عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2013, 06:31 AM   #4241
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

العلاج عن طريق السحر
رسالة من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله
نظرا لكثرة المشعوذين في الآونة الأخيرة ممن يدعون معرفة الطب ويعالجون عن طريق السحر أو الكهانة
وانتشارهم في بعض البلاد واستغلالهم للسذج من الناس ممن يغلب عليهم الجهل . رايت من باب النصيحة
لله ولعباده أن أبين ما في ذلك من خطر عظيم على الاسلام والمسلمين لما فيه من التعلق بغير الله تعالى
ومخالفة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فأقول مستعينا بالله تعالى : يجوز التداوي اتفاقا وللمسلم
أن يذهب إلى دكتور أمراض باطنية أو جراحية أو عصبية أو نحو ذلك ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه
من الأدوية المباحة شرعا حسبما يعرفه في علم الطب لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية ولا ينافي التوكل
على الله سبحانه وتعالى وقد أنزل الله سبحانه وتعالى الداء وأنزل معه الدواء عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله
ولكنه سبحانه لم يجعل شفاء عباده فيما حرمه عليهم
فلا يجوز للمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات ليعرف منهم مرضه كما لا يجوز له أن
يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجما بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على ما يريدون . وهؤلاء
شأنهم الكفر والضلال لكونهم يدعون أمور الغيب . وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
رواه أبو داود وأخرجه أهل السنن الأربع وصححه الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ من أتى عرافا
أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وعن عمران بن حصين رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له
ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه البزاز باسناد جيد
ففي هذه الأحاديث الشريفة النهي عن أتيان العرافين وأمثالهم وسؤالهم وتصديقهم والوعيد على ذلك فالواجب
على ولاة الأمور وأهل الحسبة وغيرهم ممن لهم قدرة وسلطان إنكار أتيان الكهان والعرافين ونحوهم
ومنع من يتعاطى شيئا من ذلك في الأسواق وغيرها والإنكار عليهم أشد الإنكار والإنكار على من يجيء إليهم
ولا يغتر بصدقهم في بعض الأمور ولا بكثرة من يأتي إليهم ممن ينتسب إلى العلم فإنهم غير راسخين في العلم
بل من الجهال لما في إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم لما في ذلك من المنكر العظيم والخطر الجسيم والعواقب الوخيمة
ولأنهم كذبة فجرة كما أن في هذه الأحاديث دليلا على كفر الكاهن والساحر لأنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر
ولأنهما لا يتوصلان إلى مقصدهما إلا بخدمة الجن وعبادتهم من دون الله وذلك كفر بالله وشرك به سبحانه والمصدق
لهم بدعواهم علم الغيب ويعتقد بذلك يكون مثلهم وكل من تلقى هذه الأمور عمن يتعاطاها فقد برىء منه رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ولا يجوز للمسلم أن يخضع لما يزعمونه علاجا كنمنمتهم بالطلاسم أو صب الرصاص ونحو ذلك من الخرافات
التي يعملونها فإن هذا من الكهانة والتلبيس على الناس ومن رضي بذلك فقد ساعدهم على باطلهم وكفرهم
كما لا يجوز أيضا لأحد من المسلمين أن يذهب إلى من يسأله من الكهان ونحوهم عمن سيتزوج ابنه أو قريبته
أو عما يكون بين الزوجين وأسرتيهما من المحبة والوفاء أو العداوة والفراق ونحو ذلك لأن هذا من الغيب الذي
لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى : والسحر من المحرمات الكفرية كما قال الله عز وجل في شأن الملكين
في سورة البقرة



فدلت هذه الآية الكريمة على أن السحر كفر وإن السحرة يفرقون بين المرء وزوجه كما دلت على أن
السحرليس بمؤثر لذاته نفعا أو ضرا وإنما يؤثر بإذن الله الكوني القدري لأن الله سبحانه وتعالى هو
الذي خلق الخير والشر
ولقد عظم الضرر واشتد الخطب بهؤلاء المفترين الذين ورثوا هذه العلوم عن المشركين ولبسوا بها
على ضعفاء العقول فإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل
كما دلت الآية الكريمة على أن الذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم وأنه ليس لهم عند الله
من خلاق أي من حظ ونصيب وهذا وعيد عظيم يدل على شدة خسارتهم في الدنيا والآخرة
وأنهم باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان . ولهذا ذمهم الله سبحانه وتعالى بقوله

والشراء هنا بمعنى البيع
نسأل الله العافية والسلامة من شر السحرة والكهنة وسائر المشعوذين كما نسأله سبحانه أن يقي المسلمين شرهم
وأن يوفق المسلمين للحذر منهم وتنفيذ حكم الله فيهم حتى يستريح العباد من ضررهم وأعمالهم الخبيثة إنه جواد كريم
وقد شرع الله سبحانه وتعالى لعباده ما يتقون به شر السحر قبل وقوعه وأوضح لهم سبحانه ما يعالجون به بعد
وقوعه رحمة منه لهم وإحسانا منه إليهم وإتماما لنعمته عليهم وفيما يلي بيان للأشياء التي يتقي بها خطر السحر
قبل وقوعه والأشياء التي يعالج بها بعد وقوعه من الأمور المباحة شرعا
أما النوع الأول : وهو الذي يتقى به خطر السحر قبل وقوعه فأهم ذلك وأنفعه هو التحصن بالأذكار الشرعية
والدعوات والتعوذات الماثورة ومن ذلك قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الذكار المشروعة بعد السلام
ومن ذلك قراءتها عند النوم وآية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم وهي قوله سبحانه وتعالى

ومن ذلك قراءة قل هو الله أحد , وقل أعوذ برب الفلق , وقل أعوذ برب الناس , خلف كل صلاة مكتوبة
وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار بعد صلاة الفجر وفي أول الليل بعد صلاة المغرب
ومن ذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل وهما قوله تعالى

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ
ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) وصح عنه أيضا صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قرأ الآيتين من آخر
سورة البقرة في ليلة في ليلة كفتاه ) والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سورة ومن ذلك الإكثار من التعوذ (بكلمات
الله التامات من شر ما خلق ) في الليل والنهار وعند نزول أي منزل في البناء أو الصحراء أو الجو أو البحر لقول
النبي صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل
من منزله ومن ذلك أن يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ثلاث مرات ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء
في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء
وهذه الأذكار والتعوذات من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان
وثقة بالله واعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليه وهي أيضا من أعظم الأسلحة لإزالة السحر بعد وقوعه مع الإكثار
من الضراعة الى الله وسؤاله سبحانه وتعالى أن يكشف الضرر ويزيل البأس
ومن الأدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في علاج الأمراض من السحر وغيره وكان صلى الله عليه وسلم
يرقي به أصحابه ( اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ) ومن
ذلك الرقية التي رقى بها جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك
ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك ) وليكرر ذلك ثلاث مرات ومن علاج السحر بعد وقوعه
أيضا وهو علاج نافع للرجل إذا حبس من جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر
أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه من الغسل ويقرأ فيها آية الكرسي وقل يا أيها الكافرون
وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وآيات السحر التي في سورة الأعراف
وهي قوله سبحانه وتعالى

والآيات التي في سورة يونس وهي قوله تعالى

والآيات من سورة طه

وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله تعالى وإن
دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء ومن علاج السحر أيضا وهو من أنفع علاجه
بذل المجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أو غير ذلك فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر
هذا ما تيسر بيانه من الأمور التي يتقى بها السحر ويعالج بها والله ولي التوفيق
وأما علاجه بعمل السحرة الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز لأنه من
عمل الشيطان بل من الشرك الأكبر فالواجب الحذر من ذلك كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين
والمشعوذين واستعمال ما يقولون لأنهم لا يؤمنون ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس
وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من أتيانهم وسؤالهم وتصديقهم كما سبق بيان ذلك في أول هذه الرسالة
والله المسؤول أن يوفق المسلمين للعافية من كل سوء أن يحفظ عليهم دينهم ويرزقهم الفقه فيه والعافية من كل
ما يخالف شرعه وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى أله وصحبه
-------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس