رد: رواية ( تكنف )
(5)
ويحملني الزمان إليك طفلا
وقد سلب الزمان الصبر مني
وألقي فوق صدرك امنياتي
وقد شقي الفؤاد مع التمني
غرس أزهار بعمري
فخيبت السنون اليوم ظني
وكان العمر في عينيك أمنا
وضاع العمر يوم رحلت عني.
تكات الساعة لا تتوقف.. الصبر شيء صعب جداٌ , اذا ما قارناه بمستوى الأحداث والمستجدات التي تحصل على أرض الواقع.. شيء رهيب يمتصني من رحيق الياسمين الذي يهدى.. هذيان وهلاوس أحاقت بي عندما شاهدت بصيصاٌ من النور في وسط العتمة التي قتلتني دهراٌ .. لهيب حارق هو ذاك الذي أحرق صبغة الميلانين في وجهي .. شمس النهار وقمر الليل كلها اجتمعت لكي تمتحني في نفسي .. أذان الصلاة ينشق من كبد السماء مؤذنا بالوقت البطيء.. يمشي الوقت بتؤدة.. الكل يفكر متى تنتهي الصلاة والكل يفكر متى يأتي يوم 25.. إذا أردنا الحياة فنحن نلاحظ أن الوقت يمشي بسرعة وإذا أردنا أن نتريث قليلاٌ فإن الوقت يمشي ببطء كئيب.. الواقع يكذب المثاليات فهناك فقر وجوع وأزمات وتردي وتسيب .. ووووووو.. لكن ما يوقظ الناس كلهم من سباتهم هو الشخير الذي يصدر من أنف تلك الشركة الكبيرة التي خصخصت أموالها في سبيل مغادرة الانسان وبقاءه.. الطريق الى الجنة ليس سهلاٌ , انه محفوف بالمخاطر.. والقلعة الكبيرة رحل عنها أهلها .. وما عدا ذلك فإن البلاد تنذر بوعيد شديد لأصحاب العقول النيرة.. ان الذي يقطف الوردة من مكانها فإنه جاهل بما يحصل لجذرها المسكين.. إنه يتوسل الى صاحبه أن يرأف بحاله ويتركه في شأنه لأنه عاجز عن أن يزرع مثلها في يوم من الأيام.. ماذا عن الماء والأوكسجين والدواء ؟ إنها عناصر البقاء الوحيدة في هذه الدنيا ! تركت اليك اخلاصي ليوم موعود , أيها الشاكي ماذا تريد غير الرحيل ؟ أصفو اليك مرتين ثم تعكر مزاجي بقنبلة موقوته تنفجر في وجهي دائماٌ.. لم يعد للضيف والسيف والحيف مكاناٌ عند العرب , فلقد أصبحنا أراقوزات في أيدي العم سام .. ماذا بعد الاغتراب ؟ ومن قبل معاهدة الصلح في بلاد العميل ؟ أسئلة كلها تدور في فلك العرافين والسرسريين الذين اتخذوا من الأقبية ديدنهم الوحيد .. مخاض يعتري أنامل الغرباء الذين يحقدون على ثروات العربي البسيط , يحسدوننا لأننا خلقنا مسلمين ! ويكرهوننا لأننا متعصبين في أعرافنا وتقاليدنا , فقل لي بالله عليك أيها المتسيس : من هو الأحق باشهار سيف اكسكالبر ؟
يتبع..
|