عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-2013, 08:07 PM   #4001
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وملأت بيتنا صراخاً وبكاء..
رفعت ستار هدوئه وسكونه، وبدأنا معك فصلاً جديداً من حياة الصخب..
صخبٌ؛؛ هو في أسماعنا لحنٌ سماويٌ بديع، أحال عش زواجنا لجنة تعبق بالحب والعطف والحنان..

مشاعرٌ جديدةٌ ولدت بقلبي لم تكن سبقت لي بها معرفة، ولم يكن لي معها اجتماعٌ قط، ربما أحسست نحو الصغار حبا، وربما كنت أرى فيهم روح سعادةٍ وحبور، فأهنأ بلقياهم، وأشتاق لرؤيتهم، أما الآن فقد علمت أن ودي لهم كان خداجا، وحبي إياهم كان منقوصا..
مع مجيئك بني؛؛ أضحى كل طفلٍ في براءته هو أنت؛ وكل أمٍ في حنوها هي أمك، وكل أبٍ في عطفه هو أبوك، ففاض قلبي حناناً ليشمل القاصي والدان، وسال وجداني عطفاً ليعم الغني والعان..

أي بني..
تذكر دائماً أن الإنسان –وإن علا- يبقى إنسانا، وأنه وإن ركبه البطر؛ ونأى به عن الحق الأشر، يبقى ذلك المخلوق الضعيف الضعيف، فلا تغررك مظاهر الرجال أن تحكم بها مداخلهم، فإن الخارج سورٌ يشيده صاحبه، فمنهم من يبنيه حجارةً، ومنهم من يعليه حرابا، ومنهم من يحفره خندقا، ومنهم من يغرسه أشواكا، ولكلٍ مذهبه في حراسة ذاته، كما تراهم يحمونها تارةً بالظلم، وأخرى بالمال، وثالثةً بالشر، وإن خيرهم من حماها بالحزم والعزم، وكريم الخلق والبذل، فلا يهاجمه مدعٍ إلا صده حب الناس لصاحبهم أن يناله بسوء..
فلا ترع بني أمام ما ترى، واحفظ كلمةً قرأتها لكاتبة تقول: "تذكر دائماً أن الآخرين ربما يخافون أكثر منك"..
من هنا بني أصبح أبوك بالكل مشفقا، وعلى الجميع رفيقا، فابن آدم مرآةٌ كم تعكس صورة الصخر وهي سريعةٌ في ذاتها إلى الكسر..
لو أمعن في حاله في خلائه، أو تذكر ضعفه وهوانه أمام أقل ما يأتيه من دائه، لقمع قمقم الكبر أن يصعر بخده، ولحبس زوبع العجب أن يتيه بجنده وجَده..
يا بني.. طوبى لك في أقماطك هذه، خلياً أنت من الهموم، لا تعرف من دنياك إلا زادك من الحليب تشربه، وحظك من النوم العميق تناله، تحيط بك قلوبٌ تخفق مرتين، مرةً لحياتها وأخرى لحياتك، تود لو دفعت الخفقة الأولى فداءً للأخرى؛ أن تصاب بأدنى سوءٍ أو أذى..
إني بني ما أعجب لشيءٍ عجبي لمن يجحد إلهاً خلقه، ولا أهزأ من أمرٍ هزئي بمن ينسب فعال خالقه للطبيعة المخلوقة، وكلما أمعنت فيك نظرا، وأجلت فكرا، كلما عاينت صغر عقولهم، وسخف فهومهم!!..
أنت أيها الصغير العاجز، ينبض في داخلك قلبك الصغير، وتجري الدماء منه وإليه في دورةٍ لا تقف ولا تتوانى، من ساعة مولدك لساعة موتك، فمن حرك هذا القلب وأنبضه؟ ومن أجرى هذا النفس لرئتيك وأنفذه؟..
أهو أنت؟؟ فكيف يصح وأنت لا تقدر من أمر نفسك أن تشكو داءً؛ أو تطلب دواء؟!.. أخبروني ما هذه الطبيعة القادرة ثم أنبئوني أنى لها بما عملت؟!..
أي بني..
أنت صورةٌ وآيةٌ من بديع صنع الإله، أوجدك لحكمه، وغرس في نفوسنا محبتك لحكمة، ولو اختارك لجواره لما تزعزع لنا إيمانٌ أن موتك لحكمه، وسبحانه وحده؛؛ أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى..
أي بني..
إن أول درسٍ تتعلمه وتطبقه، هو درس الإيمان الكامل بهذا الخالق العادل، وهو البذرة الأولى في حياتك، فابن كل ما يأتيك على أساسه، واعرض كل ما يريبك على قياسه، فإنك إن فعلت نلت من الدنيا أعظم خيرها، القناعة بالمكتوب، ونلت من الآخرة وجه سعدها؛ جنةٌ لا كدرٌ فيها ولا لغوب..ا
-------------

يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس