دقـــائـــق غـــاليـــة
على صخرةٍ نائية ، بعيداً عن تجمع الناس ،
جلستُ أحدقُ في طول البحر وعرضه ، وأتفكر في أعماقه وغوره
وأسافر وأعود مع أمواجه ، وأطرب لصوت تدفقها على الشاطئ ..
وكانت ثمة طيور بحرٍ ، تحلق قريبة من سطح الماء ، كأنما تداعب بعضها البعض ،
ومن ورائها وفوقها سماء صافية زرقاء ، تناثرت في وجهها سحب صغيرة بيضاء ،
كأنما تطارد بعضها بعضا ..!!
تكاملت الصورة في عيني قلبي ، وازداد المشهد جمالاً وروعة وبهاء ..!
وجعل لساني يدور في خشوع عجيب ، وعلى بوابة عيني دمعات تترقرق:
( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) ..
شعرتُ أن هذه الدقائق منحتني زاداً عظيماً هز قلبي ،
لم أكن أجده في متابعة ألوان من الدروس والمواعظ ،
والبرامج والمواد المنظورة والمسموعة ..!
يومها أدركت قيمة أن يقتطع الإنسان من وقته :
ليدير فكره في آيات الله المنظورة.
------------
ابو عبدالرحمن