
14-09-2013, 09:56 AM
|
 |
مشرفة مجلس الامارات مشرفة القسم الرياضي
|
|
|
|
قضايا المنهج في التراث العربي
عبدالرحمن بناني يناقشقضايا المنهج في التراث العربي

يثير د . عبد الرحمن بناني في كتابه “المنهج وبعض قضاياه في التراث النقدي” النقاش من جديد حول منهج النقاد العرب، من زاوية التنظير وزاوية الإجراء التطبيقي، فيطرح مؤلفاً يستهدف القارئ المختص الذي يمتلك خلفية نقدية شمولية فاحصة، ووعياً بجملة قضايا النقد العربي القديم .
ولا يسهب بناني في مؤلفه الصادر مع عدد يوليو الماضي من مجلة الرافد في 83 صفحة من القطع الصغير، في توضيح القضايا النقدية والمفاهيم وأصولها، ولا يكثر من النصوص الدالة والإحالات على مصادر بحثه، بل يقتصر في معالجته على الإيجاز، والتلميح والإشارة، لمجمل المفاهيم والمصطلحات والمدارس النقدية .
ويؤكد في تمهيده لبحثه، أن القضايا النقدية التي خاض فيها النقاد القدماء كثيرة، والمصطلحات النقدية وما صاحبها من وقفات تحليلية وتأويلية عديدة، لافتاً إلى أن التوجهات الأدبية العربية في نقد الشعر كانت في عصر “أبو تمام”، تتراوح بين العمود والبديع، وغلب على طابعها العام النقد الجزئي الموضعي، المتأثر بالشواهد اللغوية، النحوية، البلاغية، والتاريخية .
ويقدم بناني بحثه في أربعة فصول، هي: “مقدمة الفكر العربي الموسوعي”، “أسس منهج الخطاب النقدي العربي القديم”، “قضايا المنهج النقدي العربي القديم”، و”خلاصات”، يستعرض في كل فصل منها موضوع بحثه ليختتم ذلك بخلاصة النتائج التي توصل إليها .
وينطلق الكاتب في مستهل بحثه من تقسيم لمستويات قراءة الشعر عند العرب، فيقسمها إلى ثلاث قراءات، الأولى يرى أنها قامت عند العرب على أمرين وهما: الاطلاع والاستظهار، وكلاهما أدى إلى العناية بقواعد الرواية الشفهية، ثم التدوين، مشيراً إلى أن ذلك أحدث أثراً في الإبداع العربي من ناحية ازدياد حركة الجمع والتصنيف، وظهور النقد الانطباعي .
أما القراءة الثانية فيؤكد أنها اعتمدت على : اللفظ والمعنى، والأوزان والقوافي، والأغراض الشعرية، والاتجاهات، والصدق والكذب، والطبع والتكلف، موضحاً أن في هذا الشكل من القراءة برزت ملامح الرؤية الفنية في نقد الشعر، التي تراوحت بين الذاتية والتوجه الفقهي والسياسي، والميل إلى الموضوعية .
وفي ما يتعلق بشكل القراءة الثالثة، يوضح بناني أنها شهدت اهتماماً أكثر بطرق الشرح، والتحليل، والتعليل، والنقد الموضوعي، والتأويل، التي غذاها الانفتاح على الثقافات وغناها، وظهرت ثمراتها في مؤلفات نقدية وازنة .
ويؤكد أن هذا المستوى من القراءة كشف عن وعي نقدي جدّ متطور، برز فيه الجانب الجمالي، وإن لم يقم عند النقاد على نظرية فلسفية واضحة .
وينتقل بعد استعراضه السريع لمستويات قراءة الشعر، إلى مقومات الشعر العربي لدى النقاد العرب، ليؤسس لموضوع بحثه، ويوجز هذه المقومات في، اللغة التي يرى أنها قائمة على المعايير النسقية والسياقية، التي تغني الحقيقة والمجاز، والإيقاع الشعري، والصورة الشعرية، التي يشير إلى أنها تقوم عند النقاد غالباً على مقومين فنيين جماليين هما: التشبيه، والتمثيل .
ويخوض بناني في متن مؤلفه في قضايا متخصصة في النقد العربي القديم، منها: أثر صراع الشعوبية والعروبية في تطور الدرس العلمي العربي، وظواهر الاقتراض والتكامل، والافتراض، في الفكر العلمي العربي، وقضايا الاستقراء والاستنباط والقياس، والمنهج النقدي العربي بين الذاتية والموضوعية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|