نــــوادر العــــــرب
قيل لأعرابى ما يمنعك أن تغزو قال والله إني لأ بغض الموت على فراشي فكيف أن أمضي إليه ركضا .خرجت أعرابية إلى الحج فلما كانت في بعض الطريق عطبت راحلتها فرفعت يديها إلى السماء وقالت يا رب أخرجتنى من بيتى إلى بيتك فلا بيتى ولا بيتك .
عرضت السجون بعد هلاك الحجاج فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفا لم يجب على واحد منهم قتل ولا صلب وفيهم أعرابي أخذ يبول في أصل مدينة واسط فكان فيمن أطلق فأنشأ يقول :
إذا ما خرجنا من مدينة واسط
خرينا وبلنا لا نخاف عقابا نظر
أعرابى إلى قوم يلتمسون هلال شهر رمضان فقال والله لئن آثرتموه لتمسكن منه بذنابى عيش أغبر .نظر أعرابى إلى رجل سمين فقال أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك .قال أعرابي اللهم إنى أسألك ميتة كميتة أبى خارجة أكل بذجا وشرب مشعلا ونام في الشمس فمات دفان شبعان ريان .
قيل لأبي المخش الأعرابي أيسرك أنك خليفة وأن أمتك حرة قال لا والله ما يسرني قيل له ولم قال لأنها كانت تذهب الأمة وتضيع الأمة .
حضر أعرابي سفرة سليمان بن عبد الملك فجعل يمر إلى ما بين يديه فقال له الحاجب مما يليك فكل يا أعرابي فقال من أجدب انتجع فشق ذلك على سليمان وقال للحاجب إذا خرج عنا فلا يعد إلينا .
شهد بعد هذا سفرته أعرابى اخر فمر إلى ما بين يديه أيضا فقال له الحاجب مما يليك فكل يا عرابى قال من أخصب تخير فأعجب ذلك سليمان فقربه وأكرمه وقضى حوائجه .
حضر أعرابي سفرة سليمان بن عبد الملك فلما أتى بالفالوذج جعل يسرع فيه فقال سليمان أتدري ما تأكل يا أعرابي فقال بلى يا أمير المؤمنين إنى لأجد ريقا هنيئا ومزدردا لينا وأظنه الصراط المستقيم الذى ذكره الله في كتابه فضحك سليمان وقال أزيدك منه يا أعرابى فإنهم يذكرون أنه يزيد في الدماغ قال كذبوك يا أمير المؤمنين لو كان كذلك لكان رأسك مثل رأس البغل .
حضر سفرة سليمان أعرابى فنظر إلى شعرة في لقمة الأعرابي فقال أري شعرة في لقمتك يا أعرابي قال وإنك لتراعينى مراعاة من يبصر الشعرة في لقمتى والله لا واكلتك أبدا فقال استرها يا أعرابى فإنها زلة ولا أعود لمثلها .
قال الأصمعى قلت لأعرابى أتهمز إسرائيل قال إنى إذن لرجل سوء قلت له أفتجر فلسطين قال إنى إذا لقوى .سمع أعرابى إماما يقرأ ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا قرأها بفتح التاء فقال ولا إن امنوا أيضا لم ننكحهم فقيل له إنه يلحن وليس هكذا يقرأ فقال أخروه قبحه الله لا تجعلوه إماما فإنه يحل ما حرم الله .
خطب أعرابى فلما أعجله بعض الأمر عن التصدير بالتحميد والاستفتاح بالتمجيد قال أما بعد بغير ملال لذكر الله ولا إيثار غيره عليه فإنا نقول كذا ونسأل كذا فرارا من أن تكون خطبته بتراء وشوهاء .
--------
للفايدة