[عذبة الاوصاف]

تسعة أشهر كاملة بذلت فيها دار المسنين في الشارقة جهوداً مكثفة للتوصل إلى جنسية المسن الخليجي الذي وفد إليها ليقيم فيها، ويتلقى الخدمات العلاجية والإيوائية التي توفرها، وفي النهاية وعقب بحث وتقص مضن - مع امتناع المسن عن الإفصاح عن دولته - توصل القائمون على الدار الى الدولة الخليجية الشقيقة التي ينتمي إليها المسنّ، ولم يكذبوا خبراً، إذ أسرعوا بإجراء العديد من الاتصالات الهاتفية والكتابية، لارجاعه اليها، معتقدين أنهم بذلك قد أغلقوا صفحة إقامته في الدار، إلا أنهم فوجئوا عقب 30 يوماً فقط بعودته إليهم ثانية، طالباً الإقامة لديهم!


ومرة ثانية عاد القائمون على الدار إلى إجراء اتصالات مختلفة لإرجاعه إلى دولته، وكما المرة الأولى تم ذلك، ليعود المسن مرة أخرى بعد 15 يوماً ليطلب الإقامة في الدار، وتكرر الأمر ثالثة وبعد أيام معدودة رجع المسن الخليجي على قدميه بإصرار رغبته في الإقامة في دار المسنين بالشارقة ماتبقى له من العمر، ومؤكداً للجميع ارتباطه النفسي والمكاني بالدار، التي شمله القائمون عليها، والعاملون فيها، بحنان كان يفتقده، ورعاية تمناها، وعلاج احتاجه .


ومن جانبها قالت مريم القطري مديرة الدار : حاولنا كثيراً إعادة هذا المسن إلى دولته الخليجية، إلا أن إصراره على البقاء في الدار يعود إلى العديد من الأسباب التي جعلته مع غيره من النزلاء يتمسكون بها، حيث يشعرون جميعاً وكأنهم في منازلهم، وليس في مكان إيوائي أو علاجي، إذ لكل منهم غرفته الخاصة، التي تضم أغراضه المختلفة، علاوة على الخدمات المتعددة التي توفرها لهم الدار، ومنها ماهو ترفيهي وترويحي، فضلاً عن المعاملة الحسنة التي يتلقونها، وشمولهم بحنان، واهتمام غير محدود، وبالتالي فحينما تمر سنوات العمر، ويقف المرء على اعتاب الشيخوخة، يصبح متلهفاً لمظلة عطف، واحتواء، تظله، ليمضي تحت سقفها دقائق وساعات وربما أيامه المتبقية، ومن هنا جاء ارتباط هذا المسن بالدار ولايزال