[الفقير الي ربه]

خلوة قلمي وصحبة قلبي

يضيق به المكان ، بل يمجُّ دمعا بلون مغاير ، يتضجر ، ويتذمر . يحلو له الانحناء ليس للسجود ، أو لعبودية غير خالقه . يعرف أنه أول من خلق ، ويعرف أنه أول من سجد ليكتب كما أُمر . أقلام فعلت الخير ، وأخرى أطاحت بأمم ،
بل محتها من الوجود . مُسيّرة هي في هذه الدنيا وليست مُخيّرة . حكمت على رقاب برئيه ، ولم يعد يرى لها أثر . قرى ومدن أصبحت أثر بعد عين بمجرد جرة قلم . هذه الأقلام على البسيطة تقول ، وتلك الأنامل الخبيثة تمسك بها ، لتكتب ما يُراد لها وليس كما تريد . لا أريد أن أزيد أخشى أن تزل قدمي وقلمي بعد ثبوتهما .
مهلا: أما قلمي : يئن لما يحدث ، ويترنح لما يرى . لا يخلو من الهوى لكنّه لا يؤذي ، ولا يحب الأذية لأحد . ترجمان مع قلبي ومشاعري يفهم كل منهم الآخر ، منهم من عصاني ومنهم يوافقني في كثير من الأمر .
يحلو له الرقص بين أناملي ، ويحب السجود لينثر دمعه حزنا أو فرحا ، يجر ذلك الدمع حتى يُنهي خط سيره ، ومن ثم يضع نقطة ليبدأ من أول السطر ، ويستيقن من لديه قلب وهو بصير . ذلك الدمع المسكوب يصب في قلوب كورد أسكب في وعاء صنع خصيصا لمثل هذا . يستجيب لي قلمي كلما دعوته ، بل يفرح كونه ينثر ذلك الدمع ليتخلص ما ألم برأسه .
وبعدها يرتاح قلبي وينام قلمي ليعاود الكرة كلما ظهر ما يطيب له ويستثيره ( حزنا أو فرحا ) وبالتأكيد لكل منكم خلوة قلب ومعها قلم . نعم إنها خلوة قلمي وصحبة قلبي . ولقلوبكم السعادة .
---------
للفايدة