عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-09-2013, 09:55 AM
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
عذبة الاوصاف عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 






عذبة الاوصاف is on a distinguished road
افتراضي “الثقافة في عصر العوالم الثلاثة” انقلاب كوني

الثقافة في عصر العوالم الثلاثة” انقلاب كوني



صدر عن سلسلة عالم المعرفة في الكويت كتاب “الثقافة في عصر العوالم الثلاثة” للمؤلف مايكل دينينغ وترجمه أسامة الغزولي ويأتي كإحدى نتائج “الانقلاب الثقافي” باعتباره من المظاهر الأساسية لعصر العوالم الثلاثة .


يتناول الكتاب نشوء الدراسات الثقافية، لكنه في الوقت نفسه ينأى بنفسه بطريقتين اثنتين عن أغلبية من يحتفون بالدراسات الثقافية أو ينتقدونها من المعاصرين، إذ ينظر إليها بشكل أكثر اتساعاً وأكثر ضيقاً في آن معاً .


وينظر دينينغ إلى الدراسات الثقافية بشكل أوسع لأنه يعد الانقلاب الثقافي في الحياة السياسية في عصر العوالم الثلاثة ظاهرة أوسع كثيراً مما يشار إليه تحديداً باسم “حركة الدراسات الثقافية” التي انتشرت على نحو غير متماثل في مختلف جامعات أمريكا الشمالية وشمال أوروبا وأستراليا وتايوان انطلاقاً من جذورها شبه الأكاديمية في بريطانيا العمالية .


وعلى النقيض من هذا الفهم التوسعي يشير المؤلف إلى أن الانقلاب الثقافي ظاهرة انفجرت في مختلف أنحاء العالم، وإن لم تكن مصطلحاتها متفقاً على دلالاتها في كل الأحوال .


ويرجع المؤلف هذا الانقلاب الثقافي الكوني إلى مستويات التطور في ثقافة عولمية انبثقت عن النضالات الثقافية الأيديولوجية بين العوالم الثلاثة . وهكذا فإنه حتى بعض أولئك الذين يتجاهلون كلمة “ثقافة” أو يرفضونها إما لأسباب أيديولوجية وإما بسبب دلالاتها التي تختلف باختلاف اللغات يبقون رغم كل شيء جزءاً من هذا الانقلاب الثقافي؛ فاختيار “العلامة” أو “الإيديولوجية” أو “الخطاب” أو “الاتصال” أو “الاستهلاك” أو “الحياة اليومية” أو “مقومات الهوية” باعتبارها الاسم الذي يطلقه المرء على المنطقة التي يدعوها الآخرون “ثقافة” هو بذاته جزء من الجدل الذي هو قوام الانقلاب الثقافي .


وفي رأي مترجم الكتاب أسامة الغزولي أن دينينغ يواصل في كتابه رصد الثقافة الأمريكية التي تركها في كتابه السابق “الجبهة الثقافية، نضالات الثقافة الأمريكية في القرن العشرين”، لكن الموضوع يفرض عليه تجاوز النطاق الأمريكي ليطل على الثقافة العالمية، وليشير ولو بشكل خاطف إلى مبدعين عرب مثل الروائي نجيب محفوظ والمخرج السينمائي يوسف شاهين .


ويشير الغزولي إلى أن الكتاب هو توليف يضم مجموعة من الأوراق البحثية التي وضعت لمناسبات أكاديمية مختلفة .


في الجزء الأول من الكتاب (اشتمل على أربعة فصول) يعرض المؤلف لخروج الثقافة من مختلف بلدان العالم من السرديات الوطنية إلى السرديات الكونية، خصوصاً “سرديات العوالم الثلاثة” وهنا يظهر تركيز المؤلف على العالم الأكاديمي ليعالج ظهور الدراسات الثقافية التي كانت مهمتها المعلنة هي معالجة النقص الناشئ عن إهمال الثقافة في كثير من التحليلات، خصوصاً نظريات التبعية .


وفي الجزء الثاني (اشتمل على أربعة فصول) يعود دينينغ إلى العمل وعلاقته بالثقافة وخصوصاً الدراسات الثقافية ويرسم الحدود لدور الدراسات الثقافية في ظهور الصناعات الثقافية، ويبين كيف أن الدراسات الثقافية ناهضت وجهتي النظر المهمشتين للثقافة .


وفي الجزء الثالث والأخير (اشتمل على أربعة فصول أيضاً) يعالج المؤلف الدراسات الأمريكية من منظور نقدي وعمالي، وهو يقف هنا على أرض صلبة لأن الدراسات هي مجال تخصصه الأكاديمي، فهو أستاذ الدراسات الأمريكية بجامعة ييل .


ومن وجهة الغزولي الحاصل على ليسانس أدب إنجليزي جامعة القاهرة عام 1968 ويرأس المؤسسة العربية للهجرة وحوار الثقافات بالقاهرة، فإن الكتاب الواقع في 360 صفحة يعد مكوناً أساسياً في تصور المواطن الأمريكي لنفسه ولبلاده ولدورها في العالم، وخلاصة هذا أن الديمقراطية ليست بالضرورة رأسمالية، وليست بالضرورة أمريكية .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس