عرض مشاركة واحدة
قديم 19-10-2013, 12:25 AM   #5
محمد الساهر
عضو مميز
 
الصورة الرمزية محمد الساهر
 







 
محمد الساهر is on a distinguished road
افتراضي رد: الزواج في الإسلام : حكمه – أهميته ، ودعوته إليه - لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابل

أسباب العزوف عن الزواج



غلاء المهور والطلبات التعجيزية





الفقر المصطنع ، هذا الذي سوف نحاربه ، فمثلاً غلاء المهور ، أو بيت له صفات معينة ليس في قدرة معظم الناس ، أو عمل له صفات معينة ، فالناس حينما اتجهوا إلى المباهات في الزواج صارت الطلبات خيالية ، أو طلبات كما تسمى تعجيزية ، فالآن والحقيقة قبل سنوات كثيرة الزواج طريق إجباري إلى قضاء هذه الحاجة ، أما الآن مع ضعف الإيمان هناك آلاف السبل لقضاء هذه الحاجة من دون زواج ، وهذا ما تدعوا له المؤسسات غير الإسلامية في العالم ، وقد عُقِد مؤتمر السكان في أكبر بلد إسلامي ليحضَّ دول العالم الثالث على تشريعات تبيح العلاقات الجنسية خارج الزواج ، فهذا ما أراده مؤتمر السكان في القاهرة .

فحينما نعقِّد الأمور على المتزوجين ، حينما نضع العقبات أمام الشباب المسلم ، هذا الكلام موجَّه للشباب ، ولآباء الشباب ، ولآباء الفتيات ، وللفتيات ، حينئذ يلجأ الناس إلى الحرام .

عندنا حلاَّن ، إما أن يغلق باب الزواج إغلاقًا حُكميًّا ، طبعاً المغالاة في المهور والطلبات التعجيزية ، هذه تحول بين الشباب والزواج ، والشباب مع ضعف إيمانهم ، ومع يقظة الفتن في أي مكان ، في الطريق ، وفي البيت ، وفي أجهزة اللَّهو ، مع يقظة هذه الفتن ، وضعف الوازع الديني ، فالانزلاق إلى الزنا محتمل ، بل إن احتماله كبير جداً ، فإما أن نسهِّل سبل الزواج ، أو أن يكون السفاح محل النكاح .

وإذا فسد الإنسان في أخلاقه ، وإذا زلَّت قدمه في شأن الزواج ، فآثر السفاح على النكاح ، ينتهي ، فالزنا معصية كبيرة ، قال تعالى :

وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا
( سورة الفرقان )

هذه صفات عباد الرحمن ، ومن هذه الصفات :
وَلَا يَزْنُونَ

أدق ما في هذه الآية أن الله عزَّ وجل لم ينهَ عن الزنا ، بل في هذه الآية نفى الزنا أصلاً ، أي ليس من شأن المؤمن أن يزني ، والعين تزني وزناها النظر ، والأذن تزني وزناها السمع ، واليد تزني ، والفم يزني ، والرجل تزني ، ولا يزنون مطلقاً ، فليس من شأن المؤمن أن يزني ، فالبديل هو الزواج ، لذلك لا أبالغ إذا قلت : إن من أعظم الأعمال على الإطلاق التزويج ، ولا سيما في زمن الفتنة ، في زمن النساء الكاسيات العاريات ، هذا من دلائل نبوة النبي e ، امرأةٌ كاسيةٌ عارية ، إما بالثياب الرقيقة أو بالضيقة ، كاسيةٌ عارية ، مائلةٌ مميلة ، في زمن النساء الكاسيات العاريات ، في زمن أن الجنس يحتل أكبر مساحة في حياة هذا العصر ، فلو أردت أن تشتري سلعة رخيصة مبتذلة لتلميع الحذاء وجدتَ عليها صورة امرأةٌ شبه عارية ، أليس كذلك ؟ تستخدم المرأة في كل شيء ، وهذا من هوانها على أهل الكفر ، تستخدم كسلعة ، المرأة مقدسة في الإسلام ، المرأة أم ، المرأة زوجة ، المرأة بنت ، المرأة أخت ، لكنها في مجتمعات الكفر سلعةٌ تجارية تباع وتشترى .

ولا أريد أن أذكر في هذا المجلس المقدس ما يجري في شرق آسيا ، فقد أسموها تجارة الرقيق الأبيض ، فقد بلغ عدد المومسات بمئات الألوف ، ويجري هذا في وضح النهار ، وفي الفنادق ، وفي الطرقات ، وفي البيوت ، وحتى في المدن الإسلامية بدأت تتسع دائرة الدعارة ، فهذا كله حينما نعقِّد الزواج ، ونضع العراقيل ، ونضع العقبات ، ما الذي سوف يكون ؟ يحل السفاح محل النكاح ، فالأمر خطير جداً ، فلا يقل الإنسان : أنا لا شأن لي بذلك ، فابنتك ، وابنة أخيك ، وابنة أختك ، وابنة قريبك في مجتمع مترابط ، فإذا ما نهضنا إلى حل هذه المشكلة على قدر المستطاع نقع في الهاوية .

سأضرب لكم بعض الأمثلة :

أنا أتمنى على كل أب أن يجهد ، وأن يفكر ليلاً ونهاراً ، صبحاً ومساءً ، في شأن تزويج أولاده ، الذكور والإناث ، فإذا كان همّ الأب الأول تزويج أبنائه الذكور عن طريق تيسير البيوت ، إذا كان الأب ميسوراً ، ما الذي يمنعه أن يوفر لابنته بيتاً ؟ عندئذٍ يأتيه أفضل الشباب خلقاً وديناً ، عقبة البيت أكبر عقبة ، فكل إنسان ييسر زواج شاب مسلم بشابة مسلمة ، فيوفر بيت ، أو يقدم بيتًا ، يتعاون الناسٌ على شراء بيت ، ولا أقول : ما نوع البيت ؟ فنوع البيت انتهى ، غرفة ومرافقها فقط في دمشق ، في طرف دمشق ، خارج دمشق ، الموضوع أخطر من أن نطلب صفات البيت ، فالقضية أصبحت قضية سفاح أو نكاح لا غير ، إما أن يكون السفاح ، وإما أن يكون النكاح ، بالسفاح ينتهي المجتمع ، وبالسفاح انتهت المجتمعات الغربية ، فإذا رأيتم أن هذه المجتمعات قائمة فهي قائمة على أدمغة الأجانب ، فالجنس والمخدرات ، وتبادل الزوجات ، وزنا المحارم ، والشذوذ ، وقد بلغ الشاذّون عشرين مليون شاذ في أمريكا ، حتى في بعض البلدان أصبح الشذوذ مشروعًا ، لهم حقوق ، كالتعويضات العائلية ، وغيرها من الحقوق الكثيرة ، فإذا ذهب أحدكم إلى أوروبا يعرف كل هذا ، فنحن الآن أمام مشكلة سفاح أو نكاح ، النكاح يحتاج إلى تسهيلات ، ماذا يقول القرآن الكريم ؟

وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ
( سورة القصص : آية " 27 " )

أنا أوجه كلامي لكل أب أن لا يضع شروطًا صعبة ، فالحلي والماس أَلْغِها ، وليكن الذهب ، ففي قرية من قرى غوطة دمشق أنا أكبرها إكباراً شديداً ، بلغني أن وجهاءها اجتمعوا واتفقوا على أن خاتماً بسيطاً وساعةً تكفي كمهر لأي فتاة في هذه القرية .

إخواننا الكرام ، إذا رأى الإنسان المجتمع في فساد كبير :

وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً
( سورة الأنفال : آية " 25 " )

فتصور أن أحد البيوت يحترق في آخر الحارة ، فإذا كان بينك وبين البيت المحترق عشرة بيوت ، إذا لم تخرج وتساهم في إطفاء النار ، لا بدَّ من أن تصل إلى بيتك ، وإذا ساهم المسلمون المؤمنون في حل هذه المشكلة فلا يصل التأثير إلى بيوتات المسلمين .

والعبد الفقير بحكم عملي في الدعوة إلى الله عزَّ وجل تأتيني معلومات دقيقة جداً ، فقد بدأ الفساد ينتشر في بيوت المسلمين ، وبدأنا نسمع عن حالات خيانات زوجية كثيرة ، وعن حالات زنا كثيرة في بيوتات المسلمين ، فالفساد بدأ لوجود المثيرات ، والزواج شيءٌ بعيد ، أو مستحيل ، ولا يوجد بيت ، والطلبات عالية جداً ، فوجد التفلُّت ، فلضعف الإيمان ، ولوجود المثيرات ، والطرق مسدودة ، وعقبات كؤود تجد السفاح يحل محل النكاح .

ما أردت من هذه المقدمة أن أثبت لكم أن الإسلام يحض على الزواج ، هذا شيء معروف عندكم ، فأنتم طلاب علم شرعي ، ولكم باعٌ طويل في العلم ، وتعرفون هذا كله ، وما أظن أني أضفت على ثقافتكم الدينية شيئاً ، إلا أنه لا بد من هذه المقدمة كي نصل إلى معالجة العوائق التي تقف أمام هذا الموضوع .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



MOHAMMED ALSAHER





أتمنى متابعتي ومشاركتي عبر تويتر والفيس بوك

@m5mmm
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة محمد الساهر ; 19-10-2013 الساعة 12:37 AM.
محمد الساهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس