عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-2013, 08:15 PM   #4002
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ومرضت يا بني..
وما أشق مرض الأبناء على الآباء، وددت أن ادفع من جسمي عضوا؛ ومن عمري عشرا؛ لأدفع عنك بني بعض مرضك، وأخفف عنك قليل ألمك، ولكنها أمانٍ مستحيلة..
فمع بكائك لنا بكاء وإن لم تبده العيون، ومع توجعك لنا أناتٌ وإن لم تخرجها الشفاه، نرقبك ليل نهار، ونتحسس حرارتك صبح مساء، فالكمادات تحيطك، والمبردات تلفك، وأقنية العلاج ترص حولك..
ولو لم يكن معنا زاد يقينٍ أن مرضك ابتلاء، وداؤك في نظر المؤمن دواء، لكنا على شفا جرفٍ من الوساوس واليأس..
دعني بني أؤمل أن مرضك عقابٌ مقدمٌ من الله لذنوبٍ ربما تعملها إن أطال بك العمر، أو هي معجلات تزيل أو تخفف نوازل قد كتبها الله عليك في سجل حياتك، أو هي -بعد ذاك- عقابٌ من الله لوالديك لذنبٍ اجترحاه أو خطيئةٍ اقترفاها فعجل لهم –بالقلق عليك- ما كان مؤجلا..
في كل مكروهٍ يحيق بك بني، انظر لعظيم رحمات الباري ومنته، فإنك واجدها وقاطفٌ ثمرتها، إن لم يكن دنيا فآخرة، فاكتب بني كلمة الشكر على لسانك، وانحت معانيها بقلبك، فإنك في خير؛؛ مادمت مؤمنا..
إني بني ما رأيت معنىً إيمانياً اختفى، ولا تدليلاً نبوياً اندرس؛ كاختفاء هذا اللطف الإلهي، واندراس هذا الفضل من العزيز الرحمن، فقد تصاعدت في أزماننا موجة شؤمٍ عمت القاصي والدان، وأبداها الغني والعان..
فكلٌ إن سألته عن دنياه أبدى التذمر والاستياء، وكلٌ إن وصف لك حاله بدأ بالشكوى والرثاء، وكلٌ له على دنياه مأخذ، فالفقير يندب فقره، والمريض يبكي مرضه، والغني يشكو ملله، والبخيل يرثي قرشه، والموظف يشتم وظيفته، والعاطل يسب عطله،

ولا لك مفرٌ من جماعة المتذمرين إلا أن تخلو بنفسك، وتتوحد بروحك..
أو يقيض الله لك برحمته من يبتسم رغم الألم، ويثق بالغد وإن أظلم اليوم وادلهم، فله في كل ما يصيبه في نفسه فلسفةً تخرجه من ضيق المصاب لفسحة الفرج، فلا لفائتٍ عليه يتفجع، ولا لمقدورٍ وحاصلٍ به يتوجع..
وما أريد بني أن أحجر النفس فلا تبدي ألمها، أو أرتج بابها فلا تفتحه لهمها، فإني إن فعلت خالفت الفطرة والجبلة، وكلفت القلوب ما لا تطيقه ولا تملكه..
ولكن دعوتي؛؛ لأرى كل ذي همٍ وفي قلبه مع همه بذرة رجاء، وأبصر كل مكدودٍ وفي عينيه مع نظرة كده ومضة جلاء..
دعوتي أن يلمح أبناء زمننا الصعب من عالمهم وجوهاً أخر، فلن يعدموا أن يبصروا بها بارقة نصرٍ وعزٍ وسعادة، تلوح وتخفق؛ وإن عميت على العامين..
أي بني..
وإن طالت بالعاثر عثرته، فإنه واجدٌ -إن احتسب- مقيلاً ومسندا، إن لم يقله على الأرض، أنجاه يوم العرض..
تمت ولله الحمد واعتذر على الإطاله

---------------
اختكم /سعادتي في صلاتي /بلخزمر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس