الموضوع: رواية ( تكنف )
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2013, 09:18 PM   #6
امرؤ القيس ♡
موقوف
 







 
امرؤ القيس ♡ is on a distinguished road
افتراضي رد: رواية ( تكنف )

(6)
الهي قل لي من خلا من خطيئة
وكيف ترى عاش المسيء من الذنب
اذا كنت تجزي الذنب مني بمثله
فمال الفرق ما بيني وبينك يا ربي
أبصر النور ( علي ) أيام الحرب بين العراق وايران.. وفي تلك الفترة عاش الجميع تجليات واضحة في المشاهد السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. تفشى الجهل ووباء الملاريا وتفشت مفاهيم الطبقية في المجتمع العربي .. لم تعد الدنيا بعده كما كانت .. ( علي ) صدم منذ أيام الطفولة بفقدان أخيه الأكبر وأبيه في فترات متقاربة,, قبل أن كان يؤم حلقات الذكر والتحفيظ والصلاة في جماعة.. عاش طفولة بريئة تخللتها أحداث كثيرة نسيها , لكنه مر بفترات قاسية .. كانوا أصدقائه يحبون اللعب بكرة القدم وارتداء المقاهي الشعبية التي تنتشر في تلك البقعة من السعودية.. كانوا على الفطرة يفرحون لفرح أحدهم ويهتمون كثيراٌ لحزن أحدهم.. كانوا منغلقين جدا أيام الطفولة والمراهقة ويتذكر ( علي ) أن فلسطينياٌ كان يبيع الفلافل حيث كان يأتي بسيارته الأمريكي البقس ويترجل من سيارته ثم يبدأ بطبخ الفلافل وعجنها قبل أن يعمل السلطات الشهية.. كانوا على بساطة لو قسمت على أهل الدنيا لوسعتهم , كبر ( علي ) وكبرت معه همومه التي أثقلت كاهله.. كان لديهم مزرعة كبيرة ينزلون اليها ويتذكر أن أهل القرية جميعهم صغيرهم وكبيرهم ينزلون اليها لجني المحاصيل ليعطونها ماشيتهم.. كانوا يلتقون كثيراٌ في المسجد والمزرعة والمدرسة والشارع حتى كبروا بسرعة البرق , ومنهم من ذهب الى المدن ومنهم من مكث في القرية يرعى الخير حيث كانت الأمطار تهطل دوماٌ أما الآن فأسأل الله السلامة.. كثر الحسد والقحط ..
كانت ( نهى ) في قرية أخرى , لكن بعد وفاة والد ( علي ) رحلوا عن القرية الى القرية المجاورة للبحث عن لقمة العيش , ولأول مرة يعاقر ( علي ) الخمر , ثم يبدأ فيها تدريجياٌ حتى أصبح مدمناٌ منذ المراهقة , ( علي ) يعشق التندر والضحك ولوهلة تراه فكأنك ترى العجب العجاب , لم يسلم من أذاه احد ! ولد عمه عشق ابنة عمه ثم طبع كروت كثيرة وكتب بها – ابو خالد الحب عذاب – ثم طبع هاتف عمه ثم نشرها في الشوارع وأصبح الجميع يتصلون بالرقم الى حد الإزعاج.. ههههههه لا شك أنه لن ينسى تلك الحادثة ورغم أن ابن عمه غبي وخبل الا أنه فريد من نوعه ! لا يشبهه أحد..
تيارات فكرية يمر بها الجميع , لكن هناك فرق بين من يقرأ الكتب والصحف وبين من لا يقرأ , الكثير من أبناء جلدة ( علي ) لم يتحصلوا التعليم ولم يتخرجوا بشهادات علمية .. الا ( علي ) فإنه أثبت نفسه وبجدارة حيث كان علامة استثنائية بين زملائه.. كان يقول له أستاذه : أنت عبقري جداٌ وتحسد على ما وهبك الله من نبوغ فكري حيث كنت تلعب أثناء شرحي ثم أباغتك بسؤال لكنك تجاوب عليه ! ومرة من المرات كنت أختبركم ثم وجدت عندك خطأ فراجعت أوراقي فوجدت الخطأ عندي أنا .. كان هناك تحد بين ( علي ) و ( نهى ) , كان هناك ما يسمى ب ( المجاكرة ) .. مرة من المرات رآها ( علي ) في مناسبة ترتدي الثوب الأزرق الطويل , لم يخطر بباله شيء .. كان في مرحلة تكوين لم يزل .. فوضى تعم الأماكن , وكل على ليلاه يغني و ( علي ) على ليلاه يغني .. لا شيء يعجب ( علي ) , نظم القصائد ثم هلهلها في عدم بحت , لم يجد في يوم من الأيام نصفه الآخر , لكن ذلك لم يكن ذا شأن لديه , كان يملك أوراقاٌ رابحة في يديه.. يمضي الوقت وهو يتابع الأخبار السياسية ويلهو مع صبيان الحي .. لم يترك فراغاٌ الا ومشاه .. كان يستمتع كثيراٌ بقضاء الوقت في السفر في أرجاء المملكة العربية السعودية .
يتبع ..
امرؤ القيس ♡ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس