05-10-2013, 01:17 AM
|
#4161
|
كبار الشخصيات
|
رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
"وما تلك بيمينك ياموسى"
كم هو طولها..؟ ومن اي شجرة كان منشؤها..؟ هذه الاسئلة والعديد منها تطرح من قبل اولئك (السطحيين) الذين ينظرون الى القصص القرآنية على انها مجرد حوادث قد وقعت في زمانٍ غابر، وهناك ايضا من يرى ان هذه القصص هي من نسج الخيال...! ويدعي ايضاً ان هناك فائدة رمزية من ذكرالقرآن الكريم لها.
ومن القصص التي نالت الحظ الكبير من هذه الأقاويل السطحية، هي قصة (عصا موسى) فقد تعددت الشبهات والأوصاف حول هذه العصا الصغيرة التي اسقط بها موسى عليه السلام سلطة فرعون وحاشيته، فنجد ان اغلبهم حصر تلك (العصا) في زاوية الاصل والمنشأ والوصف دون العبرة والفائدة .
ولكن للقرآن حديث آخر، وربنا سبحانه وتعالى عندما يتحدث مع موسى عليه السلام، و عن العصا فليس من اجل ذات العصا، ولا من اجل ان يدور المفسرون في دائرة الاصل والمنشأ، او الطول، واللون... بل هناك حدث اكبر من ذلك.
يقول ربنا في سورة طه: "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى".. وهل يخفى على خالق السموات والارض ما بيمين موسى؟ أو ليس الله يعلم خائنة الأنفس وما تخفي الصدور؟
بلى.. ولكن لكي ينبه موسى عليه السلام، ونحن معه ايضا من خلال هذه الايات الى ان ما بيمينه هي مجرد عصا عادية مصنوعة من خشبة يابسة، لا تضر ولا تنفع ، ولكن عندما يرد الله ان يجعل منها وسيلة لدحر الطغاة فلا يحول أي شيء امام ارادة الله سواء كان اخضراً او يابساً.. خشباً او حجر فكل القوانين الطبيعية منشؤها الله، وعلى هذا كان رد موسى عليه السلام تنبيها وتذكيرا من الله له عليه السلام،
فتلك العصا التي بيمينه والتي كان يهش بها الغنم، ويتوكأ عليها، واحيانا تساعده في قطف الثمار وغيرها، ستتحول بمشيئة الله وارادته الى شيء اخر لأن كل شيء تحت قدرة الله تبارك وتعالى وهو المهيمن عليه، يقول ربنا: "قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى" (طه/ 18)، فأمره الله ان يلقي تلك العصا "قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى" (طه/ 19 ).
وكان عليه السلام يترقب ماذا سيجري على هذه الخشبة اليابسة التي لم تكن تمثل له سوى تلك العصا التي تساعده على انجاز بعض الاعمال البسيطة التي ذكرها لربه سابقاً، وإذا بها قد تحولت بمشيئة الله الى ثعبان كبير يتحرك بسرعة خاطفة أذهلته عليه السلام، "فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى" (20 طه).
فكانت احدى معاجز موسى عليه السلام، في ان الله تعالى جعل هذه العصا سببا في اسقاط عرش فرعون، ليبين للعالم ان الله بأمكانه ان يجعل من خشبة يابسة سبباً لسقوط تلك الامبراطوية الكبرى، ولنرى نحن اليوم ايضاً ان كثير مما شيّده البشر من مباني شاهقة تلامس السحاب أو سفن ضخمة بحجم المدن تجوب البحار، او مركبات فضائية او آلات واجهزة معقدة، وغيرها إن حالت بين الانسان وبين ربه فانها آيلة الى الزوال الاضمحال ، ولن يكتب لها النجاح والديمومة، يقول تعالى: "ما كان لله ينمو".
ان التركيز على ظاهر القصة دون مضمونها لن ينفعنا نحن الذين نتعطش اليوم الى المعرفة والحكمة ودراسة تجارب الاخرين ، فبقدر تحديد الحاجة من تلك القصص تتحدد الفائدة، واذا اردنا ان نخرج من هذه القصص بأكثر فائدة؛
فعلينا ان نقبل بها كما انزلها الله في كتابه، لا ان نبحث عن الامور البسيطة التي ستضيع بسببها اهداف القصص، والتي لو اتبعنا سنن الله فيها لوجدنا فيها العلم والمعرفة وكل ما يحتاجه الانسان في تطوير حياته.
-----------------
للفايدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
|