العجوز الفائز بظل العرش بإذن الله
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد ..
أحبتي في الله كثيرة هي القصص التي تتلهف لها القلوب فتكون نسائما ماتفتأ عن روائع الهبوب وقد حمل كتاب ربنا جل وعلا من القصص الكثير والكثير قصص الأنبياء وقصص الأمم السابقة صالحين وجبابرة هالكين لتكون قصصهم عبرة وتذكرة للمؤمنين .
وفي حاضرنا نتوق إلى القصص المفيدة فنسارع إلى الأجداد لنسمع منهم أجمل القصص بأسلوب رائع أخاذ وما أكثر ما استغل أعداء الدين هذا الفن فأنتجوا الأفلام وسطروا الرذائل بالأقلام فيأسروا قلوب الشباب والفتيات فيخدعوا بتلك المسلسلات والأفلام الهابطة والقصص التي تنسج السعادة الزائفة ...
قصتي هذه المرة ليست من نسج الخيال وليست من كتاب منقولة او مسموعة بل انها قصة من الواقع عايشتها ورأيت بطلها كتبتها بعد ان أذنت لي ابنة ذلك البطل وطلبتها ان اسطر انا على لسانها هذه القصة تتكلم عنه وانا أصوغ العبارات والجمل علي أوفق في كتابتها فالله ادعوه ان تنال استحسانكم ...
( رايته واراه كل يوم يتراقص قلبي فرحا وفي نفس الوقت يمتزق الما ليس عليه لا والله فما لمثله الالم او الحزن وانما لغيره وستعرفون لماذا وسأبدأ بسرد القصة ....
رجل عمره اليوم يزيد عن التسعين هذا الرجل أراد الله عز وجل ان يمد في عمره ليزيد من نور وجهه وصالح عمله ما أسرع تلك السنين التي مضت وما أجملها يوم ان تمضي في طاعة الرحمن ما أجملها يوم ان تذهب وهي مليئة بصيام وصلاة وعبادة للمنان .... نعم ان هذا الرجل احسبه والله حسيبه أفنى أجمل أيام شبابه في المسجد مع صلاة الجماعة ولعلي لن أكون مبالغه ان قلت انه فاز بظل العرش باذن الله اسال الله له ذلك اوليس نبينا الكريم عليه أتم الصلاة وأزكى التسليم قال (سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله وذكر منها رجل قلبه معلق بالمساجد ) كنت اقرا واحفظ هذا الحديث واقول في نفسي معقول يكون تعلق بهذه الدرجة ؟؟ حتى رأيت بنفسي حال هذا الرجل كنت طفلة العب معه وامرح فكم كان وما يزال ابا حنونا عطوفا
اراه ينهض من نومه العميق لذهب مسرعا يلبي النداء للصلاة لا ينظر إلي وانا أحب اليه ولا يعبا بي ولا لندائي له لان هناك نداء اعظم واجل نداء خالق الاكوان جل وعلا ويعلو الاذان وما ان ينتهي حتى اجده ذهب ويعود بابتسامه مشرقه ياخذني بين ذراعيه ويلاعبني قائما بشؤون اسرته مراعيا لرعيته اذهب معه للنزهه وأول ما يبحث عنه في المكان المسجد مستحيل ان يجلسنا في مكان بعيد عن المسجد او ليس به مسجد كثيرا ما كنت اتشاجر معه فهو ابي واخي كنت اغضب لاني اريد مكانا به الالعاب وهو يرفض بشده لان ليس به مسجد وكانه يقول لي بنيتي لن اقبل مساومة على صلاة الجماعة مهما كان حبي لك ....
نجلس ويمر بنا الوقت واسمع الأذان واذا بي اركب السيارة وانا لم اخذ كفايتي بعد من جمال المكان فنذهب ونصلي ثم نعود وكأني ارى المكان غير المكان كاني اراه أجمل وأروع مما كان ...وما اكثر من يضيعون الصلاة ويتهاونون بها لاجل الاستمتاع في النزهات الا من رحم الله كم كنت افتخر به في طفولتي فانا ابنة الامام الجميع ممن يعرفوننا ينظرون لي بنظرات التقدير والاحترام فانا بنت الامام وهذا يبرر لي شيئا من الشقاوة والمشاكسة طفولة جميلة كنت امضي ايامها
وانا بين ذراعي والدي اطال الله عمره اراه ياتي بعد صلاة الفجر ليزعجني بالاضاءة وقراءة القران وينغص علي نومي وما أجمله من تنغيص وماهي الا دقائق واذا بالماء البارد يصب على راسي فاقفز من سريري غاضبة امام ضحكات والدي الذي تعب من إيقاظي للصلاة بكل الفاظ الدلال وأحلاها حتى يئس فاحضر الماء فاقوم واصلي
مجرد حركات من طفلة متمردة عنيده حجتها ان الصلاة لم تفرض عليها فقط واسارع للنوم لأسمع كلمات اللوم والعتاب من والدي لاني لم اقرا شيئا من القران واظل اسمعه يقرا ويرتل واقول في نفسي ترى الا يمل من القراءة الا يشتهي النوم مثلي ؟؟؟ ما كنت اعلم انه يشتهي ماهو أحلا وألذ من النوم يشتهي جنة عرضها السموات والأرض تنتظره ...
كنت المدللة لكن ليس على حساب الصلاة يوم ان كنت احاول جاهده ان اقنع والدي بالمكان الذي اريده في ذهابنا للنزهة كنت اعجب من نصائحه وكانه يرجوني بكلماته يوم ان كان ينصحني ان نجلس في مكان يكون فيه مسجد فكنت اقول له ان نصلي كلنا جماعه معه فكان يقول لا يا بنيتي لا تكافئيني على استجابتي لك بالنزهه بحرماني من صلاة الجماعة نصلي أولا ثم نذهب الى اي مكان تريديه كان كلامه مليئ بالإيمان ملامحه تضيئ بنورها يكلمني بحنان وليس بقسوة او إصدار للأوامر كان بامكانه ان يقول انا والدك وأريد المسجد بلهجه قاسية فيها من الأوامر والزجر لكنه الأب الرحيم الحنون المربي الذي اراد ان يحببني في هذا الدين وفي الصلاة ... وهذا الأسلوب للأسف كثيرا ما نفتقده لا من رحم الله كثيرا ما نجد في زماننا ما يسمى بالالتزام الأجوف الذي سرعان ما ينتكس أصحابه الا من رحم الله فيلتزم الابناء اما لان والديهم او احدهما دعاة او ملتزمين مجرد تقليد عن غير اقتناع او حب فتكون النتيجة انتكاسة عند أول محك والعياذ بالله ....فنجد الوالدين يجبرون الابن او الابنه على التحفيظ مخافة اللوم او النقد من المجتمع كون ان الأم داعية او الاب طالب علم مثلا او امام او في اي مجال من مجالات الدعوة فيخجلون ان يكونوا ابنائهم على غير ماهم عليه فيأتي الإجبار لتكون النتيجة تمرد وانهيار الا من رحم الله ...
----------------
يتبع