17-09-2013, 02:37 AM
|
#3956
|
كبار الشخصيات
|
رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
قبل سنوات قليلة رُجّت الأرض من تحت أقدامنا ، وهلل الناس وكبروا فرحا بالسفر إلى هناك . لا يزال الغرب يخططون ويحيكون ضدنا المكائد ، ونحن نعتقد أنهم يريدون بنا خيرا . فتحت مكاتب الترحيل أبوابها ، وأزف الرحيل ، وجهل أولياء الأمور زاد الطين بلة ، لا يعرفون إلى أين ومتى سيعودون ، بل ماذا سيتعلمون ، والمهم أنهم رحلوا لطلب العلم ، وسيأتي غدا ولسان من سافر يلهج بلغة ذلك القوم .
ليس الشباب وحدهم من سافر إلى هناك بل البنات أيضا سافرن ، والبعض منهن دون محرم ( أين العقول ؟) ومن يرضى أن يترك ابنته هناك وحيدة ؟(الله ما أقسى هذه القلوب؟ ) انسلخت تلك الأسر من الغيرة على بناتها ،
قد يقول قائل : لابد من الثقة وأنا ربيتها تربية جيدة ، لكن هل تملك من الأمر شيء لو اعتدى عليها أحدٌ هناك .؟ وهل ربّيت من يتربص بها الدوائر هناك .؟
أنا لست ضد أي طلب للعلم ، ولست ضد السفر من أجل العلم ، لكني ضد السفر في سن غير مأمون منه وعليه ، والتوجه إلى هناك ، لاسيما أننا في مجتمع قد لا يعرف الانفتاح كغيره من البلدان . هاجروا زرافات ، وكنت كغيري أقول أن الفشل نهاية ذلك التوجه على الأقل السواد الأعظم منهم ، ولعلكم سمعتم عن ذلك الفشل ، وما آل إليه شبابنا .
زارني صديق لي وكان ينوي إلحاق ابنه بذلك التوجه ،وجهت إليه سؤالين فقط . كم عمر ابنك .؟ وقال : ثمانية عشر عاما . هل ترى أن هذا السن مناسب للسفر هناك .؟ قال لا أدري لكن الناس كلها على هذا الحال .
سألني بما تنصحني .؟ قلت أمسك عليك ابنك ، وإذا حصل على البكالوريوس اسع في ذلك ، أما هذا الوقت لا أنصحك . بعد فترة زارني ذلك الصديق ، وقال : جزاك الله عني كل خير ، ولد فلان حصل له كذا ، وولد فلان له ثلاثة أشهر لم يسمع أهله صوته ، وغيرهم كثير .
أنا هنا لا أقول أن كل من يسافر في هذا السن قدره محتوم ، لكن البعض عادوا بخفي حنين ، والغالبية لم يعودوا ، وإن عادوا فعادوا وأفكارهم هواء ، أو لا علم يذكر ، ومعظم تلك اللهجات فهي لهجات شوارع ، وتعلمون ما ذا أقصد.
أنا هنا لا أعتب على أحد بقدر ما أعتب على من فرّط في فلذة كبده بهذه السهولة ، وسلمها على طبق من فضة لمن يتربصون بنا ، خصوصا في هذا السن .
منذ الحادي عشر من سبتمبر ، والناس هناك تفكر جادة في الدمج بمعنى لابد من دمج الشباب المسلم بشبابنا ، وشاباتنا ( نسمم الأفكار ، وننقل الأمراض .)
نسمع قصص يشيب لها الولدان ممّا جرى لبعضهم هناك فمنهم من ضاع بعد الوصول مباشرة ، ومنهم جاءنا بأفكار مسمومة ليبثها بين من تبقى من الشباب هنا بعد عودته ، والبعض يحاكم في محاكمهم بتهم واهية . والبعض دخل في عالم العشق ، وأصبح لا يرى إلا بقايا حقائبه التي جاء بها ، والبعض منهم سكارى في الأزقة والبارات الليلية ..
مشكلتنا أن قرارات كهذه ليتها تدرس دراسة مستفيضة ، وعدم الزج بهولاء الشباب في تلك المجتمعات المتحللة من الأخلاق ، ليتهم وضعوا على الأقل تحت المراقبة الدقيقة من تاريخ وصولهم ، ليتم إعادة من يحيف عن الجادة ، لكن الحبل كان أشبه ما يكون على الغارب حتى حدث ما حدث .
الخطط الغربية لن تمل ولا تكل من النيل من الشباب المسلم لكن من يعي هذا ويتدبر الأمر قبل أن يقع الفأس في الرأس . ؟ وأظنه وقع .نعم إنها هجرة نتيجتها الضّياع
------
للفايدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
|