موعضة وذكرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد .
قصة شدتني كثيراً لما فيها من تذكيرنا بيوم لا بد أن نصير إليه جميعاً [يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ].
والمقصود أن نتعظ ونعتبر ، فان الملهيات كثيرة والصوارف عن رقة القلوب وخشوعها تزداد يوما بعد يوم))..

حُكي أن رجلاً كان يعرف بدينار العيّار ، وكان له والدةٌ صالحة تعظه وهو لا يتعظ ، فمر في بعض الأيام بمقبرة ، فأخذ منها عظماً ، فُتفتت في يديه ، ففكر في نفسه وقال : ويحك يا دينار كأني بك وقد صار عظمك هكذا رفاتاً ( حطاماً وفتاتاً ) والجسم تراباً فندم على تفريطه وعزم على التوبة ، ورفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي وسيدي ألقيتُ إليك مقاليد أمري فاقبلني وارحمي ، ثم أقبل نحو أمه متغيّر اللون منكسرَ القلب ، فقال : يا أماه ما يُصنع بالعبد الآبق ( الهارب ) إذا أخذه سيده ؟
قالت : يُخشّنُ ملبسهُ ومطعمهُ ويغل يده وقدميه ، فقال أريد جبةً من صوفٍ وأقراصاً من شعير وغِلّيْن ( قيدين )
وافعلي بي كما يفعل بالعبد الآبق لعل مولاي يرى ذلّي فيرحمني ؛ففعلت به ما أراد فكان إذا جنَّ عليه الليل أخذ في البكاء والعويل يقول لنفسه : ويحك يا دينار ألك قوة على النار ؟ كيف تعرضت لغضب الجبار!!
ولا يزال كذلك إلى الصباح ، فقالت له أمي يا بني أرفق بنفسك فقال : دعيني أتعب قليلاً لعلي أستريح طويلا!!!
، يا أماه إن لي غداً موقفاً طويلاً بين يدي ربٍ جليل ولا أدري أيأمرُ بي إلى ظل ظليل أم إلى شر مقيل ( مكان القيلولة ) ، قالت : يا بني خذ لنفسك راحةً ، قال : لست للراحة أطلب ، كأنكِ يا أماه غداً بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار مع أهلها ، فترَكَتْه وما هو عليه ،فأخذ بالبكاء والعبادة وقراءة القرآن ،فقرأ في بعض الليالي قوله تعالى [فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(93) ].. ، ففكر فيها وجعل يبكي حتى غشي عليه ، فجاءت أمه إليه ، فنادته ، فلم يجبها ، فقالت له : يا حبيبي وقرة عيني أين الملتقى ؟ فقال بصوتٍ ضعيف : يا أماه إن لم تجديني في عرصات ( الساحة أو البقعة الواسعة )القيامة ، فاسألي مالكاً خازن النار عني ،

ثم شهق شهقةً فمات رحمه الله فغسلته أمه وجهزته ، وخرجت تنادي : أيها الناس هلموا إلى الصلاة على قتيل النار ، فجاء الناس من كل جانب فلم ير أكثر جمعاً ولا أغزر دمعاً من ذلك اليوم ، فلما دفنوه ، نام بعض أصدقائه تلك الليلة فرآه يتبختر في الجنة وعليه حلةٌ خضراء ، وهو يقرأ الآية [فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(93) ].. ، ويقول : وعزته وجلاله ، سألني ورحمني وغفر لي وتجاوز عني ، ألا أخبروا عني والدتي بذلك .
رحمك الله يا دينار وجعل لنا فيك وأمثالك قدوة

-----------

للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس